المولد الرابع.. صرخات الغزيين تخطت درجات الحرارة!

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

أطلق نشطاء فلسطينيون ليلة السبت، حملة الكترونية للتغريد على هاشتاج المولد الرابع، احتجاجًا على استمرار أزمة التيار الكهربائي في قطاع غزة.

وفي التفاصيل، فإن “الحملة لاقت رواجًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعدما تفاعل آلاف المواطنين بتغريداتٍ تُظهر المأساة التي يعيشونها نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي”.

وفي التغريدات أبدى المواطنون انزعاجهم واستيائهم الشديد في ظل استمرار انقطاع التيار الكهربائي رغم تأكيد شركة توزيع الكهرباء على تشغيل المولد الرابع للتخفيف عن المواطنين.

ووجدت الحملة ضالتها مع ارتفاع درجات الحرارة الملحوظ نتيجة فصل الصيف الذي جاء ليزيد معاناة المواطنين حيث يفتقد معظمهم الكهرباء بِفعل عِدة أسباب أهمها الوضع المعيشي المتردي الذي يعيشونه منذ 16 عامًا.

وتصدر وسم #المولد_الرابع موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بعد دعوات وجهها عددٌ من النشطاء والمؤثرين الفلسطينيين للفت أنظار الجميع إلى أزمة الكهرباء في قطاع غزة.

الشاب ياسر عاطف كتب على صفحته بموقع فيسبوك قائلًا: “تقديري و اعتقادي أنهم على ما يبدو ناويين يشغلوا المولد الرابع لأنه الناس بدأت تظهر استياء من أزمة الكهرباء واستمرارها منذ عشرات السنين، و عايزين يمتصوا غضبهم”.

وأضاف: “لذلك أطلقوا النشطاء أصحاب الوجه الثاني اللي تحت مظلتهم (اللي عاملين حالهم معارضين و مع الناس)، بمطالب تشغيل المولد الرابع، ومساكين نشطاء الغبرة انجرفوا مع التيار و عاملين حملة مطالبة، على الأرجح حيستجيبوا لهم و يشغلوا المولد الرابع، والنشطاء بيعتقدوا إنهم أنجزوا”.

وتابع: “لا يا حبيبي مطلبنا مش تشغيل المولد الرابع، مطلبنا حل ازمة الكهرباء و كفى استخدام أزمتها كصراف آلي لجلب مزيد من الأموال على هذه الأزمة، لحد هيك بيكفي أزمة كهرباء تستمر عشرات السنين. كفى كفى كفى. الكل صار يعرف أنه الكهرباء أزمة مصطنعة لاستخدامها في جلب الأموال و التبرعات، وبيكفي استمرار أزمتها خلاص”.

وختم: “كفى كفى كفى، واتقوا ربكم في الناس و العباد”.

المولد الرابع

الإعلامي عبد الحميد عبد العاطي كتب في سياق الحملة: “غريب، معك فلوس تشتري عدادات ذكية، لكن ما معك تشغل المولد الرابع سبحان الله”.

وأضاف: “على فكرة لو فشلنا نوصل صوتنا الليلة، ما تقولوا بدكم كهرباء بعد هيك، التغريد على هاشتاج المولد الرابع الساعة العاشرة مساءً الك مش إلي”.

الصحفية هدى بارود تفاعلت مع الهاشتاج قائلة بتهكم: “بعد هشتاج شغلوا المولد الرابع.. الشركة تستجيب لمطالب الشعب وتقوم بتشغيل المولد الرابع واطفاء الاول والثاني والثالث”.

المولد الرابع

الصحفي عمار قديح كتب عبر صفحته بموقع فيسبوك: “بعد أنباء منع توريد الوقود الجزائري لغزة.. نشطاء يطلقون حملة للضغط على السلطة وتشغيل المولد الرابع لشركة الكهرباء الوحيدة بغزة، المولد الرابع.. السلطة تحرق غزة”.

أنا الشاب نبيل سليم قال عبر حسابه: “الخلل الذي يصيب جدول الكهرباء ليس بالجديد، وتعطل المولد الرابع وحتى الثالث ليس هو المشكلة بعينها”.

وأضاف: “العدادات الذكية مسبقة الدفع هي المشكلة الأساسية التي بحاجة إلى الحل، على قادة فصائل المقاومة إيجاد حل لها كجزء من رد الجميل إلى الحاضنة الشعبية التي شاركتهم المعاناة في عدة حروب”.

مراسل قناة فلسطين اليوم أحمد البرش قال عبر صفحته بفيسبوك: “الفصائل الفلسطينية في غزة تدعو غدا لعقد اجتماع طارئ لبحث مستجدات أزمة الكهرباء التي طالت تداعياتها مئات العائلات الفقيرة والمهمشة في قطاع غزة”.

وأضاف: “الاجتماع يأتي بعد تزايد الغضب الشعبي جراء تذمر المواطنين مما يعرف بعدادات الكهرباء مسبقة الدفع و التي تسببت في حرمان العائلات الفلسطينية من الحصول على التيار الكهربائي، خطوة في الاتجاه الصحيح”.
المولد الرابع

المواطن مروان الآغا قال عبر فيسبوك: “للأسف صغرت أحلام الناس فأصبح تشغيل المولد الكهربائي الرابع مطلب وطموح الجماهير”.

وأضاف: “صغرت أحلامنا وطموحاتنا وحصرناها في ساعات أطول للتيار الكهربائي ونسينا الانقسام المقيت، يا قوم ان انهاء الانقسام هو الحل الوحيد لكل مشاكلنا ( السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية وووالخ) وليس تشغيل مولد”.

وأردف: “انهاء الانقسام سيُوحد الوطن وسيعيد لنا كشعب السيادة بالانتخابات التشريعية والرئاسية، وعندها نواب الشعب الشرعيين مسؤولين عن مسائلة ومحاسبة المقصر في تحسين جودة حياة السكان”.

وختم: “أيها المسؤولون لماذا قتلتم أحلامنا وطموحاتنا الكبيرة؟؟!!”.

أما الشاب عماد يوسف قال عبر فيسبوك: “الي بيطلب، بيطلب جمل، المولد الرابع هيشغل جدول ال٨ ساعات كامل، إحنا بدنا مشكلة الكهرب كلها تنحل، بدنا كهرب ٢٤ ساعة زينا زي أي إنسان علي الكرة الأرضية”.

المولد الرابع

بدوره قال المختص في الاعلام الرقمي سائد حسونة: إن “الحملة أطلقها مجموعة من النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة تعبيرًا ورفضًا لاستمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة”.

وأضاف خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، أن “الحملة لاقت تفاعلًا كبيرًا عبر منصات التواصل الاجتماعي للفت أنظار الجميع إلى ما يُعانيه الغزيون نتيجة ساعات انقطاع التيار الكهربائي خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة”.

وأشار إلى أن “الحملة الالكترونية شارك فيها جميع المواطنين كونهم يشتركون في المأساة والمعاناة ذاتها، وهو ما عزّز وصولها إلى كل بيت في قطاع غزة خلال وقتٍ قياسي”.

ولفت إلى أن “معاناة الغزيين نتيجة انقطاع التيار الكهربائي متنوعة ومختلفة، خاصةً في ظل ارتفاع أعداد المرضى بالربو وغسيل الكلى والشلل الدماغي الذين يعتمدون بشكلٍ أساسي في علاجهم على الكهرباء”.

وأوضح أن “ارتفاع درجات الحرارة نتيجة فصل الصيف ساهم في زيادة معاناة المواطنين بشكلٍ ملحوظ، نظرًا لتداعياتها على المواطنين عامة والأطفال والنساء بشكلٍ خاص”.

ودعا حسونة الجهات المعنية إلى ضرورة العمل بشكلٍ جاد على إنهاء معاناة المواطنين في قطاع غزة، وذلك عبر تشغيل المولدات المُمولة قطريًا بطاقتها الكاملة لتعزيز صمود المواطنين في قطاع غزة”.

وأكد على ضرورة “تحييد قطاع غزة عن التجاذبات السياسية التي تحول دون التوصل لاتفاقٍ يُنهي أزمة التيار الكهربائي في قطاع غزة والمستمرة منذ ما يزيد عن 15 عامًا دون حل أو وضع خُطة حقيقية تضمن تمديد الكهرباء بأسعار مقبولة”.

وبيّن أن “المواطنين في قطاع غزة مُنهكون من أسعار العدادات الذكية خاصة في ظل توجه شركات توزيع الكهرباء لتنفيذ مشروعها والذي بموجبه سيكون عبئًا ثقيلًا على الفئات الهشة في قطاع غزة والتي لا تملك مصدر دخل سوى مستحقات الشؤون الاجتماعية ونحوها”.

المواطن عبد الحكيم سعدة يقول: “شخصني الأطباء بمرض الربو منذ عدة سنوات، وأجاهد نفسي للحفاظ على صحتي، لكن ما يحول دون ذلك هو عدم توفر التيار الكهربائي”.

ويُضيف أبو سعدة ذو 56 عامًا: “في كثيرٍ من الأيام أضطر للنوم على سطح منزلي ليلًا للحصول على جرعات الهواء التي يحتاجها الجسم نتيجة قلة نسب الأكسجين نتيجة انقطاع التيار الكهربائي”.

ويصف معاناته مع مرضه في ظل انقطاع التيار الكهربائي بأنها أشبه “بالموت البطيء، داعيًا إلى ضرورة العمل على إنهاء مشكلة التيار الكهربائي لأصحاب الأمراض المزمنة حفاظًا على حياتهم من الخطر التي يتهددها”.

ويُشير إلى أنه “ألجأ بشكلٍ يومي للجلوس أمام منزلي مع أبنائي لكسب جرعات من الهواء خوفًا من الموت خنقًا نتيجة التعرض لنوبات الاختناق نتيجة نقص الأكسجين في الجسم”.

ويختم حديثه لمصدر الإخبارية قائلًا: “بيكفي صبرنا 15 سنة على أزمة الكهرباء، صار الوقت للتحرك الحقيقي بعيدًا عن الشعارات الرنانة والوعودات الكذابة”.

أقرأ أيضًا: المنحة والمحطة يهددان جدول وصل الكهرباء للغزيين