جسر الملك حسين: معاناة فلسطينية تعود للواجهة..وطريق مليء بالعقبات

خاص – مصدر الإخبارية

جسر الملك حسين (اللنبي)، الرابط بين الأردن والضفة الغربية، يتصدر واجهة المعاناة والانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي، بعد الاتفاق الأمريكي الإسرائيلي الفلسطيني على إعادة فتح الجسر، يشكو المواطنون من طريق العذاب الذي يقاسونه خلال سفرهم، وكأن الاتفاقات كانت ضد المواطن وليس لأجله!.

ريم أبو لبن (34 عامًا) من رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، تحدثت لشبكة “مصدر الإخبارية” عن تجربتها في رحلة العودة، منذ يومين، إلى فلسطين عبر جسر الملك حسين (اللنبي)، الذي يربط الضفة الغربية بالأردن.

معاناة لا تنتهي، تُثير الشفقة على النفس، وتُرهق عقل المواطنين خلال مرحلة تجهيز أنفسهم للسفر، ويُعد الألم النفسي بداية طريق المعاناة كما وصفته أبو لبن، مبينة أن “التفكير في كمية الأوراق التي تسهل السفر بحاجة للوقت والجهد، والفلسطينيون الوحيدون الذين يحتاجون عدة أوراق ووثائق ليتمكنوا من السفر”.

ولا تقتصر المعاناة عند ذلك، خلال رحلة السفر الشاقة، أوضحت أبو لبن: “تُرمى الحقيبة، ومن الممكن أن تضيع بين الحقائب الأخرى، فتشكل عائقًا وتستهلك وقتًا، لذلك نفكر دائمًا ما الحقيبة الملائمة؟”.

أزمة خانقة في جسر الملك حسين

تذمرت المواطنة أبو لبن، من الأعداد الكبيرة للمسافرين عبر الجسر، هذه الأيام، يأتي ذلك بسبب انقطاع المسافرين عن السفر، خلال عامين، أثناء فترة كورونا، وموسمي الحج وعيد الأضحى وعودة المغتربين والعطلة الصيفية.

وتملّك الخوف جسد أبو لبن؛ بعد سماعها قصص أصدقائها وتجاربهم في اضطرارهم للنوم عند الجسر لأيام، قبل الوصول لبلدهم، وشغل بالها المكان الذي ستنال فيه قسطًا من الراحة.

تسهيلات أردنية منقوصة

قامت الأردن وفق وزارتها الداخلية، بالتجهيز والإعداد لتسهيل سفر المواطنين الفلسطينيين عبر جسر اللنبي (الملك حسين)، وأعدت بعض الخيام لتكون ملجأً لهم أثناء انتظارهم وشق طريقهم.

لكن المواطنة أبو لبن أكدت أن هذه التجهيزات كانت منقوصة وقليلة أمام الكم الهائل من الفلسطينيين.

نصف باب للعبور، هذا ما تم تقديمه كمساحة لدخول المسافرين من الجانب الأردني، وفق أبو لبن.

وبينّت أنه بعد مدة من الوقت تم دخولها من الجانب الأردني، مؤكدة: “استكملنا طريق الإذلال على الجانب الإسرائيلي”.

مهمة الاحتلال التنغيص على حياة الفلسطينيين

روت ريم أبو لبن، سوء المعاملة التي شهدتها من الجانب الإسرائيلي في جسر الملك حسين، وقالت: “هناك إجراءات شديدة جدًا من الجانب الإسرائيلي، كانوا يدققون في هوياتنا ويطرحون أسئلة كثيرة مُفصّلة عنا”.

وكعادة الاحتلال، فرض هيمنته وانتهاكاته، أوضحت أبو اللبن: “كنا نرى عنصرية كبيرة على جسر الملك حسين، والمعاناة داخل باصات الانتظار، تحت الشمس، وكان المرضى يعانون بشكل أكبر منا وتزيد أوجاعهم”.

وبينّت أبو لبن أن الجانب الفلسطيني أسهل وأفضل بالتعامل من الجانبين الآخرين.

وفي الختام، ذكرت المواطنة ريم أبو لبن: “شاهدنا ذُل لم نشهده من قبل خلال السفر عبر الجسر، وكان الوضع كارثي وسط كمية المسافرين والازدحام، هناك استغلال ورشاوي على الجسر من البعض، الأشخاص في قاعة VIP كانوا يعانون أكثر، ينتظرون لنحو أكثر من خمس ساعات”.

وباستغرابٍ شديد، قالت: “كانت الإجراءات مشددة، والواسطة كانت حاضرة أيضًا خلال السفر، ولم يكن هناك أولوية لذوي الإعاقة أو المرضى أو الأطفال أو النساء”.

اتصالات لتغيير واقع جسر الملك حسين

بعد عدة شكاوي حول المعاناة التي يعيشها المواطنين على جسر الملك حسين (اللنبي)، أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، اليوم الثلاثاء، أن هناك اتصالات مكثقة مع الأردن لإيجاد حلول للوضع المأساوي الذي يعيشه المواطنون الفلسطينيون في حركة تنقلهم.

وحمّل الشيخ حكومة الاحتلال “الإسرائيلي” مسؤولية الأوضاع الكارثية على جسر الملك حسين.

من جهته، قال وزير الداخلية الأردني مازن الفراية، إن “المعاملة الحالية مع المسافرين عبر جسر الملك حسين (للنبي) غير مقبولة، لا إنسانيًا ولا وطنيًا، والسبب الرئيس فيها الجانب الإسرائيلي”.

وأوضح أن إدارة الجسور أخذت بعض الترتيبات لتمكن المسافر من الراحة، “ولكن للأسف يحب المسافرين الاصطفاف على الدور وشبابيك التذاكر”.

وأفاد بأن العقبة التي تواجهنا في الجسر قدرة الجانب الإسرائيلي على استيعاب المسافرين “قليلة جدًا” إلى جانب أن المسافرين يصلوا بصورة مبكرة على الجسر منذ ساعات الفجر.

ونوه الفراية إلى أن وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني على تواصل مستمر مع الجانبين الأمريكي والإسرائيلي بهذا الخصوص، موضحًا أن “ما يهمنا استيعاب العدد الذي يتم تفويجه ونريد فتح الجسر حتى آخر مسافر”.