طالب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، بتبني خيار المقاومة الشاملة وتعزيز صمود شعبنا ونضاله ضد جرائم الاحتلال والمستوطنين في الضفة والقدس، وإزالة كل العقبات من طريقها وكل الالتزامات التي تتناقض مع حق الشعب الفلسطيني.
ودعا هنية في كلمته خلال لقاء الأمناء العامين، إلى ضرورة إعادة بناء وتطوير منظمة التحرير وتشكيل مجلس وطني جديد يضم الجميع على أساس الانتخابات الديمقراطية الحرة، وتشكيل المؤسسات الفلسطينية في الضفة والقطاع على أساس الانتخابات الرئاسية والتشريعية.
وشدد على ضرورة إنهاء كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال، “ووقف وتحريم كل أشكال الملاحقة والاعتقال على خلفية المقاومة أو الانتماء الفصائلي أو العمل السياسي، ودعم صمود أهلنا في القدس والضفة والعمل على إنهاء الحصار عن قطاع غزة”.
وتوجه هنية بالشكر للرئيس محمود عباس على هذه المبادرة بالدعوة لعقد لقاء الأمناء العامين للفصائل والذي هو مطلب الجميع كصيغه مؤقته على طريق توحيد الوضع الفلسطيني ضمن منظومه وطنية فلسطينية تضم الجميع، ونؤكد على أهمية استمرار هذه اللقاءات حتى انجاز الصيغة الوطنية الجامعة الدائمة.
وقال: “لا تتوقف آلة القتل ساعة من ليل أو نهار في مجازر دموية متتالية واجتياحات واقتحامات متكررة، كما يمعن الاحتلال في جرائم الاعتقال التعسفي وهدم البيوت وإطلاق اوسع حملات التوسع الاستيطاني ومصادرة الأراضي”.
وتابع هنية “لم يسلم أهلنا في الـ 48 من الاجراءات العنصرية والارهابية لهذه الحكومة عبر عمليات الهدم والتهجير والقوانين العنصرية والتضييق المتواصل فضلا عن تنكره لحق العودة، وكذلك التضييق على الاسرى واتخاذ القرارات التعسفية بحقهم لزيادة معاناتهم وأهلهم”.
وذكر أننا أمام مرحلة استثنائية في مسار الصراع مع العدو بما يفرض علينا التفكير بشكل جماعي واتخاذ قرارات استثنائية في كيفية مواجهة ومقاومة هذه السياسات وكبح جماح هؤلاء المتطرفين، كما يفرض علينا أن نضع الخطط المناسبة لتعزيز صمود شعبنا المرابط في القدس ودعم المنتفضين والمقاومين.
وأكد هنية أن حركة حماس كانت ولا زالت وستظل ركنا فاعلاً وإيجابياً في العمل على توحيد الصف الفلسطيني وستظل تبادر وتستجيب للمبادرات في هذا الإطار ولا يثنينا كثرة العقبات والتجارب انطلاقا من قناعتنا أن الحوار واللقاء هو السبيل للنجاح في مهمتنا لأن البديل هو الفرقة والصراع والفشل والهزيمة.
وقال في هذه المناسبة نؤكد على موقفنا الذي أعلناه مراراً وتكراراً أن حركة حماس تبحث عن الوحدة والقواسم المشتركة، وقد عملت على ذلك في كل المحطات وتدعوا لذلك قولاً وعملاً، وترفض رفضاً قاطعاً سياسة الاقصاء والتهميش وكل قول أو سلوك يؤدي إلى توتير العلاقات وتسميم الأجواء الوطنية.
ورأى أن غياب فصائل فلسطينية مقاومة اليوم هو ثلمة في هذا اللقاء ولا يكتمل عقدنا وتمضي استراتيجيتنا الا بوحدتنا جميعاً ووقوفنا صفاً واحداً في مواجهة عدونا.
وشدد على أن مطلب في حركة الجهاد بالإفراج عن المعتقلين على خلفية المشاركة في مقاومة الاحتلال أو على خلفية الانتماء السياسي هو مطلبنا جميعا ونؤكد عليه، فاستمراره يشكل إساءَة عميقة لنا جميعاً ولنهج المقاومة والثورة الذي نرى فيه الخلاص لهذا الشعب، وكنا نتمنى مشاركة الجميع لأننا نرى أن اللقاء والحوار هو طريق حتمي لا يجب التنازل أو التخلي عنه في كل الظروف ومهما كانت الالام لأن البديل سيكون أشد وأقسى علينا جميعاً.
وقال إننا وفي إطار مواجهة مخططات الاحتلال وسياسة حكومته الفاشية وسعيا لتحقيق وحدة شعبنا نرى ضرورة تبني خطة وطنية فاعلة تستجيب للتحديات ذات الطابع الوجودي الذي فرضته الحكومة الصهيونية الحالية في بعديها المتعلق بالاحتلال أو المتعلق بالوضع الفلسطيني الداخلية ترتكز على المنطلقات الآتية:
أولا: انتهاء مرحلة أوسلو فشعبنا اليوم أمام مرحلة سياسية وميدانية جديدة.
ثانيا: التناقض الرئيس هو مع العدو الصهيوني.
ثالثا: المرحلة الراهنة هي مرحلة تحرير وطني.
رابعا: الشراكة السياسية على أساس الخيار الديموقراطي الانتخابي هي المنطلق لبناء الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني بكل مكوناته ومستوياته.
خامسا: قضية فلسطين ومحورها القدس هي قضية وطنية عربية اسلامية انسانية.
وترجمة هذه المنطلقات في الخطة الوطنية التي ندعو إليها يتمثل في الآتي:
على الصعيد الوطني:
1- تبني خيار المقاومة الشاملة وتعزيز صمود شعبنا ونضاله ضد جرائم الاحتلال والمستوطنين في الضفة والقدس وإزالة كل العقبات من طريقها وكل الالتزامات التي تتناقض مع حق شعبنا في مقاومة الاحتلال.
2- إعادة بناء وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل مجلس وطني جديد يضم الجميع على أساس الانتخابات الديمقراطية الحرة.
3- تشكيل المؤسسات الفلسطينية في الضفة والقطاع على أساس الانتخابات الرئاسية والتشريعية
4- دعم صمود أهلنا في القدس والضفة والعمل على انهاء الحصار عن قطاع غزة.
5- انهاء كل أشكال التنسيق الأمني مع العدو ووقف وتحريم كل أشكال الملاحقة والاعتقال على خلفية المقاومة أو الانتماء الفصائلي أو العمل السياسي.
6- تعزيز صمود أهلنا في الشتات وضمان مشاركتهم وتعزيز دورهم الوطني والنضالي.
7- دعم صمود أهلنا في الـ 48 وحماية حقهم في النضال السياسي والمدني وقطع الطريق على كل محاولات التهجير والاستفراد بأهلنا هناك.
8- وضع برنامج وطني للإفراج عن اسرانا في سجون الاحتلال.
ثانيا على الصعيد الخارجي:
1- حشد طاقات الامة لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده.
2- إطلاق حملة سياسية واعلامية ودبلوماسية واسعة لعزل وادانة الاحتلال وممارسات حكومته المتطرفة ومستوطنيه.
3- اتخاذ كل الخطوات القانونية على كل المستويات لمحاكمة قادة الاحتلال وجنوده أمام المحاكم الدولية على ما يرتكبونه من جرائم بحق شعبنا
4- دعوة الجامعة العربية للانعقاد لاتخاذ قرارات واضحة بوقف التطبيع مع العدو المحتل كخطوة اولى على طريق محاصرته ومعاقبته.
ولضمان تطبيق هذه الخطة الوطنية فإننا ندعو إلى وضع الآليات التالية:
1- دورية لقاء الامناء العامين.
2- تشكيل لجنة فصائلية للمتابعة تكون مهمتها متابعة نتائج هذا اللقاء ووضع الاليات لمواجهة التحديات وسياسة الحكومة الصهيونية الراهنة.
3- احياء واعادة تشكيل لجنة الحريات العامة وانهاء ملف الاعتقال السياسي.
4- وضع برنامج وآليات اعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس الانتخابات والتوافق حيث تعذرت.
5- تشكيل قيادة مشتركة لمتابعة ومواجهة ممارسات الاحتلال الاسرائيلي.
ختاماً نتوجه بالتحية والاعتزاز والفخار لشهداء شعبنا وأمتنا ونسأل الله لهم الرحمة ونعاهدهم أننا ماضون على درب الشهادة والمقاومة لا نخلف عهود الشهداء الأبرار من عز الدين القسام وياسر عرفات وأحمد ياسين وفتحي الشقاقي وأبو علي مصطفى وصولاً إلى أخر ثلة من الشهداء الأبرار الذين ارتقوا على درب الجهاد والمقاومة والعزة والكرامة.
ونسأل الله الشفاء للجرحى والحرية للأسرى الأبطال القابعين خلف القضبان منذ عشرات السنين في ملحمة لم يعرف العالم لها مثيلاً وأن نكون على قدر المسؤولية لانتزاع حريتهم رغماً عن أنف الاحتلال المجرم ولأهالي الجرحى والأسرى الذين هم نجوم تزين سماء هذا الوطن لأمهات الشهداء والأسرى وزوجاتهم وأبنائهم وكل أحبائهم.
كما نوجه تحية فخر واعتزاز للمقاومين الابطال ونشد على أياديهم ونؤكد احتضاننا الكامل لهم على طريق التحرير والعودة.
اقرأ/ي أيضًا: انطلاق أعمال اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بمدينة العلمين