أعلنت وزارة الخارجية القطرية، الأحد، أن باكستان وأفغانستان توصلتا إلى اتفاق فوري لوقف إطلاق النار، خلال محادثات استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة مشتركة من قطر وتركيا، في خطوة تهدف إلى إنهاء التوترات المتصاعدة على الحدود بين البلدين.
وقالت الخارجية القطرية في بيان نشرته عبر منصة "إكس" إن الطرفين "اتفقا على وقف فوري لإطلاق النار، وإنشاء آليات تُعنى بترسيخ السلام والاستقرار الدائمين بين البلدين"، مضيفة أن اجتماعات متابعة ستُعقد خلال الأيام المقبلة "لضمان استدامة وقف إطلاق النار والتحقق من تنفيذه بطريقة موثوقة".
وأعربت الدوحة عن أملها في أن يسهم هذا الاتفاق في وضع حد للتوترات الحدودية التي تصاعدت مؤخراً وأودت بالعشرات من المدنيين والعسكريين من الجانبين.
وكان وفد باكستاني رفيع قد بدأ محادثات في قطر، السبت، مع نظرائه الأفغان، بهدف استعادة الهدوء بعد مواجهات دامية أسفرت عن مقتل العشرات وانهيار هدنة سابقة.
وقالت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان إن المحادثات ركّزت على اتخاذ إجراءات عاجلة لإنهاء الإرهاب العابر للحدود، وضمان استقرار الحدود بين البلدين.
وتبادل الطرفان الاتهامات خلال الأيام الماضية؛ إذ اتهمت كابول إسلام أباد بخرق الهدنة عبر تنفيذ ضربات جوية في ولاية باكتيكا، أودت بحياة عشرة مدنيين، بينهم طفلان وثلاثة لاعبي كريكت، بينما قالت مصادر باكستانية إن الضربات استهدفت جماعة مسلحة مرتبطة بحركة طالبان الباكستانية، عقب مقتل عسكريين باكستانيين في هجوم شمال وزيرستان.
وقال قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير خلال عرض عسكري السبت إن "ما يثير القلق هو استخدام الأراضي الأفغانية للإرهاب في باكستان"، فيما رد نائب وزير الداخلية الأفغاني الملا محمد نبي عمري قائلاً: "لم نأتِ بحركة طالبان الباكستانية إلى هنا ولم ندعمها".
ويُعد الاتفاق المعلن في الدوحة أول اختراق دبلوماسي مباشر منذ أسابيع من التصعيد، وتُعوّل قطر وتركيا على أن يشكل نقطة انطلاق نحو حوار شامل يفضي إلى استقرار دائم على الحدود الباكستانية الأفغانية.