كيف ننتصر على إسرائيل؟

أقلام – مصدر الإخبارية

كيف ننتصر على إسرائيل؟ بقلم الكاتب الفلسطيني حسام الدجني، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

لاشك أن خطاب العنتريات ولغة الحناجر، وخطاب المظلومية والبكائيات مهم، ولكننا بحاجة إلى ضبطه ضمن استراتيجية إعلامية منطلقة من فهم طبيعة الصراع، وكذلك التحولات الإقليمية والدولية، وهنا يجب أن نضع ثابتًا يتم العمل عليه وهو:

– لن يُهزم الشعب الفلسطيني، لأن في هزيمته الانتصار، وهذا ليس شعارًا بل حقيقة راسخة، فهزيمتنا تعني تحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن السكان، وعليه ستتحمل مسؤولية خمسة ملايين فلسطيني، وهي قنبلة ديموغرافية لن تحتمل إسرائيل قوة تفجيرها، في الوقت الذي تعمل على ترسيخ يهوديتها.

وفقًا لما سبق وبناءً على ملامح الاستراتيجية في الجزء الأول من المقال المعنون بـ: «كيف نردع وننتصر على إسرائيل؟ (الجزء الأول)»، فإن خارطة الطريق التي ينبغي أن ننطلق منها فلسطينيًا تقوم على ما يلي:

تقييم وتقويم التجربة الفلسطينية بكل ما لها وعليها، انطلاقًا من المقاومة بكافة أشكالها، وصولاً إلى المسار السياسي والتجربة الحزبية، والمجتمع المدني، والخروج بقراءة دقيقة لكل ما سبق، تقوم على تحديد أين أصبنا وأين أخفقنا؟ وكيف نعالج إخفاقنا بنظرة وطنية تغلب الصالح العام على الصالح الحزبي الخاص.
دراسة عميقة للمشروع الصهيوني، ومعرفة أين أصاب وكيف، وتحديد نقاط قوته وضعفه، والعمل بشكل ممنهج ودقيق على مواجهة نقاط القوة، وتعزيز نقاط ضعفه. على سبيل المثال: إحدى نقاط الضعف هي بنية النظام السياسي في إسرائيل، وهو ما عكسته خمسة انتخابات مبكرة خلال آخر عامين، وعليه لو خلصت الدراسة بأن مشاركة فلسطينيي الداخل بقائمة واحدة سيقوض هذا النظام ويضعفه، ويخلط أوراق دولة الاحتلال ويعكس حقيقة فاشيتها، فالأصل العمل على ذلك وحشد كل الطاقات من أجل تحقيق هذا الهدف.
الانطلاق نحو مسار ديمقراطي يبدأ من مجلس الطلبة، وصولاً إلى المجلس الوطني وفرز قيادات جديدة، تكون قادرة على الفعل والتأثير.
حشد طاقات الشعب الفلسطيني في الداخل الفلسطيني المحتل وفي الشتات، عبر بناء ديمقراطي لمنظمة التحرير الفلسطينية، يؤهلها بأن تمثل الجميع وتعمل ضمن استراتيجية وطنية متوافق عليها بين الداخل والخارج.
إعادة النظر في الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية، ووقف فوري للتنسيق الأمني، والاستجابة لمتطلبات الرؤية والاستراتيجية الوطنية المتوافق عليها.
الانطلاق نحو مقاومة شعبية من الساحات كافة، يكون السلاح حاميًا لها وليس فاعلًا مركزيًا، من أجل إشراك مكونات شعبنا بالداخل والخارج كافة.
رفع السقف السياسي الفلسطيني من حل الدولتين، إلى تحرير فلسطين، وهذا من شأنه الضغط على المجتمع الدولي، لفرض الحل على الاحتلال بشكل أسرع.
إعادة النظر في الخطاب الإعلامي، وبناء استراتيجية إعلامية تكون قادرة على مخاطبة العالم أجمع، والتأكيد على الرواية التاريخية الفلسطينية بكافة اللغات والأدوات.
منح رجال الأعمال الفلسطينيين المنتشرين في العالم مكانًا في صناعة القرار، وتوظيف الأموال الفلسطينية في خدمة المشروع الوطني التحرري.
الاستثمار في رأس المال الاجتماعي عبر جودة التعليم، التي تؤهل الفلسطيني أن يكون فاعلاً في بناء دولته بكل المجالات.
الخلاصة: نستطيع أن نحقق الانتصار على إسرائيل، وعلى أقل تقدير دفعها للقبول بقرارات الشرعية الدولية، ولكن أهم متطلبات ذلك: أن نقر أنه بانقسامنا وتعدد برامجنا وأهدافنا، واختلاف أولوياتنا، والسماح لجماعات المصالح والأجندات الخارجية أن تتدخل في قرارنا المستقل، فإن فرص تحقيق أهداف مشروعنا الوطني تكاد تكون مستحيلة، رغم التضحيات الجسيمة.

المصدر: موقع قناة الغد