كشفت أبحاث علمية حديثة أن ما يُعرف بـ«الصيام الزائف» أو حمية محاكاة الصيام (FMD) قد يقدم فوائد صحية مضادة للشيخوخة تُشبه فوائد الصيام المتقطع، دون الحاجة إلى الامتناع الكامل عن تناول الطعام. ووفق صحيفة «نيويورك بوست»، فإن هذا النظام الغذائي يعتمد على تقليل السعرات الحرارية وتناول عناصر غذائية محددة لمحاكاة استجابات الجسم أثناء الصيام.
وعلى عكس الصيام التقليدي الذي يفرض الامتناع التام عن الطعام، يسمح «الصيام الزائف» بتناول كميات مضبوطة من الدهون غير المشبعة والعناصر الأساسية ضمن دورة تمتد عادة 5 أيام شهرياً، بينما يعود الشخص إلى نظامه الغذائي المعتاد بقية الشهر.
وأشارت دراسات سابقة إلى أن دورات الـFMD تساعد في فقدان الوزن وتجديد الخلايا الجذعية والتخفيف من آثار العلاج الكيميائي، كما أظهرت تجارب أخرى أنه قد يساهم في التخفيف من أعراض الخرف.
وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة Nature Communications، وجد الباحثون أن هذا النظام الغذائي يقلل من علامات شيخوخة الجهاز المناعي، ويخفض مقاومة الأنسولين ودهون الكبد، ما يؤدي إلى تقليل العمر البيولوجي للإنسان بنحو 2.5 سنة.
العمر البيولوجي هو مقياس لصحة الخلايا والأنسجة، ويختلف عن العمر الزمني المحسوب بالأيام والسنوات.
وقال فالتر لونغو، الباحث الرئيسي وأستاذ جامعة جنوب كاليفورنيا:
«هذه أول دراسة تُظهر أن التدخل الغذائي، دون تغييرات جذرية في نمط الحياة، يمكن أن يجعل الناس أصغر سناً بيولوجياً».
وتتكون الحمية من 5 أيام منخفضة السعرات والبروتين والكربوهيدرات، وغنية بالدهون غير المشبعة ذات الفوائد القلبية والمضادة للالتهابات، حيث يتم تقليل السعرات إلى 40–50% من الاحتياج اليومي بهدف تحفيز استجابات خلوية مشابهة لتلك التي يحدثها صيام الماء فقط.
وبحسب نتائج الدراسة، فإن اتباع حمية محاكاة الصيام يقلل عوامل خطر الإصابة بالسكري، ويخفض الدهون الكبدية، ويبطئ شيخوخة الجهاز المناعي، مما يحدّ من مخاطر الأمراض المرتبطة بالعمر، وينعكس بانخفاض واضح في العمر البيولوجي.