التصعيد في القدس.. إدانات دولية ومحلية واسعة وسط مواصلة الاحتلال عدوانه

القدس المحتلة _ مصدر الإخبارية 

لقي التصعيد في القدس المحتلة ضد المقدسيين وأهالي حي الشيخ جراح، المتواصل منذ عدة أيام والذي بلغ ذروته اليوم الجمعة، إدانات دولية ومحلية واسعة سيما بعد عدد الإصابات الكبير بين المقدسيين الذين استهدفهم الاحتلال في محيط الأقصى وفي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة.

ونستعرض في هذا المقال أبرز ردود الأفعال الدولية والمحلية على الانتهاكات التي طالت المواطنين وأحداث التصعيد في القدس:

الخارجية الأردنية تدين التصعيد في القدس

أصدرت وزارة الخارجية الأردنية، مساء اليوم، بيان إدانة وشجب إزاء الاقتحامات الإسرائيلية للقدس والمقدسات الإسلامية، كما خصصت بالإدانة الاعتداء “الهمجي” على المصلين في المسجد الأقصى.

جاء ذلك على لسان الناطق باسم الخارجية الأردنية، ضيف الله الفايز، قائلاً إن: اقتحام الحرم والاعتداء على المصلين الآمنين انتهاك صارخ وسافر وتصرف همجي مدان ومرفوض.

وطالب الفايز سلطات الاحتلال بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من المسجد فورا، وترك المصلين الآمنين لتأدية الشعائر الدينية بكل حرية في ليالي رمضان المباركة.

اقرأ أيضاً: أحداث القدس.. الاحتلال يمنع الطواقم الطبية من الوصول إلى المصابين

وحذر  المتحدث باسم الخارجية الأردنية السلطات الإسرائيلية من مغبة هذا التصعيد الخطير، وحملها مسؤولية سلامة المسجد والمصلين، وطالبها بالتقيد بالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال وفق القانون الدولي الإنساني والكف عن الانتهاكات والاعتداءات والاستفزازات، حد تعبيره.

كما أدان الفايز “الاعتداءات السافرة على المقدسيين في محيط المسجد وفي البلدة القديمة وفي حي الشيخ جراح”.

ودعا المجتمع الدولي للضغط على “إسرائيل” لوقف التصعيد والانتهاكات في المسجد الأقصى المبارك وفي البلدة القديمة وفي القدس الشرقية المحتلة.

التعاون الخليجي يدين تهجير أهالي “الشيخ جراح” بالقدس

من جانب آخر أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربي نايف الحجرف، مواصلة الاستيطان الإسرائيلي وتهجير المقدسيين من حي الشيخ جراح في القدس الشرقية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

و عبّر الحجرف عن خطورة ما تقوم به “إسرائيل” في الاستمرار في مخالفة مبادئ القانون الدولي والجهود الدولية التي لا تزال تشكل عقبة كبيرة أمام إحياء السلام في منطقة الشرق الأوسط للوصول إلى حل نهائي للصراع الدائر فيها.

اقرأ أيضاً: عدد من الإصابات في مواجهات عنيفة في المسجد الأقصى

كما وطالب المجتمع الدولي بالضغط على السلطات الإسرائيلية للحد من بناء مستوطنات جديدة والتهجير القسري للشعب الفلسطيني، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية.

وأكد الحجرف الموقف الثابت لمجلس التعاون في دعم القضية الفلسطينية ومساندته للشعب الفلسطيني الشقيق، وحقه المشروع في إقامة دولته المستقلة وفق لحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق المبادرة العربية للسلام وفي إطار القرارات الشرعية والقوانين الدولية.

مفوضية الأمم المتحدة تصف التصعيد في القدس بجرائم الحرب

وفي ذات السياق، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان موقفها اتجاه الخطوات الإسرائيلية ضد أهالي حي الشيخ جراح واصفة إياها بـ “جرائم حرب”.

جاء ذلك خلالي مؤتمر صحفي للمتحدث الإعلامي باسم مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان روبرت كولفيل عبر الاتصال المرئي من جنيف.

وأكد “أن القدس الشرقية لا تزال جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة ويسري عليها القانون الدولي الإنساني”.

اقرأ أيضاً: الرئيس عباس يتوجه للأمم المتحدة لطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن

وشدد المتحدث على “ضرورة احترام سلطة الاحتلال القائمة للممتلكات الخاصة في الأراضي المحتلة لا سيما وأنها محمية من المصادرة”.

وأوضح “أن هذا يعني أنه لا يمكن لإسرائيل فرض مجموعة قوانين خاصة بها في الأراضي المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية لطرد الفلسطينيين من منازلهم”.

وأشار كولفيل إلى أن عمليات الإخلاء القسري قد تنتهك الحق في السكن اللائق والخصوصية وحقوق الإنسان الأخرى لمن تم إجلاؤهم.

وأضاف أن عمليات الإخلاء القسري تعتبر عاملاً رئيسيا في إيجاد ظروف قد تؤدي إلى الترحيل الإجباري وهو أمر تحظره اتفاقية جنيف الرابعة ويشكل انتهاكاً خطيرا للاتفاقية. ودعت المفوضية إسرائيل إلى “الوقف الفوري لجميع عمليات الإخلاء ومراجعة القانونين اللذين تستعملهما سلطات الاحتلال كي تتوافق مع التزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان”.

تركيا تعلّق على أحداث القدس

من جانبه، أدان رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون، اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك.

وقال ألطون في تغريدة له عبر موقع “تويتر” مساء اليوم الجمعة، “نرفض الاعتداء على مقدساتنا”، موضحاً أن “بلاده تتابع بقلق مواصلة إسرائيل سياسة الاحتلال والعنف ضد الفلسطينيين”.

وأضاف: “نرفض اعتداء إسرائيل على مقدساتنا، وندين بشدة اقتحام المسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى بقنابل”.

“المتابعة العليا” تدعو إلى شد الرحال للأقصى وحي الشيخ جراح

كما دعت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية إلى شد الرحال للمسجد الأقصى المبارك وحي الشيخ جراح، بعد العدوان العسكري على القدس المحتلة اليوم الجمعة، والذي تصاعد مساء داخل “الأقصى”، ما أدى لإصابة العشرات غالبيتهم بجروح خطيرة.

اقرأ أيضاً: حماس: الاحتلال سيدفع ثمن عدوانه على الأقصى والمسلمين

وقالت “المتابعة” في بيان لها، إن عدوان جيش الاحتلال على آلاف المصلين في المسجد الأقصى المبارك، وإصابة العشرات، هو مؤشر خطير لما يخطط له الاحتلال في الأيام المقبلة، للمدينة والمسجد الأقصى.

وتابعت: “يأتي هذا العدوان بالتزامن مع تصعيد العدوان الإرهابي من جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين الإرهابية، في حي الشيخ جراح، وعلى ساحة باب العمود. حيث قرر الاحتلال ومنذ الأول من رمضان، تنغيص حياة المحتفلين بالشهر الفضيل، بموازاة تصعيد المؤامرة لاقتلاع عشرات العائلات من حي الشيخ جراح وحي سلوان، ومواصلة التضييق والاستفزازات في المسجد الأقصى المبارك، وتنفيذ التطهير العرقي في المدينة”.

وقالت “إن كل هذه الجرائم تستوجب منا أن نقف إلى جانب شعبنا الواحد، ومن المهم أن نطلق صرختنا يوم غد السبت بسلسلة تظاهرات في مختلف البلدات ومفارق الطرق”.

المجلس الوطني يدين عدوان الاحتلال على الأقصى والمقدسات

ومحلياً، اعتبر المجلس الوطني الفلسطيني “العدوان الإسرائيلي الوحشي القائم الآن على المسجد الأقصى المبارك والمصلين فيه عدوان على المسلمين ومقدساتهم، وامتهان لكافة الأعراف والشرائع الدينية والمقدسات”.

جاء ذلك عبر بيان صدر عن رئيس المجلس الوطني، سليم الزعنون مساء الجمعة، قال فيه: إن قوات الاحتلال الإسرائيلي بدأت عدوانها واقتحامها المستمر لباحات المسجد الأقصى المبارك وتدنيس حرمته والاعتداء على أرواح المصلين فيه، والمدافعين عنه، ما أوقع عشرات الإصابات بينهم.

اقرأ أيضاً: دلياني: قضية الشيخ جراح تلخص مآسي القضية الفلسطينية واللجوء

وأشار الزعنون إلى أن هذا العدوان مستمر في نفس الوقت في باب العامود، وغير بعيد عن المسجد الأقصى يستمر الاحتلال والمستوطنون ومجموعاتهم الإرهابية في العدوان على أهلنا الصامدين في الشيخ جراح والاعتداء عليهم واعتقال العشرات منهم، ومحاولة تهجيرهم من ارضهم ومنازلهم.

الخارجية تطالب مجلس الأمن بتحمل مسؤولياته تجاه ما يجري في القدس

بدرها، طالبت وزارة الخارجية والمغتربين، مجلس الأمن الدولي ومنظمة “اليونسكو” بتحمل مسؤولياتهما تجاه ما يجري في المسجد الأقصى المبارك من اعتداءات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.

وجاء ذلك عبر بيان صدر عن الخارجية، قالت فيه:  “إن الاعتداء الهمجي المتواصل ضد القدس وإحيائها ومهاجمة المقدسين والمصلين، يكشف الوجه الحقيقي لإسرائيل كدولة احتلال وتمييز عنصري وإرهاب منظم وقمع للحريات ومبادئ حقوق الإنسان، وفي مقدمتها حريته في العبادة والصلاة والوصول إلى الأماكن المقدسة بحرية”.

وأدانت اقتحام قوات الاحتلال وشرطتها وأجهزتها المختلفة باحات المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المصلين بوحشية، معتبرة أنها جريمة وانتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي.

وقالت إن تخلي المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة وفي مقدمتها “اليونسكو” عن مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية، يشجع الاحتلال على التمادي في استهداف المسجد الأقصى المبارك، لتكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانياً، حد تعبيرها.

وأضافت الوزارة أن عجز الأمم المتحدة عن تنفيذ القرارات الأممية ذات الصلة يفقدها ومجلس الأمن الدولي أية مصداقية في احترام التزاماتهم والقيام بواجباتهم تجاه ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني ومقدساته وفي مقدمتها المسجد الأقصى.

واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم الجمعة، المسجد الأقصى وأطلقت قنابل صوت تجاه المصلين، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات عنيفة بين شبان مقدسيين والاحتلال.

واستكملاً لتطورات أحداث القدس، فقد أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني بالقدس المحتلة عن إصابة 53 فلسطينيا على الأقل، إثر اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيليّ في المسجد الأقصى، وفي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وفي منطقة باب العامودـ الذي أغلق أمام الزوار والأهالي مع عدة أبواب أخرى للمسجد، بينها باب العامود.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر في بيان، بوقوع “53 إصابة خلال مواجهات في المسجد الأقصى والشيخ جراح وباب العامود”، موضحة أن معظم “الإصابات بالرأس وعدد منها إصابات بالغة بالعيون”.