في وداع ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين، بقلم الحقوقي الفلسطيني عصام يونس، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:
هناك من عبروا في غيرِ ذكرى، لا اسم يُذكر ولا عملٌ يُستَحضر، صَنعتهم المواقع التي تَصَادَف أن شغلوها ولم يصنعوا من أنفسهم أو منها شيئا، وهناك من تركوا أَثِّرا واسما وحضورا باقياً، صنعوا المواقع التي بهتت وتآكلت على ما مرت به من سنين وعلى ما مر عليها من مسئولين، ليعيدوا لها بعضاً من اعتبار.
من بين هؤلاء، ممن أظن أنهم أعادوا للموقع حضوره واعتباره ولو إلى حين، هو “سفن كون فون بورغسدورف”، ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين.
ما يلفت النظر في “سفن” ليس فقط محاولاته الخطيرة في التصالح مع نفسه كرأس للدبلوماسية الأوروبية في فلسطين المحتلة التي تنزف دما والحاضرة في كل أروقة الاتحاد الأوروبي، غالبا، قلقا وفي أحيانٍ قلقا كبيرا أو عميقا وفي أحيان أخرى ضبطا للنفس جلادين وضحية، وليس فقط أيضا تلك المحاولات “شبه الشيزوفرينية” للتوفيق العسير والمُكلِف بين موقف رسمي نفعي “شيزوفريني” يجانب التاريخ في معظمه، وبين موقف شخصي أخلاقي ينحاز للعدالة وحقوق الإنسان، بل بين ما يجب أن يكون مقابل ما هو كائن، في مكان يحسب فيه الوقت بعدد الشهداء والمنازل المدمرة ومساحات الأرض المنهوبة وأكواب المياه المسروقة.
اقرأ/ي أيضا: الاتحاد الأوروبي يعرب عن أسفه لقرار إخلاء عائلة صب لبن من بيتها في القدس
تلك المغامرة الشاقة أبقته حاضرا هنا وهناك، في غزة وفي جنين وفي القدس وما بينهم، مُلقيا ما هو مُتَكلِف ورسمي، بروتوكولا كان أو ربطة عنق، وأبقته تلك المغامرة حاضرا أيضا، موقفاً لافتًا ومثيراً في المكان وفي حضرة الزمان ذاته.
ربما ذلك كله، قد يكون أعلى كثيرا أو قليلا عن أضعف الايمان، لكنه بالغ الدلالة والرمزية، في وقت أضحى فيه الاقتراب من الفلسطينيين تضامنا او توددا؛ ذا كلفة كبيرة يتجنبها كثيرون ممن يتسيدون المشهد ويشغلون المواقع.
فالصمت، للطامح والساعي إلى “كارير مهني أو سياسي”، في حسابات الربح والخسارة، أقل كلفة من القتل المعنوي في أن يوصم باللاسامية.
إن أربع سنوات أو بعضها، هي عمر إشغال الموقع، يمكن ابتلاعها بكثير أو قليل من الماء، فالصمت منجاة، إن أكثرت منه نفع وإن أقللت منه قتل.
سيبقى ما ترك “سفن” من حضور، وما أظهر من مواقف، وما قدم من تضامن عملا مختلفا وحاضرا من الصعب القفز فوقه، نأمل أن يتم البناء عليه كنقطة انطلاق للقادم الجديد، متمنين له أن يكون ممن يصنعون المواقع ويقولون كلمة الحق في وجه محتل غاصب وفي وجه سياسي وضع الأخلاق جانبا.
شكرا لـ”سفن” انسانا ودبلوماسيا وسياسيا ولا عزاء للآخرين أفرادا أو مؤسسات في تلك العاصمة الباردة أو في أخواتها.
يُشار إلى أنه في العام الماضي، فاز مدير عام مركز الميزان لحقوق الإنسان المحامي عصام يونس بمنصب نائب رئيس مجلس أمناء المنظمة العربية لحقوق الإنسان، كما تم تجديد الثقة في الأستاذ علاء شلبي لرئاسة المنظمة لدورة ثانية.
وجاء الحدث حينها خلال اختتام الجمعية العمومية للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، أعمالها في العاصمة المصرية القاهرة، بإعلان أسماء مجلس الأمناء للدورة الجديدة الممتدة حتى عام 2025.
كما جددت الجمعية العمومية الثقة في الحقوقية الكويتية مها البرجس لمنصب الأمين العام، والحقوقي الليبي عبد المنعم الحر أميناً للصندوق، وانتخاب كلاً من الحقوقي المغربي بوبكر لركو، والدكتورة نيفين مسعد، والحقوقي الإماراتي محمد سالم الكعبي، لعضوية اللجنة التنفيذية للمنظمة.
وكانت الجمعية العمومية للمنظمة العربية لحقوق الإنسان عقدت اجتماعها الحادي عشر في العاصمة القاهرة على مدار يومي السبت والأحد 23-24 يوليو/ تموز 2022م. بمشاركة 24 منظمة حقوقية من 23 دولة، حيث أجريت الانتخابات على (20) مقعداً لعضوية مجلس الأمناء.
وجرت خلال الاجتماع مراسم تكريم الأستاذ محمد فائق والأستاذ محسن عوض لدورهما التاريخي في مسيرة المنظمة، كما أجريت مراسم تأبين الفقيد الراحل عضو مجلس الأمناء الأستاذ حافظ أبو سعدة.
وكانت الجمعية العمومية للمنظمة العربية لحقوق الإنسان عقدت اجتماعها الحادي عشر في العاصمة القاهرة على مدار يومي السبت والأحد 23-24 يوليو/ تموز 2022م. بمشاركة 24 منظمة حقوقية من 23 دولة، حيث أجريت الانتخابات على (20) مقعداً لعضوية مجلس الأمناء.
المنظمة العربية لحقوق الإنسان، تأسست عام (1983) وتتخذ من القاهرة مقرًا لها، وهي منظمةٌ غير حكومية تهدف إلى حماية حقوق الإنسان وتعزيزها في الوطن العربي طبقاً للمعايير الدولية، حيث تستخدم المنظمة في سبيل ذلك الوسائل القانونية ولا تتدخل في أي أنشطة سياسية.