اعتقال واستهداف ومنع للعلاج.. الميزان يرصد انتهاكات الاحتلال بحق أطفال غزة

غزة – مصدر الإخبارية
أصدر مركز الميزان لحقوق الإنسان حول الانتهاكات الموجهة ضد الأطفال في أوقات النزاع المسلح في قطاع غزة خلال العام 2021.
وقال مركز الميزان في تقريره إن عام 2021 شهد تصاعداً في وتيرة استهداف الأطفال بشكل مباشر وغير مباشر نتيجة الصراع القائم مع قوات الاحتلال، لا سيما العدوان الذي شنته على قطاع غزة في شهر مايو من نفس العام، حيث سجلت هذه الفترة سقوط عدد كبير من الضحايا من الأطفال نتيجة تعرضهم لعمليات القصف ولإطلاق النار من قبل قوات الاحتلال، كما تعرض بعضهم للإصابة نتيجة لأحداث داخلية مرتبطة بالصراع القائم، کالانفجارات الناتجة عن الأجسام المشبوهة، والصواريخ المحلية، ومخلفات الاحتلال الحربية، وإطلاق النار بأسلحة تعود للفصائل المسلحة.
حيث بلغ عدد الشهداء من الأطفال نتيجة الصراع مع قوات الاحتلال 69 شهيداً، وبلغ عدد الجرحى من الأطفال 708.
الاعتقال التعسفي للأطفال
أوضح التقرير أن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت سياسة الاعتقال التعسفي سواء من خلال توغلاتها داخل أراضي قطاع غزة أو من خلال مطاردة الصيادين وعمال جمع الحصى والأطفال الذين يقتربون من سياج الشرقي الفاصل، بهدف العمل أو التنزه واستكشاف المناطق أو حتى التظاهر، وتواصل قوات الاحتلال اعتقال الأطفال واحتجازهم بما ينتهك المعايير الدولية لحقوق الإنسان، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال الفترة التي يتناولها التقرير (9) أطفال في قطاع غزة.
الهجمات على المدارس والمستشفيات
استمرت قوات الاحتلال في انتهاكاتها واعتداءاتها بحق المؤسسات التعليمية والصحية في قطاع غزة، من خلال القصف وإطلاق النار بشكل مباشر على هذه المؤسسات، واستهداف محيطها ما يلحق أضرارا متفاوتة بها، كما تؤدي إلى تعطيل العمل بها لفترات مختلفة يحرم خلالها المستفيدين من تلقي الخدمات الأساسية. وقد سجل المركز خلال فترة التقرير تضرر (270) مدرسة ورياض الأطفال ومستشفى، بينهم (185) مدرسة، و (80) رياض الأطفال و (5) مستشفيات، من بينهم مدرسة ومستشفى لحقت بهما أضرار جراء الصراع القائم مع قوات الاحتلال.
استهداف المنازل (التهجير القسري)
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهداف منازل المواطنين في قطاع غزة من خلال القصف بالقذائف الصاروخية والمدفعية، ومن خلال إطلاق النار وخاصة تجاه المنازل التي تقع بالقرب من السياج الأمني الفاصل شرق وشمال قطاع غزة. وتؤدي هذه الممارسات في أحيان عديدة حتى وإن لحقت أضرار طفيفة في المنزل، إلى نزوح سكان تلك المنازل من منازلهم إلى أماكن أكثر أمنا حفاظا على أرواحهم. هذا ووثق المركز خلال فترة التقرير استهداف (2057) وحدة سكنية، يقطن فيها (9827) فردة من بينهم (2652) سيدة و (4508) طفلاً.
الوصول للعلاج
عادة ما تضع قوات الاحتلال الإسرائيلي العراقيل أمام تمتع المواطنين بمستوى صحي مناسب، جراء سنوات من الحصار والاستهداف الذي أثر بشكل كبير على البنية الصحية في قطاع غزة، وجعلها لا تستطيع التعاطي مع متطلبات المواطنين الصحية، وفي نفس الوقت، تمنع قوات الاحتلال وتماطل في إصدار التصاريح اللازمة للمرضى للمرور والسفر لتلقي العلاج في مستشفيات خارج قطاع غزة، ما يؤثر على حياتهم، لا سيما الأطفال منهم.
وبحسب مركز الميزان لحقوق الإنسان تم توثيق وفاة (2) طفل خلال الفترة التي يتناولها التقرير، جراء مماطلة قوات الاحتلال في إصدار التصاريح اللازمة لهما للسفر لتلقي العلاج في مستشفى تل هاشومير ومستشفى المقاصد. وفي نفس السياق، فقد تلقى المركز عدد (235) شكوى قانونية متعلقة بالحق في الصحة والوصول للمستشفيات خارج قطاع غزة فيما يخص شريحة الأطفال خلال فترة التقرير، وقد تمكن المركز من تسهيل سفر (100) طفلاً، فيما لم يتمكن (123) آخرين من السفر، وما زال (12) قيد المتابعة.