القدس المحتلة - مصدر الإخبارية
تتصاعد الضغوط على إسرائيل في الساحة الرياضية الدولية، مع اتساع نطاق الدعوات لتعليق عضويتها في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والاتحاد الأوروبي (ويفا)، على خلفية الحرب الجارية في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقالت وزارة الثقافة والرياضة الإسرائيلية، اليوم الخميس، إن الوزير ميكي زوهر يجري منذ أسابيع اتصالات مكثفة خلف الكواليس، بالتنسيق مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ورئيس اتحاد كرة القدم الإسرائيلي، في محاولة لمنع تحرك يستهدف إقصاء إسرائيل من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.
وذكرت صحيفة ذا تايمز البريطانية أن اللجنة التنفيذية لـ"ويفا" ستبحث الأسبوع المقبل إمكانية تعليق عضوية إسرائيل، مشيرة إلى أن غالبية الأعضاء تميل إلى تأييد القرار، الأمر الذي قد يحرم المنتخب الإسرائيلي من المشاركة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، ويقصي نادي مكابي تل أبيب من الدوري الأوروبي.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنها تعمل مع الاتحاد الدولي لكرة القدم لمنع استبعاد إسرائيل من المونديال المقرر إقامته في الولايات المتحدة.
وجاءت هذه التطورات بعد دعوة خبراء مستقلين من الأمم المتحدة إلى تعليق عضوية إسرائيل في فيفا وويفا، مؤكدين أن على الاتحادات الرياضية "ألا تغض الطرف عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان"، وأن العقوبات يجب أن تستهدف الدولة لا اللاعبين.
وكانت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة قد اتهمت إسرائيل مؤخرًا بارتكاب إبادة جماعية في غزة، فيما تحدث المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن "أدلة متزايدة" على وقوع جرائم جسيمة.
إلى جانب المواقف الأممية، دعا النجم الفرنسي السابق إريك كانتونا إلى تجميد مشاركة إسرائيل في البطولات الرياضية، معتبرًا أن التعامل معها يجب أن يكون مشابهًا لما جرى مع روسيا عقب حرب أوكرانيا. كما انضم رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى هذه المطالب، مقترحًا استبعاد إسرائيل من المنافسات "طالما استمر الوضع في غزة".
على المستوى الشعبي، شهدت ملاعب أوروبية مظاهر احتجاج؛ إذ رفع مشجعون في اليونان أعلام فلسطين خلال مباراة أمام فريق إسرائيلي، فيما نظمت مظاهرات في مدريد تطالب باستبعاد فريق "إسرائيل برايمر تيك" من سباقات الدراجات.
في المقابل، نفى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم وجود اجتماع طارئ بشأن الملف، مؤكدًا أن مناقشته ستتم في 3 كانون الأول/ ديسمبر، بينما أكد رئيس الاتحاد ألكسندر تشيفرين رفضه معاقبة اللاعبين أو استبعاد المنتخبات. أما الاتحاد الدولي لكرة القدم، فلم يعلن موقفًا رسميًا حتى الآن، مكتفيًا بفرض إقامة مباريات الأندية الإسرائيلية خارج أراضيها.
وأخذت القضية أبعادًا شعبية أيضًا، حيث رفع مشجعو باوك اليوناني أعلام فلسطين في وجه فريق إسرائيلي خلال مباراة أوروبية في 24 أيلول/ سبتمبر الجاري. كما جاءت احتجاجات في مدريد عقب سباق "فويلتا" للدراجات الهوائية مطالبة باستبعاد فريق "إسرائيل برايمر تيك".
وتواصل إسرائيل جهودها الدبلوماسية والرياضية لتفادي الإقصاء، في وقت تتسع فيه رقعة المطالبات الدولية بمقاطعتها رياضيًا إلى حين توقف الحرب في غزة.