القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
كشفت صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الخميس، أن سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، مايك هاكابي، عقد اجتماعًا سريًا في تموز/يوليو الماضي مع الجاسوس الإسرائيلي المدان جوناثان بولارد داخل مبنى السفارة الأميركية في القدس، في خطوة اعتبرها دبلوماسيون أميركيون "انتهاكًا غير مسبوق" للأعراف الدبلوماسية الأميركية.
وبحسب مسؤولين في واشنطن، فإن اللقاء شكّل مفاجأة للمؤسسات الأمنية والدبلوماسية الأميركية، لكونه المرة الأولى التي يُسمح فيها لبولارد بدخول منشأة حكومية أميركية منذ الإفراج عنه قبل نحو عشر سنوات، بعد أن أمضى ثلاثة عقود في السجون الأميركية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل.
وقال بولارد للصحيفة إن اللقاء كان "وديًا"، من دون أن يكشف عن مضمون النقاش الذي دار مع السفير. ويُنظر إلى بولارد، البالغ من العمر 71 عامًا، كرمز بطولي في أوساط اليمين الإسرائيلي، في حين ما زال يُعد في الولايات المتحدة واحدًا من أبرز المدانين بالخيانة. وكان قد وصل إلى إسرائيل عام 2020 على متن طائرة خاصة يملكها رجل الأعمال الراحل شيلدون إديلسون، وحظي حينها باستقبال رسمي من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وبحسب مصادر مطلعة، لم يُدرج الاجتماع في جدول أعمال السفير الرسمي، ما أثار قلق مكتب وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) في إسرائيل، فيما عبّر البيت الأبيض عن دهشته من انعقاد اللقاء من دون إبلاغه مسبقًا. ولم يُعرف بعد ما إذا كان الاجتماع قد تم بتنسيق مع وزارة الخارجية الأميركية أو من دون موافقتها.
واكتفى مكتب السفير بالقول إن "السفير يلتقي عددًا كبيرًا من الأشخاص، ولا نعلّق على محتوى لقاءاته". في المقابل، عبّر بولارد عن امتنانه لهاكابي لما وصفه بـ"جهوده من أجل الإفراج عنه"، مجددًا موقفه بأنه "لا يندم" على فعلته، بزعم أن الولايات المتحدة امتنعت في حينه عن مشاركة معلومات استخباراتية مهمة مع إسرائيل.
ومؤخرًا، وجّه بولارد انتقادات حادّة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، واصفًا إياه بأنه "مجنون باعنا مقابل ذهب سعودي"، في إشارة إلى موافقة إدارة ترامب آنذاك على بيع مقاتلات F-35 للسعودية ضمن تفاهمات سياسية أوسع.
يُشار إلى أن السفير هاكابي يُعرف بانتمائه لتيار إنجيلي مسياني شديد الدعم لإسرائيل، ويُعد من أبرز الأصوات اليمينية الأميركية المؤيدة لسياسات الحكومة الإسرائيلية.