نترات الأمونيوم المادة التي أشعلت قلب بيروت فما هذه ؟
وقع انفجار هائل أمس الثلاثاء بالقرب من وسط بيروت أدى إلى مقتل العشرات وإصابة الآلاف، ووفقا لتصريحات رسمية، فإن الانفجار نجم عن انفجار شحنة من نترات الأمونيوم تقدّر بنحو 2750 طنا، موجودة منذ 6 سنوات في مستودع من دون إجراءات وقائية، فما هذه المادة؟ وما آثارها الصحية؟ وما الإسعافات الأولية منها؟
ونترات الأمونيوم مادة قابلة للاشتعال في ظروف معينة، وكانت إحدى المواد التي استخدمت في انفجار وقع في أوكلاهوما سيتي بالولايات المتحدة، عام 1995وتسبب في سقوط 168 قتيلا.
وفي عام 2013، حدث انفجار في مصنع للأسمدة بمنطقة وست في ولاية تكساس، وخلف 14 قتيلا وما يقرب من 200 مصاب، وتوصل المحققون إلى أنه نجم عن نترات الأمونيوم.
ما هذه المادة؟
نترات الأمونيوم (Ammonium nitrate) هي مادة كيميائية متاحة تجاريا بشكل مادة صلبة بلورية عديمة اللون، تستخدم في عدة أغراض، وذلك وفقا للمكتبة الوطنية للطب بالولايات المتحدة، المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية.
والصيغة الجزيئية لنترات الأمونيوم هي “NH4NO3″، وهي قابلة للذوبان في الماء، ولا تحترق بسهولة، ولكنها تحترق بشكل أسهل إذا كانت ملوثة بمواد قابلة للاشتعال، وعند احتراقها، فإن مادة نترات الأمونيوم تنتج أكاسيد النيتروجين السامة.
وتستخدم نترات الأمونيوم في صنع الأسمدة والمتفجرات، وإنتاج المضادات الحيوية والخميرة، وتدخل أيضا في صناعة أعواد الثقاب والألعاب النارية.
لماذا يجب أن لا نهلع من غازات انفجار “نترات الأمونيوم”؟
قد تكون الغازات المنبعثة من انفجار مادة نترات الأمونيوم، والمصطبغة باللون الأصفر، خطيرة في حال تنشقها بشكل كبير، لكن مع ذلك لا يمكن عدها “غازات سامة” بأي شكل، بحسب أستاذ الكيمياء في الجامعة اللبنانية داوود نوفل.
وتتفاعل “نترات الأمونيوم” على حرارة تبلغ 200 درجة مئوية، لينبعث منها “النيتروجن”، وهي غازات ملوثة تصدر عادة من عوادم السيارات والمصانع بشكل يومي، لكن ما يجعلها أكثر ضرراً -كما في حالة انفجار بيروت اليوم- هو حجم الغازات المنبعث في زمن قصير، الأمر الذي قد يسبب صداعاً أو ضيق نفس أو وجع في الحلق أو سعال، إلا أن ذلك لن يؤدي إلى تشوهات خلقية أو إلى مشاكل مزمنة، كما يجري الترويج بشكل خاطئ.
غاز “النيتروجين” سيتبدد مع الوقت في الهواء، وسيتفاعل مع رطوبة الهواء، ليتحول إلى “حمض النيتريك”، الذي قد يتسبب بأضرار للمزروعات والسيارات في ما يعرف بالمطر الحمضي