بدنا نعيش …هل باتت حركة عالمية للاحتجاج الاقتصادي؟ بقلم/ معتز خليل

أقلام-مصدر الإخبارية

بدنا نعيش …هل باتت حركة عالمية للاحتجاج الاقتصادي؟ بقلم الكاتب معتز خليل وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:

من خلال دراستي الأكاديمية في العاصمة البريطانية لندن تابعت الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي الفلسطينية التي تمتلئ بمقاطع فيديو لسكان غزة يعبّرون علنًا عن استيائهم من الوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشونه، وفي هذا الإطار أبرزت كثيرا من الصحف العربية اللندنية أيضا هذه الاحتجاجات، موضحة أن الكثير من النشطاء الفلسطينيين قاموا بتوجيه الانتقادات إلى حركة حماس تحت وسم معروف باسم بدنا نعيش.

وبات من الواضح أن حركة بدنا نعيش تنتقل الآن من الواقع الافتراضي إلى الواقعي في ظل نجاحها في نشر وعرض فيديوهات طبيعية لما يجري في غزة.

صحيفة العربي الجديد وصفت حركة بدنا نعيش بأنها حركة تحرر اجتماعي هامة بالشارع الفلسطيني قائلة صراحة ” رغم سياساتها الإقصائية في القطاع، ورغم القمع الذي تواجه به حركات التحرر الاجتماعي (مثل حراك “بدنا نعيش” في العام 2019)، ورغم عملها وفق آليات حل الدولتين، حتى وإن لم تعلن ذلك صراحة”.

وبعيدا عن الصحافة البريطانية هناك ملحوظة ثانية من المفترض الإشارة إليها وهي تجنب حركة حماس التحدث رسميًا عن الاحتجاجات تماما سواء عبر الإنترنت أو حتى بالواقع، غير أن الكثير من النشطاء يتهمون حماس بأنها بدأت العمل خلف الكواليس ضدها.

اقرأ/ي أيضا: الآن نحن نعيش في عالم ابن سلمان

ويقول بعض من النشطاء التابعين لحركة فتح أن قوات الأمن التابعة لحماس نفذت موجة من الاعتقالات ضد سكان غزة المرتبطين بهذه الحركة الاحتجاجية، بالإضافة إلى ذلك بات من الواضح أن هناك ردا حاسما من نشطاء حركة حماس على مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي ضد حركة بدنا نعيش.

في ذروة كل هذا خرج عدد من قادة الفصائل الفلسطينية ليحذروا من تدهور الأوضاع الاقتصادية في غزة، ومنهم السيد نافذ عزام عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي والذي تحدث عن غلاء المعيشة في غزة.

وحاول عزام على ما يبدو في كلمته إلى تهدئة الأوضاع، مشيرا إلى أن تدهور الوضع العام في غزة ليس مسؤولية حركة حماس وحدها، ولكن أيضا يقف من ورائه السلطة الفلسطينية وجميع الفلسطينيين وجميع العرب أيضا مسؤولون أيضا عن الظروف المعيشية القاسية في قطاع غزة.

وأقول من هنا أن الأزمة الاقتصادية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة هي أزمة عالمية، ويجب القول بأن هذه الأزمة العالمية تعاني منها كبرى الدول في العالم، بل وأغنى الدول.

ولا يوجد أبرز من دليل على صحة ذلك أبلغ من موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي قامت بتخفيض نسب الفائدة على سعر الدولار، وهو ما كان له بالغ الأثر على الكثير من الدول التي تربط نفسها وذاتها اقتصاديا مع العملية الأمريكية، وبالتالي الموضوع أكبر من قدرة حماس وأخطر وأهم.

ويدعوا هذا إلى ضرورة بل وحتمية عودة حماس إلى الحضن الفلسطيني من جديد، والتوقف عن العناد والتحالف مع السلطة الفلسطينية من أجل التحام البيت الفلسطيني الواحد وعودة وزراء الحكومة للعمل في غزة من جديد.

في النهاية أعتقد أن الإنقسام بات لا يخدم أحد، وهناك تحديات اقتصادية صعبة تواجه المنطقة والعالم، وهو ما يفرض علينا جميعا التحرك لدعم كسر الهوه وعودة اللحمة للبيت الفلسطيني من جديد في ظل تصاعد هذه الأزمات الاقتصادية بلا حل وتأثيرها على حياة الناس ليس فقط في غزة ولكن بعموم الوطن.