حرب الإبادة: مجازر مستمرة في قطاع غزة وسط تحركات لجيش الاحتلال في المدينة

وخلّفت هذه الإبادة 65 ألف شهيد، و165 ألفا و312 مصابا من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 428 فلسطينيا بينهم 146 طفلا.

متابعات – مصدر الإخبارية

قتل الجيش الإسرائيلي، منذ فجر الجمعة، 17 فلسطينيا بينهم 3 أطفال في هجمات على قطاع غزة، تزامنا مع تفجير مبان سكنية بروبوتات مفخخة شمال وجنوب مدينة غزة.

يأتي ذلك مع استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الجيش الإسرائيلي منذ نحو عامين على القطاع، ومساعيه لإعادة احتلال مدينة غزة وتهجير الفلسطينيين منها.

وحسب شهود عيان ومصادر طبية، استهدفت الهجمات الإسرائيلية خيام نازحين، إضافة إلى تجمعات للمواطنين في عدة مناطق من القطاع.

وفي أحدث الهجمات، استشهد فلسطينيان من طالبي المساعدات برصاص الجيش الإسرائيلي قرب مركز التوزيع في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، فيما قُتل ثالث في قصف إسرائيلي على بلدة القرارة شمال غرب المدينة.

كما استشهد فلسطينيان وأٌصيب 9 آخرين في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا مدنيا في حي الصبرة جنوب شرقي مدينة غزة، وقتل فلسطيني ثالث في قصف استهدف منزلا لعائلة شرف في مخيم الشاطئ غربي المدينة.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية في بيان، بإصابة اثنين من مسعفيها وهما “أكرم الأستاذ وجهاد عوض”، جراء قنبلة أطلقتها مسيرة إسرائيلية من نوع “كواد كابتر” في محيط مستشفى القدس بحي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة.

وقبل ذلك، استشهد 11 فلسطينيا في قصف إسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع.

وفي وسط القطاع، أفادت المصادر الطبية باستشهاد 7 فلسطينيين في هجمات متفرقة.

ففي مخيم النصيرات، استشهد 5 فلسطينيين بينهم طفل في قصف إسرائيلي استهدف جامعي حطب شمالا، كما استشهد فلسطيني وأُصيب آخر بقصف إسرائيلي استهدف تجمعا مدنيا قرب مفترق أبو صرار.

كما استشهد فلسطيني وأصيب آخر في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا مدنيا في شارع العزايزة بمدينة دير البلح.

وفي شمالي القطاع، قالت المصادر الطبية إن الجيش الإسرائيلي قتل فلسطينيين اثنين وأصاب آخرين في هجمات متفرقة تركزت على أحياء مدينة غزة.

ففي الأحياء الشمالية الغربية من مدينة غزة، استشهد فلسطينيان في قصف إسرائيلي متفرق استهدف أبراج الفيروز ومخيم الشاطئ.

كما أصيب عدد من الفلسطينيين بقصف إسرائيلي استهدف خيمة قرب مسجد التوحيد في مخيم الشاطئ، وبقصف مدفعي استهدف محيط مفترق السوسي.

وفجرا، نسف الجيش الإسرائيلي عددا من العربات المفخخة “الروبوتات” في المباني والمنشآت بمحيط منطقة المخابرات شمال غرب مدينة غزة، وحي تل الهوى جنوب غربي المدينة.

وأسفرت الهجمات الإسرائيلية على مناطق جنوبي القطاع عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين، وفق ما أوردته المصادر الطبية.

ففي مدينة خان يونس، استشهد طفلان فلسطينيان شقيقان وأصيب آخرون في قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غربا.

وفي مدينة رفح، أُصيب عدد من الفلسطينيين من منتظري المساعدات برصاص إسرائيلي قرب مركز توزيع في محيط منطقة الشاكوش (شمال غرب).

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، باشرت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي آلية لتوزيع المساعدات بواسطة “مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية” التي يطلق عليها الفلسطينيون اسم “مصائد الموت”، وهي مرفوضة أمميا.

وعمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف منتظري المساعدات في أماكن التوزيع، موقعا آلافا منهم بين شهيد وجريح.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل إبادة جماعية بقطاع غزة بدعم أمريكي، ما أسفر عن استشهاد 65 ألفا و141 فلسطينيا وإصابة 165 ألفا و925 آخرين، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف ومجاعة أزهقت أرواح 435 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.

احتلال مدينة غزة وتحركات جيش الاحتلال

ويواصل الجيش الإسرائيلي انتشاره بريا في عدة محاور رئيسية بمدينة غزة، مع استمراره بقصف وتفجير المباني والمنشآت السكنية في تلك المناطق، ضمن مساعيه لإعادة احتلال المدينة وتهجير الفلسطينيين منها.

جاء ذلك وفق شهادات حصلت عليها وكالة الأناضول من شهود عيان وطواقم إسعاف ومصادر محلية.

في محور الشمال، تتواجد آليات الجيش التي رُصدت مساء الأربعاء، في محيط مفترق “الصاروخ” في تقاطع شارعي الجلاء والصفطاوي، حيث تطلق النار بين الفينة والأخرى صوب منازل المواطنين.

ومن محور شمال الشرق، يتواجد الجيش الإسرائيلي في المدارس الموجودة في محيط منطقة بركة حي الشيخ رضوان، ويعكف على زراعة العربات المُفخخة في المناطق السكنية المحيطة لتفجيرها.

وأما في محور شمال الغرب، تتواجد آليات الجيش في محيط حي الكرامة، فيما يشهد محيط أحياء منطقتي المخابرات وأبراج المقوسي منذ عدة أيام قصفا مدفعيا متواصلا وتفجيرا للمنازل والمنشآت السكنية.

وفي محور جنوب الغرب، فإن آليات الجيش الإسرائيلي تتواجد قرب مفترق الدحدوح في “شارع 8” ومحيط الكلية الجامعية، حيث تطلق نيرانها باتجاه دوار الخور في حي تل الهوى.

وفي الساعات الأخيرة، فجر الجيش الإسرائيلي نحو 5 عربات مُفخخة في أحياء تل الهوى.

وفي محور الشرق، ما زال الجيش الإسرائيلي يفجر ويدمر المباني السكنية في أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح.

وفي محور جنوب الشرق، تقدم الجيش الإسرائيلي خلال الأسابيع القليلة الماضية باتجاه حي الصبرة.

ومساء الأربعاء، رُصد تقدم لآليات إسرائيلية ثقيلة بينها دبابات بمناطق جديدة في أحياء شمال غرب مدينة غزة.

وخلال عملية “عربات جدعون 1” التي انتهت أوائل أغسطس/ آب الماضي، تمركزت آليات إسرائيلية ثقيلة بينها دبابات وحفارات في عدة محاور، منها شمال مدينة غزة، شمال شرق حي الشيخ رضوان وشرق منطقة البركة، ومنطقة جباليا النزلة، وفي الأحياء الشرقية من المدينة: التفاح والزيتون والشجاعية.

هذه التوغلات في الأحياء الشرقية، أجبرت الفلسطينيين في تلك المناطق على النزوح والتكدس في الأحياء الغربية للمدينة، التي شهدت في فترات لاحقة عمليات قصف واسعة ومكثفة لتهجيرهم قسريا نحو جنوب القطاع.

والثلاثاء، قال الجيش إنه شرع في “عملية برية واسعة” في أرجاء مدينة غزة، بمشاركة قوات نظامية واحتياطية من الفرق 98 و162 و36، لكن لم يُلاحظ وفق شواهد ميدانية ومصادر محلية توغل بري فعلي سوى مساء اليوم الأربعاء.

وفي 8 أغسطس/آب الماضي، أقرت الحكومة الإسرائيلية خطة طرحها رئيسها بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل تدريجيا، بدءا بمدينة غزة، التي يسكنها نحو مليون فلسطيني.

وبدأ الجيش في 11 أغسطس، الهجوم على المدينة انطلاقا من حي الزيتون (جنوب شرق)، في عملية أطلق عليها لاحقا “عربات جدعون 2″، وتخلل الهجوم نسف منازل باستخدام روبوتات مفخخة، وقصف مدفعي، وإطلاق نار عشوائي، وتهجير قسري.