الأسرى المرضى بالسرطان.. حرمان من العلاج وتعتيم حول أوضاعهم الصحية

خاص – مصدر الإخبارية

حالة من الترقب الزائد والغليان تعيشها عوائل الأسرى المرضى بالسرطان في سجون الاحتلال الإسرائيلي، دون أي أخبار حتى اللحظة تصلهم من إدارة السجون، عن الوضع الصحي لأبنائهم في ظل تفشي كورونا والسرطان وصعوبة ظروف اعتقالهم.

تنتظر زوجة الأسير جمال عمرو (49 عامًا) من مدينة الخليل، والمعتقل في سجن ريمون جنوب الأرض المحتلة، على أحر من الجمر أي خبر قد يردها لطمأنتها على مصير زوجها، بعد أن علمت تفاقم حالته الصحية بسبب إصابته بسرطان الرئة.

الأسير جمال عمرو

تقول زوجته علا عمرو واصفة حالة الأسير المرضية :” قبل أشهر أصيب زوجي بسرطان الكبد، ولم يحصل على جرعات العلاج المناسبة من قبل إدارة السجون الأمر الذي فاقم حالته الصحية، وفي كل مرة كان يتعرض لوعكة صحية وألم شديد كانت إدارة السجون تكتفي بإعطائه مسكنات فقط، أو تحويله لعيادات السجون لتشخيص حالته، مما أدى لتفشي المرض، فأصيب بسرطان الكلى ثم الرئتين”.

ويعيش جمال ظروف صحية قاسية ومعاناة كبيرة، كباقي عشرات المرضى الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بسبب تعمد إدارة السجون حرمانه من تلقي العلاج وممارسة الإهمال الطبي بحقه، تزامنًا مع تفشي فايروس كورونا في بعض الأقسام، وإصابة البعض بأمراض مزمنة، وخطيرة كالسرطان.

تضيف علا: “كل ما يتعرض له زوجي مخالف للقوانين الإنسانية والدولية، فمن حقه الحصول على العلاج، ومن حقنا زيارته أو الحصول على معلومات تطمئننا عليه، فنحن نعيش حالة صعبة جداً وسط خوفنا على صحته، لاسيما أنه يحتاج جرعات من الأكسجين بشكل يومي، ومناعته ضعيفة جداً مما قد يسهل إصابته بكورونا”.

والأسير جمال عمرو معتقل في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 2004، حكم عليه بالسجن مدى الحياة قضى منهم 17 عام.

قتل بطيء للأسرى المرضى

قبل أسبوع فقط علمت عائلة الأسير حسين مسالمة ( 39 عام) من مدينة بيت لحم، والمعتقل في سجن النقب لدى الاحتلال الإسرائيلي، عن إصابة ابنها بسرطان الدم” اللوكيميا” رغم أن إصابته تأكدت قبل أسابيع.

يقول شقيق الأسير بلال :” لم تردنا أي معلومات عن أخي الأسير سوى أنه حالته الصحية حرجة جداً، وتم نقله لمشفى “سوروكو” الإسرائيلي، ولن يتمكن أي أحد من أفراد عائلته من زيارته”.

وبيّن أن شقيقه كان يعاني من ألم شديد لمدة 6 شهور لكن إدارة السجون تعمدت تجاهله ووضعه في عزل انفرادي، دون تشخيص حالته، إلا بعد أن رأته يقترب من الموت، وماطلت في فحصه حتى تفشى المرض في جسده”، واصفاً ما يتعرض له شقيقه بـ “القتل البطىء المتعمد”.

في نفس الوقت ناشدت عائلة الأسير بلال المنظمات الحقوقية للسماح لهم بزيارته في المشفى، في ظل عدم ورود أي أخبار حتى الآن لمعرفة حالته الصحية، حيث أن الجهات الحقوقية اكتفت بإخبارهم أن وضعه الصحي حرج.

والأسير حسين مسالمة معتقل منذ العام 2002، ومحكوم بالسجن لمدة 20 عاماً.

الأسير

ولم تتمكن عائلة الأسيرين عمرو ومسالمة من زيارتهما منذ عام وأكثر ، حيث علق الاحتلال زيارات آلاف الأسرى الفلسطينيين منذ تفشي وباء كورونا في الأراضي المحتلة في مارس/آذار الماضي.

وحذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، من خطورة تفاقم الوضع الصحي للأسرى المرضى بالسرطان لا سيما في ظل تفشي كورونا محملة سلطات الاحتلال مسؤولية سياسة الاهمال الطبي المتعمدة داخل سجونها.

وقال المستشار الاعلامي للهيئة حسن عبد ربه في تصريحات إعلامية أمس السبت “إن إدارة مصلحة السجون لا تكترث للحالة الصحية للمرضى وتعتمد الإهمال الطبي وعدم إعطائهم العلاج”.

وأشار إلى أنه وبعد مناشدات وضغوطات من الأسرى، تم نقل الأسير حسين مسالمة لمستشفى “سوروكا” لإجراء الفحوصات الطبية، ليتبين إصابته بسرطان الدم، وجرى إعطائه جلسة علاج كيماوي.

ولفت عبد ربه الى أن الهيئة تقدمت بطلب عبر دائرتها القانونية لـ “لجنة الافراج المبكر” التابعة لإدارة السجون، بضرورة الافراج عن الأسير نتيجة صعوبة حالته الصحية، مشيرا إلى أنه تم السماح لعائلته من أجل زيارته داخل المستشفى خلال الأيام المقبلة.

وحمّلت الهيئة الاحتلال وإدارة السجون المسؤولية الكاملة عن صحة الأسير مسالمة، وجمال عمرو وباقي الأسرى المرضى خاصة وأن 4 شهداء قد ارتقوا خلال العام الماضي، نتيجة الاهمال والاستهتار الطبي بحقهم، مطالبا المؤسسات الحقوقية والانسانية بالتدخل للإفراج العاجل عنهم.

ويقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي نحو 5 آلاف أسير فلسطيني، يتم احتجازهم في 30 من السجون ومراكز التحقيق الإسرائيلية، وبينهم ما لا يقل عن 700 أسير مريض، ومنهم 200 مصاب بأمراض مزمنة أو أورام سرطانية. وفق إحصائية نادي الأسير الفلسطيني.

وكان آخر شهداء الحركة الأسيرة الأسير المحرر محمد عيادة صلاح الدين 20 عاماً، من بلدة حزما شرق القدس المحتلة، الذي استشهد قبل أيام بعد صراع مع مرض السرطان، الذي أصيب به في سجون الاحتلال الإسرائيلي.