هجوم رفح.. شهادات مروعة عن إعدامات ميدانية واعتقالات نفذها الجيش الإسرائيلي

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

الجميع يركض في حي تل السلطان غربي رفح جنوبي قطاع غزة، تحت وابل من الرصاص والقصف المدفعي لا يوجد سوى أمامهم النزوح قسرًا عند الالتفاف يمينًا أو شمالًا يتم قنصه، امرأة مسنة تمشي على أربع، ومسن يمشي وحده على عكازًا، أمُ تحملها أطفالها وتبكي، ومنهن من تركت ابنها خلفها شهيد، الجميع يبكي منهم من حوصر في منطقة وحده خائفًا على عائلته.

مروة الجزار شقيقتها أُصيبت بقدمها برصاصتين في القدم والفخد وهي تحمل ثلاث مفروشات، فكانت بعيدة عن عائلتها، وحاول أحد جيرانهم الاتصال بوالدها وإبلاغه بإصابتها لنقلها إلى المستشفى، خاصة بعد منع الاحتلال دخول الإسعافات والصليب الأحمر إلى المنطقة.

تقول مروة لـ”شبكة مصدر الإخبارية“: “العائلة تفرقت كل واحد في منطقة شقيقتي التي أصيبت وحدة وأنا مع شقيقي الصغير ووالدي في مكان، وأبلغونا أن الاحتلال أغلق المنطقة وعليكم التوجه عند دوار العلم يوجد هناك حلابة وعليكم ترك كل شيء لأن الاحتلال يحرق الأمتعة أو يسمح بالدخول”.

وتخبرنا: “تركنا كل شيء معنا في لحظة الناس تفرقت وأصبحت أنا وشقيقي وحدنا في الشارع والطائرات فوقنا، ومشينا كيلو إلى منطقة المستوطنات فهي عبارة عن صحراء وجبال عامودية من الرمل وقبل الحرب لا أحد يدخلها اضطرينا نصعد إليها ونحن نحمل أمتعتنا”.

“تركت أخي الصغير عند الناس ورجعت أمشي كمان كيلو لإرجاع ما تركته في الشارع من أمتعة وشوادر تفاجأت بوجود أهلي عند الصحراء، يوجد شارع لا يتوقف فيه القصف وشارع للحلابة وشارع أخر للإعدامات الميدانية”.

المشاهد كانت قاسية لمروة، شاهدت الإعدامات الميدانية وأمهات ورجال يبكون على أبنائهم بعد إعدامهم ميدانيًا وعدم استطاعتهم لنقل، وآخرين لم يتحملون العطش فاضطروا أن يفطروا وشبان يحملون أباءهم والمرضى، ومسنين بالكاد يستطيعون المشي بعض الخطوات بينما الاخرين من حولهم يركضون.

تشير إلى أن الذي يصاب يتم تركه لا أحد يعود لإسعافه، والاعتقالات بالجملة وإعدامات ميدانية بالرصاص الحي والمدفعية وقصف عشوائي، وكل مركبة يتم استهدافها، مضيفًة أنها لوهلة لم تتوقع أن تنجو.

وتختم مروة قولها: “كنا نثني ظهورنا حتى ما نُصاب، خلونا نمشي من أسوأ الطرق، طرق طينية مدمرة حتى لما انا وأهلي قدرنا نتكلم مكالمة ما حدا عارف هو وين لأنه ما فيه ملامح، الرصاص كان عشوائي مرضى وكبار سن وأطفال كان حالهم يرثى له، في شارع أهلي فتحوا الهم حاجز تفتيش وفرقوا كبار السن عن الرجال عن الناس وما كان يهمهم مريض أو عاجز”.رفح

واختطف جيش الاحتلال الإسرائيلي 15 من أفراد الإسعاف والدفاع المدني أثناء تأدية واجبهم الإنساني بمدينة رفح في إنقاذ المصابين وإغاثة المنكوبين.

“خلال فترة النزوح تم إلقاء مناشير إخلاء مناطق تل السلطان وممنوع ركوب أي وسيلة نقل فقط مشيًا على الأقدام نزحت أنا وعائلتي من طريق شارع حلمي صقر وصولًا للجبل وبدأت عملية توغل الاحتلال دبابات وإطلاق نار من كواد كابتر”، يروي محمد أحمد.

ويلفت أحمد إلى أن جيش الاحتلال أطلقوا الأعيرة النارية صوب النازحين ما أدى إلى استشهاد وإصابة العديد من الشبان، وكان حال المواطنين كارثي خاصة أنهم نزحوا تحت جحيم القصف المكثف في المنطقة.

ويتابع “كان هناك إعدامات ميدانية من قبل قوات الاحتلال وإنزال مصابين من مركبات الاسعاف ليتم إعدامهم في الميدان، مما اشتد الخوف على أهالينا خاصة الشباب، وكأنه أهوال من يوم القيامة”.

ويبين أحمد أنه نزح برفقة عائلته هاربين من منازلهم لم يستطيعون أخّذ أي نوع من مقاومات الحياة ولا يملكون مأوى، مشيرًا إلى أن وضع المواطنين كان صعب للغاية ذاهبين لمكان مجهول لا يملكون شيء”.

“نجونا من الموت بأعجوبة، تحت وابل من الرصاص والقصف المكثف، والإعدامات الميدانية التي نفذها جيش الاحتلال والتحكم بطريقة نزوحنا، فالجيش لم يرحم أحد منا خاصة الكبار في السن”، هذا ما روته أية سمير لـ”مصدر الإخبارية”.

تقول: “توجهنا برفقة الآلاف من العائلات نحو منطقة البركسات الأقرب لمنطقة المواصي، ولكن تفاجأنا بتمركز دبابات الاحتلال، وفتحت رشاشتها على المواطنين منهم من أصيب ومن استشهد لم يستطع أحد التقدم ركضنا ونحن صائمون ووضعنا كارثي”.

وتشير إلى أنّ الجيش اعتقل عدد من الشبان وأعدمهم ميدانيًا دون السماح لأحد بإسعافهم، وأرغم العائلات على ترك مقتنياتهم على الأرض والتحرك باتجاه حاجز أمني للتفتيش والاعتقال والقتل.

تتساءل: “أين هم الضامنين للاتفاق؟ وأين العالم على ما يجري في غزة، هل دمائنا لم تحرك ساكنًا لو كان الحجر ينطق من هول ما رأيناه لنطق، إلى متى سنظل نموت يوميًا؟”.

وتناشد بوقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري وإنقاذ ما تبقى من القطاع، مؤكدًة أن أهالي غزة يموتون من القصف المستمر وجوعًا وعطشًا تحت الحصار الخانق.