دينا على السرير.. والشلل يسرق طفولتها

سماح شاهين- مصدر الإخبارية
ترقد الطفلة دينا الخولي (14 عامًا) على سرير المستشفى في مجمع الشفاء الطبي بجسدها النحيل، لن تستطيع النوم ولا تقوى على الحركة ولم تعد قادرة على الحركة مجددًا، محاطة بالأنابيب الطبية وبشرتها باتت صفراء اللون.
عصر يوم 12 أبريل/نيسان 2025، كانت دينا تلعب مع شقيقها على سطح منزلها في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة، فأصيبت بعيارٍ ناري من قبل طائرة كواد كابتر في رقبتها فتحول اللعب والضحكات التي كانت تملأ المكان إلى حزن.
تقول والدة الطفلة دينا: “كانت دينا تلعب على السطح مع شقيقها على سطح المنزل فلم يجدوا مكان آخر للعب فيه للتفريغ عن أنفسهم، فجأة سمع صوت ابنى على الدرج يركض ووجهه أصفر من الخوف يقول الحقوا دينا وقعت على الأرض فلم نكن نتوقع بأنها مصابة”.
وتضيف: “ركضنا إلى السطح لنرى ما جرى مع دينا فكانت ملقاة على الأرض كالجثة عثرنا على جرح في رقبتها تواصلنا مع الإسعاف لنقلها إلى المستشفى المعمداني وعندما وصلوا أخبرونا بأنها مصابة بطلق ناري من طائرة كواد كابتر”.
وتشير إلى أنّ إصابتها أدت إلى كسر في الفقرتين السادسة والسابعة في عنقها ونزيف حاد في المريء مما توقفت حركة الرئة اليمنى عن التنفس، وأحدثت شللًا لم تستطع تحريك أطرافها السفلية.
لم تعد دينا قادرة على التقلب يمينًا أو يسارًا، والتنفس وتناول الطعام والشراب بفعل إصابتها، ونظرًا لحاجتها إلى الطعام قام الأطباء بوضع أنبوب متصل بجسدها، يمدها بالغذاء السائل والمياه.
تخبرنا والدة دينا: “نجد صعوبة بتوفير الطعام المناسب لها في ظل المجاعة وغلاء الأسعار، بالإضافة لشح الأدوية باتت تأخذ أدوية بديلة خاصة المسكنات، لم تعرف طعم النوم جسدها هزيل تطلب مني أحيانًا إطعامها عبر الفم تتذوق معنى الطعام ولكن ما باليد حيلة أبكي عليها وأرفض بسبب وضعها الصحي”.
وتشير إلى أنّ الأطباء أخبروهم لحاجتها الفورية السفر للخارج للعلاج وأن مكوثها في مستشفيات غزة لن يساعدها على الشفاء خاصة مع شح الأدوية والمجاعة التي بدأت تضرب القطاع بشدة، مبيّنة أنهم قدموا طلبًا للسفر وينتظرون الموافقة.
“متى سأقف على رجليّا وألعب تاني”، سؤال متكرر توجهه لذويها وهي تبكي بحرقة على ما جرى لها، قائلًة: “عاجزين عن الإجابة لم نستطيع أن نوضح لها الصورة أنها ستعود للمشي أم ستبقى هكذا، نكتفي بالبكاء؟”.
تشعر دينا بالسعادة عندما يزورها شقيقها عمر (9 أعوام)، فهي شديدة التعلق به يحاول احتضانها ويطمئنها بأنها ستعود قريبًا للعب معه على سطح المنزل مرة أخرى بعد وقف الحرب على غزة، يحاول أن يخبأ خوفه ودموعه أثناء زيارته لها.
وتطالب والدة الطفلة دينا الخولي بمساعدتهم لتحويلها إلى الخارج لاستكمالها علاجها المناسب، نظرًا أن الحالة الصحية لدينا لا تحتمل البقاء في غزة.
اقرأ/ي أيضًا: أدوية منتهية الصلاحية.. علاج الضرورة أم وصفة للهلاك؟