أظهرت دراسة أميركية حديثة أن حبوباً فموية جديدة قادرة على مساعدة المصابين بالسمنة ومرضى السكري من النوع الثاني على فقدان ما يقارب 10% من وزنهم خلال فترة تمتد إلى 18 شهراً. وبيّن باحثون في جامعة تكساس أن الدواء لا يحتاج إلى حقن أو تبريد، مما يجعله أكثر سهولة واستخداماً مقارنة بالأدوية المتوفرة حالياً، وقد نُشرت نتائج البحث في دورية «ذا لانست» الطبية.
وتُعدّ السمنة من أبرز التحديات الصحية عالمياً، إذ ترتبط بارتفاع مخاطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم وبعض السرطانات. وتنجم السمنة غالباً عن خلل بين الطاقة المستهلكة والمستخدمة، إلى جانب عوامل وراثية ونمط حياة غير صحي. وتشير الإحصاءات الصحية إلى أن أكثر من 3.7 مليون شخص توفوا عام 2021 بسبب أمراض ناتجة عن السمنة أو زيادة الوزن، وهو رقم يتجاوز مجموع وفيات الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشرية.
الدواء الجديد الذي يحمل اسم «أورفورغليبرون» من تطوير شركة «إيلي ليلي» الأميركية، ينتمي إلى فئة مثبطات مستقبلات GLP-1، وهي أدوية تُحاكي عمل هرمون يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، من خلال تعزيز إفراز الإنسولين وإبطاء تفريغ المعدة، ما يزيد الشعور بالشبع ويدعم فقدان الوزن. وقد تطورت استخدامات هذه الفئة من الأدوية لتشمل تحسين مشكلات صحية مثل توقف التنفس أثناء النوم وأمراض القلب.
وتتميّز الحبوب الجديدة بإمكانية تناولها عبر الفم دون الحاجة إلى تخزين خاص، ما يجعلها أقل كلفة وأكثر ملاءمة للمستخدمين. وشملت التجربة السريرية أكثر من 1500 مشارك من 10 دول، تناولوا الدواء يومياً إلى جانب نظام غذائي صحي ونشاط بدني منتظم. وأظهرت النتائج أن المشاركين على الجرعات الأعلى فقدوا نحو 10% من وزنهم خلال 72 أسبوعاً، مقارنة بـ2% فقط لدى من تناولوا دواءً وهمياً.
وبحسب الدراسة، جاءت الآثار الجانبية مشابهة لتلك التي تظهر عادةً مع أدوية الحقن من فئة GLP-1، مثل الغثيان والقيء والإمساك والإسهال، خاصة عند الجرعات الأكبر.
وقالت الدكتورة ديبورا هورن، الباحثة الرئيسية في جامعة تكساس، إن ظهور دواء فموي يحقق خسارة وزن كبيرة يُعد تطوراً مهماً، مشيرة إلى أن متوسط فقدان الوزن وصل إلى 10 كيلوغرامات لدى كثير من المشاركين. وأضافت أن الدواء قد يصبح متاحاً في الأسواق عام 2026 بعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، وبسعر أقل من العلاجات القابلة للحقن المستخدمة حالياً.