كشفت هيئة البث العام الإسرائيلية "كان 11" مساء الثلاثاء، أن ميليشيا "أبو شباب"، التي تتعاون مع جيش الاحتلال في عملياته بقطاع غزة، حصلت على موافقة إسرائيلية رسمية لتولي مهام تأمين مشاريع "إعادة الإعمار" في مدينة رفح جنوبي القطاع.
ونقلت القناة عن مصدرين إسرائيليين قولهما إن الميليشيا ستتولى الإشراف الأمني على عمليات إعادة الإعمار في المناطق التي تخضع حاليًا للسيطرة الإسرائيلية داخل رفح، في إطار الترتيبات الميدانية التي أعقبت اتفاق وقف إطلاق النار.
ويأتي هذا التطور بعد تقارير إعلامية عربية، قالت إنها استخدمت من قبل إسرائيل كمنصات غير رسمية لبث رسائلها السياسية، تحدثت عن لقاء مزعوم بين قائد الميليشيا، ياسر أبو شباب، ومسؤولين في المقر الأميركي الإسرائيلي المشترك لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في مدينة كريات غات.
لكن مصادر إسرائيلية وأميركية نفت تلك الأنباء، مؤكدة عدم عقد أي لقاء بين المبعوث الأميركي جاريد كوشنر وقائد الميليشيا داخل مركز التنسيق العسكري المدني الذي أُنشئ بموجب خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لمتابعة تنفيذ الاتفاق في قطاع غزة.
وبحسب تقرير "كان 11"، تعمل الميليشيا بالتنسيق المباشر مع الجيش الإسرائيلي وتشارك في إدارة الشؤون الميدانية إلى جانب قوات الاحتلال في مناطق رفح الخاضعة لسيطرته، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأشارت القناة إلى وجود ميليشيات محلية أخرى تتعاون مع الجيش الإسرائيلي في عدد من الجيوب المنتشرة داخل القطاع الخاضع لسيطرة إسرائيلية مباشرة، مضيفة أن الحكومة الإسرائيلية لم تحسم بعد مستقبل هذه المجموعات بعد انسحاب قواتها المحتمل من غزة.
ويُعد ظهور هذه الميليشيات المحلية في المشهد الميداني من أبرز التطورات المثيرة للجدل خلال مرحلة ما بعد الهدنة، إذ يرى مراقبون أن تشكيلها يهدف إلى تكريس واقع أمني جديد داخل القطاع يخدم مصالح الاحتلال ويعقّد أي مسار لإعادة السلطة الفلسطينية أو فرض تسوية سياسية متوازنة.