رام الله – مصدر الإخبارية
طمأنت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الليلة، أبناء شعبنا عن صحة وسلامة أعضاء فريق دولة فلسطين للتدخل والاستجابة العاجلة في ليبيا.
وأكد المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين، السفير أحمد الديك، على أن “جميع أعضاء فريق دولة فلسطين للتدخل والاستجابة العاجلة بخير وصحة جيدة، وهم يقومون بمهمتهم الأخوية والإنسانية في عمليات الإنقاذ، وانتشال الجثث، وتوزيع المساعدات”.
وقال خلال بيانٍ صحافي: إن “الفريق يقوم بواجبه في الوقوف إلى جانب الشعب الليبي الشقيق وأبناء شعبنا على أكمل وجه وبكفاءة عالية، بما في ذلك الدور العلاجي والطبي الرائد إلى جانب الأطباء الليبيين والدوليين في المستشفيات ومراكز الإيواء”.
وأضاف: “نُطمئن أسر وذوي أعضاء الفريق على سلامتهم جميعا”، معبّرًا عن فخر دولة فلسطين بهم وبدورهم في نجدة الأشقاء في ليبيا”.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن ارتفاع عدد قتلى السيول مدينة درنة إلى 11 ألفا و300 قتيل، و10 آلاف و100 مفقود.
في حين تتواصل جهود البحث عن المفقودين جراء السيول في درنة، وسط مخاوف من احتمال الوصول إلى مرحلة الوباء بسبب تحلل الجثث وتلوث المياه.
وقال مكتب الأمم المتحدة: إن “الفيضانات أودت بحياة 170 شخصًا في أماكن أخرى بشرق ليبيا خارج مدينة درنة، وأن عدد النازحين في شمال شرق ليبيا ارتفع إلى نحو 40 ألفا”.
وأفادت وسائل إعلام ليبية بانتشال أحياء كانوا عالقين تحت الأنقاض في مدينة درنة بعد أسبوع من كارثة السيول.
ونشرت قنوات ليبية مقطعًا مصورًا لإخراج عائلة مؤلفة من 11 شخصا كانوا عالقين تحت أنقاض بناية هدمتها السيول في درنة.
وأعلنت هيئة البحث والتعرف على المفقودين في ليبيا انتشال 9 جثث مجهولة الهوية قرب شواطئ مدينة درنة، وأضافت الهيئة أن العمل جار على أخذ عينات للجثث للتعرف على أصحابها.
وقال مراسل الجزيرة في طرابلس أحمد خليفة إن “الغواصين أفادوا بوجود عشرات السيارات المحملة بالعائلات في البحر، مشيرا إلى أن الكثير من العائلات حاولت الفرار في اللحظات الأولى للفيضانات، ولكن السيول جرفتها إلى البحر”.
مخاطر تفشي الأوبئة
على المستوى الصحي؛ قال مدير برنامج الطوارئ بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ريتشارد برينان إن “هناك خطرًا حقيقيًا لتفشي الأوبئة والأمراض في درنة، وهناك حاجة إلى فرق متخصصة للمساهمة في جهود الإغاثة فيها”.
وأضاف برينان -في مقابلة مع الجزيرة- أن عدد قتلى السيول بدرنة تجاوز 4 آلاف، وتجاوز عدد المفقودين 9 آلاف.
بدوره، قال المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي إنه عاين الدمار والخراب اللذين ألمّا بالمدينة وغادرها والألم يعتصر قلبه، ووصف الكارثة بأنها أكبر من قدرات ليبيا وتتجاوز شؤون السياسة ومسائل الحدود.
وأكدت جورجيت غانيون نائبة الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا أن المنظمة الدولية تعمل مع الشركاء والسلطات المحلية لمواصلة تقديم وتنسيق المساعدة الإنسانية المطلوبة بشكل عاجل للمحتاجين.
وكان وزير الصحة في الحكومة التابعة لمجلس النواب الليبي عثمان عبد الجليل حذّر سكان مدينة درنة من استعمال المياه الجوفية لاحتمال اختلاطها بالجثامين ومياه الصرف الصحي.
وقال عبد الجليل -في مؤتمر صحفي في مدينة درنة- إنه سيتم عزل المناطق التي ما زالت فيها جثث للحد من الإصابات.
بدورها حذرت الأمم المتحدة من مغبة اعتماد سكان مدينة درنة في ليبيا على مصادر المياه الطبيعية في المدينة، مؤكدة أن التلوث قد وصل إلى هذه المصادر.
ويتزامن هذا التحذير مع مناشدة أطلقتها السلطات الليبية لسكان المناطق المتضررة بضرورة استخدام المياه المعلبة فقط. وكانت السلطات سجلت عشرات الإصابات بالتسمم في درنة.
وفي السياق ذاته، قال نقيب الأطباء في ليبيا محمد الغوج إن هناك مخاوف من مرحلة ثانية قد تصل إلى حد انتشار الوباء بسبب تحلل الجثث التي لا تزال تحت الأنقاض أو منتشرة في مدينة درنة.
وأكد الغوج -في مقابلة مع الجزيرة- أن لجنة الأزمة في وزارة الصحة تكثف جهودها لتقديم الرعاية الصحية للمتضررين، وأن الأولوية تتمثل في انتشال الجثث.