وأشارت المصادر إلى أن المبنى المهدد بالقصف محاط بعدد من المدارس والمباني السكنية، التي يحاول سكانها إخلاءها، وسط زحمة سير كبيرة أدت إلى توقف السير في شوارع الضاحية.

ونشرت وزارة التربية اللبنانية بيانا بتعطيل وإخلاء المدارس والمجمعات التربوية في الضاحية ومحيطها.

وقالت في بيان “نظرا للتهديدات الإسرائيلية المعادية لمنطقة الضاحية الجنوبية ومنطقة الحدث، قررت وزيرة التربية والتعليم العالي دعوة مديري المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية والخاصة الواقعة في هذه المناطق، ومجمع الرئيس رفيق الحريري الجامعي في الحدث، إلى تعطيلها اليوم وإخلائها من المتعلمين والمعلمين والإداريين، وتوخي الحذر في نقل الأولاد حفاظا على سلامة الجميع”.

وفي وقت لاحق،  قالت وسائل الاعلام إن مسيرة إسرائيلية قصفت المبنى المهدد في الضاحية.

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، رصد صاروخين أطلقا من لبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وذلك على وقع تصاعد التوترات إثر استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان: “رصدنا إطلاق صاروخين من لبنان باتجاه كريات شمونة ومحيطها”، موضحا أن “الدفاعات الجوية اعترضت صاروخا أطلق من لبنان، وسقوط ثان داخل الأراضي اللبنانية”.

ونفى حزب الله في بيان مسؤوليته عن إطلاق صواريخ من لبنان، مشدد على أنه “ملتزم باتفاق وقف إطلاق النار” الذي أبرم في تشرين الأول /نوفمبر الماضي.

ونقل البيان عن مصدر مسؤول بالحزب، لم تتم تسميته، نفيه “أي علاقة لحزب الله بالصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان ‏اليوم باتجاه شمال فلسطين المحتلة”.

واعتبر المصدر أن الادعاءات الإسرائيلية “تأتي في سياق افتعال ذرائع مشبوهة ‏لاستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان”، حسب وكالة الأناضول.

في المقابل، شدد وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس على أن “الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية المباشرة عن كل عملية إطلاق باتجاه الجليل”.

وقال في تصريحات نقلتها وسائل إعلام عبرية؛ إنه “في حال لم ينعم سكان كريات شمونة والجليل بالهدوء، فلن يكون هناك هدوء في بيروت”، معتبرا أن “حكم كريات شمونة كحكم بيروت”.

وأضاف كاتس أن دولة الاحتلال الإسرائيلي “لن تسمح بالعودة إلى واقع 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وستعمل على ضمان أمن سكان الجليل، وستعمل بكل قوة ضد أي تهديد”، حسب تعبيره.

يأتي ذلك على وقع تواصل الهجمات الإسرائيلي على مناطق وأهداف مختلفة من جنوب لبنان، في انتهاك متواصل لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العام الماضي.

شن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، غارة على مركبة في بلدة يحمر الشقيف جنوب لبنان؛ ما أسفر عن سقوط 3 شهداء، حسب بيان صادر عن وزارة الصحة اللبنانية.

والخميس، أسفرت هجمات الاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان عن استشهاد 6 أشخاص على الأقل، وإصابة اثنين آخرين بجروح مختلفة، حسب وزارة الصحة اللبنانية.

ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2024 في لبنان، ارتكبت دولة الاحتلال أكثر من 1091 خرقا له، ما خلف 84 شهيدا و284 جريحا على الأقل، بحسب بيانات رسمية.

ووفقا لاتفاق وقف إطلاق النار، فإنه كان يتعين على قوات الاحتلال أن تستكمل انسحابها الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 كانون الثاني/ يناير الماضي، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 شباط/ فبراير الماضي.

وواصلت حكومة الاحتلال المماطلة بالإبقاء على وجودها في خمس تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول الخط الأزرق، رغم مضي فترة تمديد المهلة، وذلك دون أن تعلن حتى الساعة عن موعد رسمي للانسحاب منها.

وبحسب وكالة الأناضول، فإن دولة الاحتلال الإسرائيلية شرعت مؤخرا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل أراضي لبنان.