في اليوم الحادي والثلاثين من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خرق الهدنة، إذ شنت تسعة اعتداءات جديدة فجر الثلاثاء، تضمنت قصفًا جويًا ومدفعيًا وعمليات نسف لمنازل سكنية في مناطق متفرقة، خصوصًا شرقي خانيونس وجباليا ورفح.
وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن إسرائيل "تواصل ارتكاب جرائم إبادة جماعية" رغم سريان الهدنة، مشيرًا إلى أن عدد الشهداء في غزة لا يزال يسجل معدلًا يقارب ثمانية يوميًا نتيجة الاعتداءات المستمرة.
وشهدت مناطق شرقي خانيونس قصفًا مكثفًا بالطائرات المسيّرة والمدفعية، تخللته انفجارات ضخمة هزّت أنحاء القطاع، فيما أطلقت الآليات العسكرية الإسرائيلية نيرانها تجاه مخيم البريج والمناطق الشرقية لخانيونس وغزة.
على الصعيد الإنساني، قالت الأمم المتحدة إن إيصال المساعدات إلى القطاع ما زال يواجه "عراقيل كبيرة"، رغم مرور شهر على سريان اتفاق وقف إطلاق النار. وأوضح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، أن القيود البيروقراطية، وقلّة المعابر، واستمرار الحظر على بعض شركاء الإغاثة، تحول دون وصول المساعدات بالقدر المطلوب للسكان المتضررين.
سياسيًا، وزعت الولايات المتحدة مشروع قرار معدلًا في مجلس الأمن يتضمن "شروطًا وتسلسلاً أوضح" لانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة. وفي السياق ذاته، بحث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مع نظيره التركي هاكان فيدان سبل تثبيت وقف إطلاق النار وضمان الاستقرار الإنساني في القطاع.
وفي الداخل الفلسطيني، أفادت مصادر صحفية في غزة بأن قوات الاحتلال نسفت بالمتفجرات عددًا من المباني السكنية في المناطق التي تسيطر عليها شرق مدينة خانيونس وشرقي غزة، ضمن سياسة التدمير المتواصلة التي تطال البنى التحتية المدنية.
في المقابل، نفى مسؤولون إسرائيليون وأميركيون تقارير إعلامية تحدثت عن لقاء جمع المبعوث الأميركي جاريد كوشنر بقائد ميليشيا "أبو الشباب"، ياسر أبو الشباب، في مركز التنسيق العسكري المدني المقام في "كريات غات" بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار.
وتأتي هذه التطورات الميدانية والسياسية في ظل غياب حل نهائي بشأن مقاتلي حركة حماس المحاصرين في رفح، حيث أكد مسؤول إسرائيلي أن "الاتصالات لا تزال جارية دون اتفاق نهائي حتى الآن".