حذّر فرانتس لوف، منسّق الطوارئ في منظمة "أطباء بلا حدود" بغزة، من استمرار الأزمة الإنسانية في القطاع، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/تشرين الأول. وأكد لوف أن المساعدات الإنسانية الحالية لا تكفي، محذراً من تدهور الأوضاع مع اقتراب فصل الشتاء.
وأشار لوف إلى أن وقف إطلاق النار هش، وأن الخروقات اليومية أسفرت عن سقوط مئات الضحايا، حيث قتلت القوات الإسرائيلية 312 فلسطينياً وأصابت 760 آخرين منذ 11 أكتوبر، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة.
وأوضح أن معظم الهجمات تتركز في المنطقة المعروفة بـ"الخط الأصفر" في خان يونس جنوب القطاع، ما يزيد من خطورة الوضع على المدنيين، مشيراً إلى عدم وضوح مواقع إطلاق النار للسكان المحليين.
مساعدات شحيحة والقطاع الصحي مهدد
قال لوف إن المساعدات الإنسانية شبه متوقفة، وأن معظم المنشآت الصحية تعمل جزئياً بسبب نقص الكهرباء والمستلزمات الطبية. وأضاف أن القيود المفروضة على دخول المواد الأساسية، مثل قطع الغيار والفلاتر، تحد من صيانة المستشفيات والمولدات والمركبات الطبية.
الشتاء يزيد الأزمة الإنسانية حدة
وحذّر منسّق الطوارئ من تفاقم معاناة الفلسطينيين مع اقتراب الشتاء، موضحاً أن الخيام تتضرر بسرعة بسبب الرياح والأمطار، وأن عددها لا يكفي لتوفير الحماية الأساسية من البرد والمطر. ودعا المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المواد الإنسانية والطبية الضرورية.
وقال لوف: "أهل غزة عاشوا شتاءً قاسياً العام الماضي، ويجب منع تكرار ذلك هذا العام"، مؤكداً أن المساعدات الحالية غير كافية من حيث النوع والكم، وإذا لم يحدث تحسن ملموس، ستتكرر الأزمة خلال ديسمبر ويناير.
منذ العدوان الإسرائيلي على غزة في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أسفر القتال بدعم أمريكي عن أكثر من 69 ألف شهيد فلسطيني وأكثر من 170 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، فيما قدرت الأمم المتحدة كلفة إعادة الإعمار بحوالي 70 مليار دولار.