تقدير موقف.. التنافس السياسي يتواصل بين أجيال المقاومة الفلسطينية

مقال- معتز خليل

جاءت التطورات السياسية الأخيرة في حركة حماس خاصة فيما يتعلق بعودة العلاقات السياسية مع سوريا لتزيد من دقة بعض القضايا السياسية بالحركة خاصة قضية التنافس بين الأجيال، وهو ما تسميه الكثير من الأدبيات العربية بصراع الأجيال.

ومع متابعة بعض من منصات التواصل الاجتماعي والتقارير الصحفية المعنية بحركة حماس ظهر أخيرا اسم القيادي الفلسطيني خليل الحية، والذي تزعم بعض التقارير أنه يعمل وبشكل منهجي من أجل الارتقاء بسياسات الحركة تمهيدا لعودة الرئيس السابق للحركة ورئيس مكتب حماس في الخارج خالد مشعل من جديد إلى الواجهة.

هذه المنصات قالت أيضا أن الحية يعمل من أجل الترويج لنفسه في الحركة على حساب آخرين مثل هنية والسنوار ويريد الترشح لرئاسة الحركة.
ما الذي يجري؟

صراحه فإن متابعة التطورات الجيوسياسية لما يجري في حركة حماس تدفعنا إلى طرح بعض من الاستفسارات السياسية المهمة…. على رأسها هل هناك بالفعل صراع للأجيال بحركة حماس؟

وهل هناك تباينات استراتيجية بين الأجيال في حركة حماس خاصة مع حماس الشباب وحكمة الشيوخ؟
جميع هذه الأسئلة مشروعة، خاصة وإن وضعنا في الاعتبار أن الكثير من قيادات حركة حماس ذاتهم ناقشوا هذه الخطوة، وبحثوا فيما يمكن تسميته بالتنافس أو الصراع بين الأجيال في الحركة.

بداية هناك الكثير من التحديات التي تواجه الحركة سواء على الصعيد السياسي لعل أبرزها:
1- التشتت السياسي للحركة وتوزعها بين غزة أو قطر أو تركيا وما يتردد عن إمكانية عودتها إلى سوريا من جديد، وتنوع هذه المواقع وتعددها يصيب القرار السياسي لها بالضغط ويجعل من خروجه أمر صعب ودقيق

2- بات من الواضح ان لكل موقع من المواقع التي تتمركز بها قيادات الحركة أكثر من قائد، او ما يمكن صفه بالتنافس القيادي الدقيق بين أركانها، وهو أمر اعترفت به بعض الكتابات الفلسطينية التي أشارت إلى وجود هذا التنافس السياسي مثلا في غزه تحديدا او في قطر او حتى تركيا.

3- تعتبر حركة حماس من الحركات السياسية الإسلامية التي تفتح الباب وبديمقراطية لجميع الآراء، وهذا ما تعترف به الكثير من الكتابات الغربية ذاتها التي تشير إلى نجاح الحركة في التداول بالآراء بصورة متميزة لاحتواء الأجيال بها.

اقرأ/ي أيضا: قراءة في الانتخابات الإسرائيلية

غير أن ما سبق لا ينفي او ينهي وجود تنافس سياسي قوي بين بعض من الأجيال السياسية الحالية بالحركة، على سبيل المثال تحدثت تقارير من قلب الحركة عن تباين وخلاف سياسي بين خالد مشعل وبين إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، وهو الخلاف الذي تعلق مثلا ببعض من النقاط منها:

1- رهان مشعل الواضح على المعسكر الإيراني الريديكالي وشعور إسماعيل هنية بأن الرهان على هذا المعسكر سيضر بالحركة وتفضيله وبقوة المعسكر المناوئ لهذا المحور خاصة التعاون مع السعودية أو الإمارات على سبيل المثال.

2- هناك الآن تغيرات كبيرة تحصل بالعالم، هذه التغيرات باتت تمثل تحديا واضحا بالنسبة لحركة حماس خاصة على الصعيد المادي وضعف موارد التمويل للحركة، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي ككل للحركة.

تقدير للموقف

من الواضح أن الحياة السياسية بداخل حركة حماس تنتعش خاصة في ظل التغيرات الحالية سواء على الصعيد الإقليمي او الدولي، وهو ما بات واضحا خاصة مع الخطوات او التغيرات الحاصلة بالعالم، ويؤثر ذلك على سياسات الحركة، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي بصورة عامة.
ومع التوجه اليميني الذي باتت عليه السياسات الإسرائيلية وصعود المقاومة في الضفة الغربية، بات من الواضح ان للتوجهات الريديكالية للحركة صوت قوي ومهم، وهو ما ينعكس في القرار السياسي لحماس.

عموما فإن لكل قيادي في الحركة مصالح ورؤى سياسية، الأمر الذي يزيد من حدة الأزمات بالحركة، وتحسم الديمقراطية بالنهاية أي توجه وتحسمه، ولا يوجد بالنهاية أزمة مع الاختيار الديمقراطي لأي شخصية سياسية بالحركة.