أيها الإخوة والأخوات في الشتات.. لا تهاجروا

أقلام – مصدر الإخبارية

ترجمة غانية ملحيس لمقال مهم لمايكل بريزون في صحيفة هآرتس الإسرائيلية/ الإنجليزية/ نشر بتاريخ 22/8/2023، بعنوان “لا تهاجروا”، أقرب إلى نداء استغاثة موجه ليهود العالم لعدم الوقوع في فخ الصهيونية التي شوهت اليهودية ووظفتها لتحقيق أهداف لا علاقة لها بصحيح الدين اليهودي. ودعوة للتبصر فيما أفضت إليه دولة إسرائيل التي أفسدت يهودها. ما بات معه ضروريا معالجة الفهم اليهودي المتعلق بالصعود/ Aaliyah (هجرة اليهود إلى إسرائيل)باعتباره يردا / yerda/(هجرة اليهود من دولة إسرائيل).

عنوان المقال : ” أيها الإخوة والأخوات في الشتات، لا تهاجروا “

إخوتي الأعزاء في الشتات: إنني أناشدكم ليس كإسرائيلي، بل كيهودي. وأنا أفعل ذلك ليس لأن القانون الإسرائيلي لا يعترف بوجود “إسرائيليين”، بل لأن يهوديتي أعز كثيراً بالنسبة لي من جنسيتي، أو وطني الجغرافي.

ولنقل على الفور : حقيقة أنني يهودي لا تجعلني أفضل أو أسوأ من أي شخص آخر على هذا الكوكب. يهوديتي ليست سوى الدائرة الثقافية والتاريخية والأخلاقية التي ولدت فيها، والتي يهمني الحفاظ عليها.

لماذا أزعجكم أيها الإخوة الأعزاء؟

لأنه منذ عقود عدة يشهد التاريخ اليهودي انعكاسا معقدا ومرعبا. إن غطرسة إسرائيل وادعاءها بأنها ممثلة لليهودية كلها، وزعيمة لليهود، وملجأ لهم جميعا، يتكشف خواؤه تدريجيا. ولم يبق من الوهم الصهيوني إلا مقدار هائل من الشر والأكاذيب والعنصرية والوثنية.

و”أهل الكتاب” أصبحوا “أهل الأرض” أي جاهلون. لم يعد الكتاب يثير اهتمامهم كثيرا، فملكية الأرض فقط هي المهمة. لقد تولت طائفة قرائية، وهي طائفة غريبة أخذت من الكتاب المقدس بأكمله فقط كتاب يشوع، والأوامر بارتكاب الإبادة الجماعية، والإذن بالنهب، والوعود المتعلقة بالملكية. وكذلك بعض العادات الخرافية والمعتقدات غير المنطقية. وقد تم طرح كل الباقي جانبا. وفي الأشهر الأخيرة اكتملت الثورة. فالطفرة اليهودية التي تسود هنا لا تسبب إلا الخزي والفساد لنا نحن اليهود.

ولذلك أيها الإخوة الأعزاء في الشتات، الشعلة تنتقل إليكم. من الآن فصاعدا، أنتم حراس اللهب. أنتم مسؤولون عن إثبات وجود نسخة عاقلة من الشعب اليهودي. أنتم مسؤولون عن الحفاظ على صورة غير مخزية لليهودية.

إن هذه الوظيفة الجديدة التي تم تكليفكم بها من الآن فصاعدا تحملكم مسؤولية تاريخية جسيمة، ولكن تنفيذها العملي سهل للغاية: لا تفعلوا شيئا ببساطة. إبقوا على ما أنتم عليه ومن أنتم وأين أنتم. هذا كل شئ. هناك شيء واحد فقط يجب أن تكونوا صارمين جدا بشأنه : لا ينبغي عليكم تحت أي ظرف من الظروف “الهجرة”. إحذروا هذا الفخ. سوف يفسدكم تماما كما أفسد تقريبا كل من وقع في شباكها. انظروا إلى ما يحدث هنا للحكومة والأخلاق والدين والحقيقة والرحمة الإنسانية. انظروا إلى ما يحدث للتعليم،والصحة، والطبيعة، والمسنين، والفقراء، والسجناء، وأفراد الأقليات، والأشخاص الذين يعيشون تحت الاحتلال، وغير اليهود.

ولا ترسلوا أطفالكم ،أيضا، إلى هنا للبحث عن الإثارة والمغامرات. الأشياء الوحيدة التي سيرونها هنا هي الكراهية والشر والسيطرة والعنصرية. سوف تكافح أرواحهم الشابة للتغلب على إغراءات القوة والتفوق. انظروا إلى ما يحدث هنا للشباب، للجنود، لضباط الشرطة.

لذلك، من أجلكم ومن أجلنا، ابقوا حيث أنتم . النموذج هو اليهودية العادية. في عيونكم وعقولكم، انظروا إلى إبراهيم يشوع هيشل وليس بتسلئيل سموتريش. دينيس غولدبرغ وليس إيتامار بن جفير. سيمون ويل وليس أوريت ستروك. هيلين سوزمان وليس ليمور سون هار-ملك. آرثر جولدريتش وليس أميخاي إلياهو. يوسف دوف سولوفيتشيك وليس اسحق بندروس. نادين جورديمر وليس جاليت ديستال عطبريان.

فقط لا “تهاجروا “. بالتأكيد ليس الآن، حيث يحكم 64 ترامبا صغيرا. ربما في وقت ما. فى المستقبل. لنفترض أنه بعد 2000 عام، شيء من هذا القبيل. بعد كل شيء، يُسمح لنا أن نتعلم شيئا من معبدين تم تدميرهما، وثلاث ممالك تفككت، و10 قبائل اختفت، ومحرقة واحدة ألحقها بنا مسيحاني مؤسف هنا بمساعدة حاخامه الساذج المتحمس.

لذا من فضلكم تذكروا : في العالم الأورويلي*الذي أنشأناه هنا الصعود /Aaliyah (هجرة اليهود إلى إسرائيل – تراجع). (الصعود/ Aaliyah) هي يردا / yerda/(هجرة اليهود من دولة إسرائيل).

*الأورويلي وفقا لويكيبيديا : صفة حددها جورج أورويل على أنها مدمرة تصف موقفا وسياسة وحشية للسيطرة الصارمة من خلال الدعاية والمراقبة والتضليل وإنكار الحقيقة.

مايكل بريزون، يكتب تحت الاسم المستعار ب. مايكل، كاتب عمود في صحيفة هآرتس

اقرأ أيضاً:الهجرة الجماعية؟ الليكود يأتون إلى رشدهم؟ السيناريوهات التي تنتظرنا