يوم الأرض.. دعوات في الداخل المحتل للمشاركة في فعالياته

الداخل المحتل-مصدر الإخبارية

دعا ناشطون فلسطينيون في الداخل المحتل، للمشاركة في فعاليات ذكرى يوم الأرض، التي توافق الأربعاء في 30 من الشهر الجاري.

وقال الناشط واكد نصار : إنه “تقرر أن تقام تظاهرتان مركزيتان في عرابة البطوف والنقب المحتل”، مشيرًا إلى أنه “سيجري العمل على مهرجان في عرابة، وهو نشاط تقليدي يتم تنظيمه منذ العام 1976”.

ولفت نصار في تصريحات صحفية، إلى أن النشاط الآخر سيكون في النقب لدعم صمود الأهالي، في ظل دفاعهم عن أراضيهم التي تتعرض للتحريش والتجريف ومحاولات الاستيلاء من سلطات الاحتلال.

وأشار نصار إلى أن فعاليات يوم الأرض ستمد في كل مدن وبلدات أراضي 48، حيث تشمل النشاطات فعاليات، كزيارة أضرحة الشهداء وتظاهرات محلية تنطلق في عدة مناطق، إلى جانب أنشطة تربوية وتثقيفية.

وقال: “ذكرى يوم الأرض هي مناسبة عزيزة علينا وعلى مجتمعنا العربي في البلاد.. هذه المناسبة ترتبط بخطة ومؤامرة سلطوية لوضع اليد على أراضينا وسلبنا أهم مقومات وجودنا وهي الأرض.. ومن عرابة انطلقت الشرارة الأولى ليوم الأرض عام 1976”.

ويحيي الفلسطينيون في 30 آذار (مارس)من كلِ سنة، يوم الأرض الذي تَعود أحداثه لعام 1976 بعد أن صادرت سلطات الاحتلال آلاف الدّونمات من الأراضي ذات الملكيّة الخاصّة أو المشاع في الداخل المحتل.

وعم إضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات.

وتخلل الهبة الشعبية التي أشعلها الفلسطينيون آنذاك، إضرابًا في عدة مدن فلسطينية، بالجليل الأعلى وحاولت القوات الإسرائيلية كسر الإضراب بالقوة، فأدى ذلك إلى صدام بين المواطنين والقوات الإسرائيلية، أوقعت أحداثه شهداء وجرحى بين صفوف الفلسطينيين، فكانت حصيلة الصدامات استشهاد 6 أشخاص.

ووفق تقارير لـ الهيئة القيادية العليا لفلسطينيي 48- تفيد بأن الاحتلال الإسرائيلي استولى على قرابة مليون ونصف المليون دونم منذ احتلاله حتى عام 1976، ولم يبق بحوزتهم سوى نحو نصف مليون دونم، عدا ملايين الدونمات من أملاك اللاجئين وأراضي المشاع العامة.

فيما تزامن ذلك بتاريخ أول آذار (مارس) 1976 إصدار لواء الشمال في وزارة الداخلية الإسرائيلية “يسرائيل كينغ”،وثيقة سرية حملت اسم “كينغ”، تستهدف إفراغ الجليل من أهله الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم وتهويدها.

ونصت الوثيقة على إفراغ الفلسطينيين في منطقتي الجليل والنقب، وذلك بالاستيلاء على ما تبقى لديهم من أراض زراعية وبمحاصرتهم اقتصاديا واجتماعيا، وإحلال بدل منهم مستوطنين إسرائيليين، وتكثيف الاستيطان، وإقامة حزب “عربي” يعتبر “أخا” لحزب العمل الإسرائيلي ويركز على المساواة والسلام، ورفع التنسيق بين الجهات الحكومية في معالجة الأمور العربية.

وتضمنت الوثيقة  أيضًا الحصار الاقتصادي لأهالي المناطق العربية في الجليل، من خلال تخفيض نسبة العرب في التحصيل العلمي وتشجيع التوجهات المهنية لدى التلاميذ، وزيادة نسبة التحصيل الضريبي وتسهيل هجرة الشباب والطلاب العرب إلى خارج البلاد ومنع عودتهم إليها.

ورغم مرور 45 عاما على ذكرى إحياء الأرض، لم يتوان الفلسطينيون في أراضي الـ48 المحتلة والبالغ عددهم نحو 1.3 مليون نسمة بعدما كانوا 150 ألف نسمة فقط عام 1948، من إحياء ذكرى يوم الأرض، مؤكدين على مسيرة بقائهم وانتمائهم، وتشبثهم بأرضهم.

ولا يرى الفلسطينيون في يوم الأرض مجرد حدث تاريخي، بل معركة جديدة في حرب متصلة لاستعادة الحقوق الفلسطينية، ومنذ العام 1976 أصبح يوم الأرض يوما وطنيا بالنسبة لهم في كل أنحاء فلسطين، والشتات.

ووفق الجهاز المركزي للإحصاء، فإن الاحتلال الإسرائيلي يستغل أكثر من 85% من مساحة فلسطين التاريخية والبالغة حوالي 27,000 كم2، ولم يتبق للفلسطينيين سوى حوالي 15% من مساحة الأراضي فقط.