أعلنت شركة مايكروسوفت، الخميس، تعطيل مجموعة من خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي لتشغيل نظام مراقبة يتابع ملايين المكالمات الهاتفية التي يجريها فلسطينيون مدنيون في قطاع غزة والضفة الغربية.
وخلصت مراجعة داخلية للشركة الأميركية العملاقة إلى وجود أدلة أولية تدعم تقارير إعلامية عن نظام مراقبة في غزة والضفة.
وأوضحت الشركة أن هذا القرار يأتي في إطار مراجعة داخلية أجْرتها بشأن مزاعم وردت في تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" بتاريخ 6 أغسطس، وتناولت فيه استخدام وحدة من الجيش الإسرائيلي لتقنيات "أزور" (Azure) لتخزين ملفات بيانات لمكالمات هاتفية تم الحصول عليها عبر مراقبة جماعية لمدنيين في غزة والضفة الغربية.
وفي أغسطس الماضي، كشفت وثائق مسربة وتحقيق مشترك لصحيفة "الجارديان" البريطانية وموقع "+972" ومنصة "Local Call"، أن الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية استخدمت خدمات الحوسبة السحابية التي تقدمها شركة "مايكروسوفت" لتخزين كميات هائلة من المكالمات الهاتفية اليومية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وذلك في إطار نظام مراقبة شامل.
وأشارت مايكروسوفت إلى أنها "ليست حكومة أو دولة"، بل شركة تجارية تتخذ قراراتها بشأن المنتجات والخدمات التي تقدمها لعملائها وفقاً لمبادئها وسياساتها.
وأضافت أنها بدأت مراجعة المزاعم المذكورة منذ إعلانها في 15 أغسطس، استناداً إلى مبدأين أساسيين يرتكزان على التزام الشركة طويل الأمد بحماية الخصوصية كحق أساسي.
ويتمثل المبدأ الأول في رفض الشركة توفير تقنيات تُستخدم في المراقبة الجماعية للمدنيين، وهو نهج تطبقه مايكروسوفت في جميع أنحاء العالم منذ أكثر من عقدين. أما المبدأ الثاني، فيتمثل في احترام وحماية حقوق الخصوصية للعملاء، بما في ذلك عدم الوصول إلى محتوى العملاء خلال مثل هذه التحقيقات.
وأكدت مايكروسوفت أنها أجْرت المراجعة دون الوصول إلى محتوى عملاء وزارة الدفاع الإسرائيلية، بل استندت إلى سجلاتها التجارية الداخلية، بما في ذلك البيانات المالية والمراسلات الإلكترونية والوثائق الداخلية.
وأوضحت أنها، رغم استمرار المراجعة، وجدت أدلة تدعم بعض عناصر تقرير "الجارديان"، من بينها معلومات تتعلق باستخدام وزارة الدفاع الإسرائيلية لسعة تخزين Azure في هولندا، بالإضافة إلى استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي.
وبناءً على ذلك، أبلغت مايكروسوفت وزارة الدفاع الإسرائيلية بقرارها وقف وتعطيل اشتراكات وخدمات محددة، بما يشمل استخدام تقنيات التخزين السحابي وخدمات الذكاء الاصطناعي، وذلك لضمان الالتزام بشروط الخدمة ومنع استخدام تقنياتها في عمليات المراقبة الجماعية للمدنيين.
وشددت الشركة على أن "هذا القرار لا يؤثر على جهودها المستمرة في دعم الأمن السيبراني لإسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط".
كما أعربت مايكروسوفت عن تقديرها لتقرير "الجارديان"، الذي استند جزئياً إلى مصادر خارجية لم يكن بإمكان الشركة الوصول إليها بسبب التزاماتها المتعلقة بخصوصية العملاء، مما ساهم في إثراء المراجعة.
واختتمت الشركة بيانها بالتأكيد على استمرارها في الالتزام بالمبادئ والأخلاقيات في جميع قراراتها وتصريحاتها وإجراءاتها، مشيرة إلى أن المراجعة لا تزال جارية، وأنها ستشارك المزيد من المعلومات في الوقت المناسب، بما في ذلك الدروس المستفادة من هذه العملية وكيفية تطبيقها مستقبلاً.