مصعب اشتية مقاوم غيّبته سجون السلطة

أقلام – مصدر الإخبارية

مصعب اشتية مقاوم غيّبته سجون السلطة، بقلم المُدون عزات جمال، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

نصف عام على اختطاف أجهزة السلطة الأمنية المُطارد والمطلوب الأول لكيان الاحتلال في مدينة نابلس وعموم الضفة، القائد مصعب عاكف اشتية الذي ما يزال معتقلا في سجون الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي اختطفته مساء يوم الاثنين 2022_9_19 من خلال كمين أعددته لاختطافه هو وصديقه عميد طبيلة في مدينة نابلس، وقد رفضا توجيه سلاحهما نحو أجهزة السلطة الأمنية إلتزامًا بإبقاء وجهة سلاحهم نحو الاحتلال وفقط كما ذكر قادة عرين الأسود.

وعلى إثر ذلك خرجت الجماهير الغاضبة في مدينة نابلس في موجة غضب، رافضة لاعتقال مطارد مقاوم ومطلوب للاحتلال على يد السلطة، وقد اشتبك حينها الشباب الفلسطيني الغاضب مع أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، مطالبين بالإفراج الفوري عنه، وقد أسفرت الإشباكات عن ارتقاء شهيد وعشرات الإصابات في اشتباكات لم تشهد مثلها الضفة منذ سنوات امتدت فيها مظاهر الغضب لجنين ومدن أخرى

وقد وجهت نيابة السلطة الفلسطينية تهمة حيازة سلاح للأسير المحرر مصعب اشتية المطلوب للاحتلال، والذي نجا من عدة محاولات اغتيال جرت في مدينة نابلس ارتقى على إثرها عدد من رفاقه في مجموعة عرين الأسود وكتب له حينها النجاة

ويتهمه الاحتلال بقيادة كتائب القسام في مدينة نابلس وبأنه أحد مؤسسي عرين الأسود لاحقا في المدينة وبأنه مسؤول عن عدد من العمليات الفدائية وتجنيد المقاتلين لمقاومة الاحتلال

وعلى الرغم من كل الجهود الشعبية والحقوقية لا تزال السلطة الفلسطينية ترفض الإفراج عنه، خاصة وأن محاميه الخاص ا. مصطفى شتات قد ذكر نجاحهم في انتزاع قرار ببطلان إجراءات احتجازه وضرورة الإفراج الفوري عنه، إلا أن أجهزة السلطة ما تزال ترفض دعوات الإفراج عنه.

علما بأن مصعب ورفاقه المعتقلين السياسيين في السجون الفلسطينية يواجهون صنوف من التعذيب النفسي والجسدي، نجح المعتقل اشتية بكشف جزء منها، حيث كشف برنامج ما خفي أعظم الذي بثته قناة الجزيرة، عن رسالة لمصعب وضح فيها بعض من معاناته في السجن وما عاناه من تحقيق قاسي وعزل أثر على حالته الصحية، خاصة مع خوضه إضراب عن الطعام فور اختطافه، يضاف كل ذلك لمعاناته السابقة من عدة أمراض مختلفة أصيب بها عندما كان في سجون الاحتلال، وقد كشف بأنه علم باستشهاد رفاقه قادة عرين الأسود بعد أيام من استشهادهم، وقد ختم الرسالة بمطالبته شعبنا إبقاء قضيته حية وعدم التوقف عن المطالبة بالإفراج عنه.

واليوم وقد شارف على إنهاء ستة شهور بالكمال والتمام في سجون السلطة، ألا يستدعي هذا من الجميع وقفة جادة للضغط على السلطة الفلسطينية للإفراج عنه، فمكان مصعب وكل المعتقلين الأحرار في السجون الفلسطينية، فوق الرؤوس لا في سجون الذل والظلم، فهم مصدر فخر وهم خيرة شعبنا الذين حملوا السلاح ليدافعوا عنا جميعا

كما يجب علينا جميعا أن نرفض الصمت الغريب لكل منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والعربية والدولية، التي تصمت عن هذه الجريمة التي ترتكبها السلطة بحق مقاوم كفلت له كل القوانين والشرائع الحق الكامل بمقاومة الاحتلال بكل الطرق وشتى الوسائل

إن استمرار السلطة الفلسطينية في اعتقال القائد مصعب اشتية وأمثاله من الأسرى المحررين وطلبة الجامعات والنشطاء لن يوقف شعبنا عن مقاومة الاحتلال، وإن هذه التصرفات لا تخدم سوى الاحتلال الفاشي ومستوطنيه المعتدين، علما بأن استمرار هذا النهج سيدفع نحو تصاعد الرفض الشعبي لمشروع السلطة “أوسلو” ولن تجني إلا مزيد من الإخفاقات تلو الإخفاقات في شتى الصعد، طالما قبلت السلطة بأن تكون أداة لحفظ أمن الاحتلال وقمع الشعب الفلسطيني لثنيه عن مقاومة الاحتلال.