الكويت: وفاة خطيب منبر الدفاع عن المسجد الأقصى أحمد القطان

وكالات-مصدر الإخبارية

توفي الداعية الكويتي الملقب بخطيب منبر الدفاع عن المسجد الأقصى أحمد القطان، إثر وعكة صحية أصابته، نقل على إثرها للمستشفى.

والداعية أحمد القطان مواليد عام 1946 ويعد داعية إسلامي كويتي، وخطيب منبر، ومفكر كويتي، تخرج من معهد المعلمين سنة 1969، وكان من أبرز وأشهر خطباء المنابر في الثمانينات وأول التسعينات.

ونعى الآلاف من النشطاء والسياسيين والبرلمانين على مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت ودول الخليج وفلسطين الشيخ القطان.

وأعرب هؤلاء، في تغريدات ومنشورات على مواقع “فيسبوك” و”تويتر” و”إنستغرام” وغيرها، عن حزنهم وصدمتهم لفقدانه باعتباره أحد أشهر الدعاة للدين الإسلامي والمدافعين عن المسجد الأقصى المبارك.

من هو القطان؟

ونشأ الشيخ الداعية أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن إبراهيم بن صقر بن فواز القطان التميمي في مدينة الكويت ودرس التربية الإسلامية ثمانية عشر عامًا، حتى تخرج في معهد المعلمين سنة 1969.

واختلط في بداية حياته بالشيوعيين في الكويت، ثم تعرف إلى الحركة الإسلامية فصار من كبار خطباء الصحوة الإسلامية.

قصة توبته

الشيخ أحمد القطان يروي قصة توبته فيقول: إن في الحياة تجارب وعبراً ودروساً… لقد مررت في مرحلة الدراسة بنفسية متقلّبة حائرة… لقد درست التربية الإسلامية في مدارس التربية ثمانية عشر عاماً، وتخرجت بلا دين… وأخذت ألتفت يميناً وشمالاً: أين الطريق؟ هل خلفت هكذا في الحياة عبثاً؟ أحس فراغاً في نفسي وظلاماً وكآبةً.. أفر إلى البر وحدي في الظلام لعلي أجد هناك العزاء، ولكن أعود حزيناً كئيباً.

يتابع: “تخرجت في معهد المعلمين 1969م، وفي هذه السنة والتي قبلها حدث في حياتي حدث غريب تراكمت فيه الظلمات والغموم إذ قام الحزب الشيوعي باحتوائي ونشر قصائدي في مجلاتهم وجرائدهم. والنفخ فيها”.

مضى يقول: وأخذوا يفسرون العبارات والكلمات بزخرف من القول يوحي به بعضهم إلى بعض حتى نفخوا فيّ نفخة ظننت أنني أنا الإمام المنتظر؟ وما قلت كلمة إلا وطبّلوا وزمّروا حولها، وهي حيلة من حيلهم. إذا أرادوا أن يقتنصوا ويفترسوا فرداً ينظرون إلى هويته وهوايته ماذا يرغب، يدخلون عليه من هذا المدخل. رأوني أميل إلى الشعر والأدب، فتعهّدوا بطبع ديواني ونشر قصائدي، وعقدوا لي الجلسات واللقاءات الأدبية الساهرة”.

وأكمل: “ثم أخذوا يدسون السم في الدسم. يذهبون بي إلى مكتبات خاصة ثم يقولون: اختر ما شئت من الكتب بلا ثمن فأحمل كتباً فاخرة، أوراقاً مصقولة، طباعة أنيقة عناوينها (أصول الفلسفة الماركسية)، (المبادئ الشيوعية)، وهكذا بدؤوا بالتدريج يذهبون بي إلى المقاهي الشعبية العامة، فإذا جلست معهم على طاولة قديمة تهتز، أشرب الشاي بكوب قديم وحولي العمال، فإذا مرّ رجل بسيارته الأمريكية الفاخرة قالوا: انظر، إن هذا يركب السيارة من دماء آبائك وأجدادك، وسيأتي عليك اليوم الذي تأخذها منه بالثورة الكبرى التي بدأت وستستمر”.

وتابع أحمد القطان: “إننا الآن نهيئها في (ظفار) ونعمل لها، وإننا نهيئها في الكويت ونعمل لها، وستكون قائداً من قوادها. وبينما أنا أسمع هذا الكلام أحسّ أن الفراغ في قلبي بدأ يمتلئ بشيء؛ لأنك إن لم تشغل قلبك بالرحمن أشغله الشيطان، فالقلب كالرحى يدور، فإن وضعت به دقيقاً مباركاً أخرج لك الطحين الطيب، وإن وضعت فيه الحصى أخرج لك الحصى. ويقدّر الله -سبحانه وتعالى- بعد ثلاثة أشهر أن نلتقي برئيس الخلية الذي ذهب إلى مصر وغاب شهراً ثم عاد. وفي تلك الليلة أخذوا يستهزئون بأذان الفجر”.

“كانت الجلسة تمتد من العشاء إلى الفجر يتكلمون بكلام لا أفهمه مثل (التفسير المادي للتاريخ) و(الاشتراكية والشيوعية في الجنس والمال)، ثم يقولون كلاماً أمرّره على فطرتي السليمة التي لا تزال، فلا يمرّ، أحس أنه يصطدم ويصطكّ، ولكن الحياء يمنعني أن أناقش فأراهم عباقرة، مفكرين، أدباء، شعراء، مؤلفين، كيف أجرؤ أن أناقشهم فأسكت. ثم بلغت الحالة أن أذّن المؤذّن لصلاة الفجر فلما قال (الله أكبر) أخذوا ينكّتون على الله ثم لما قال المؤذن (أشهد أن محمّدا رسول الله) أخذوا ينكّتون على رسول الله، صلى الله عليه وسلم”.

مؤلفاته

من أشهر مؤلفات الداعية احمد القطان العلمية: سلسلة اللمسات المؤمنة للأسرة المسلمة، سلسلة تربية الأولاد في الإسلام، سلسلة خواطر داعية، سلسلة العفن الفني، سلسلة قراءة لكتاب رياض الصالحين، سلسلة ثورة الشعب الفلسطيني، سلسلة السيادة لله.

ونعى عضو قيادة إقليم حركة “حماس” في الخارج، هشام قاسم، اليوم الاثنين، خطيب منبر الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، الشيخ أحمد القطان.

وقال قاسم، في تغريدة عبر حسابه على تويتر: “نعزي أهلنا في الكويت وفلسطين خاصةً، والمسلمين عامة، بوفاة الشيخ أبي عبد الله، أحمد القطان، رحمه الله تعالى وغفر له وتقبل جهاده”.

وأضاف: “نشأت أجيالٌ على صوته الهادر، منافحًا عن المسجد الأقصى والقدس وعن المجاهدين، مفندًا مواقف المتآمرين والمفرطين”.