غلاء الأسعار.. حروب الغزيين اليومية في محاولة توفير لقمة العيش

خاص- مصدر الإخبارية

بصدمةٍ وذهول تتابع خولة سالم غلاء الأسعار في أسواق دير البلح، سيما الخضروات والسلع الأساسية وسط قطاع غزة، قائلة: “الأسعار مش طبيعية لو معنا مال قارون كله مش حتكون بهاد الشكل”.

حالة من السخط

وتضيف الأربعينية التي نزحت من مخيم جباليا شمال غزة منذ شهر تشرين الثاني (نوفمبر) ساخطًة أنّ الأسعار مرتفعة جدًا ولا نستطيع توفيرها خاصة أن زوجي وأولادي باتوا عاطلين عن العمل.

وتشير إلى أنّها كل أسبوع تتجول في سوق البلد نعبر عن صدمتنا به، فكيلو الملوخية أصبح ب30 شيكلًا، والليمون ب25 شيكلًا، وكيلو الخيار ب10 شيكل، مردفًة أنّ الكيلو الواحد لا يكفي لعائلتي ولكن اضطر للشراء بأكثر من كيلو حتى يكفي أسبوع على الأقل.

وتبين خولة أنّ أسعار الخضروات كانت معقولة جدًا، ولكن بعد نزوح الآلاف ارتفعت الأسعار بشكلٍ جنوني، لافتًة إلى أن الخضار لا غنى عنها ولا نستطيع العيشَ بدونها.

وتُؤكّد أنّ عدم مراقبة الأسعار من قبل الجهات الحكومية هو ما زاد من ارتفاعها، داعيًة إلى الوقوف بشكل فوري أمام هذه الكارثة التي حلّت على المواطنين.

وكما خولة سالم، فالحاج سعيد أبو شقفة يُعاني أيضًا من ارتفاع أسعار الخضروات التي أرهقت جيوبه، خاصةً أنه لا يوجد حلًا آخر عنها.

لا بديل سوى الشراء

يقول أبو شقفة (65 عامًا) ل”شبكة مصدر الإخبارية”: “في الأسبوع الواحد صار السوق يكلفني 1000 شيكل لشراء الطعام والمستلزمات الضرورية لعيلتي وهذا أمر غير طبيعي، فكنت في الأيام العادية أتذمر عشان السوق يكلفني 300 شيكل، فكانت هذه الأيام الماضية جنة بالنسبة للي بنعيشه بالحرب.

فالحاج الستيني نزح برفقة عائلته من منطقة النصر غرب قطاع غزة في أواخر أكتوبر 2023 إلى الزوايدة وسط القطاع، بعد تهديد الاحتلال بتنفيذ اجتياح بري وإرغامهم على النزوح إلى الشمال.

ويتابع أنّ لا خيار له سوى الشراء، ولكن ما يثير الغضب هو رفض البائع التنازل عن شيكل واحد، منوهًا إلى أنّه يضطر لأكل المعلبات التي يستلمها من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” أو شرائها من السوق.

ويُطالب أبو شقفة بوقفة جدية مع المواطن واتخاذ قرارات صارمة في من يرفع الأسعار خاصة وأن نصف المتواجد في الأسواق مساعدات التي كانت من المفترض تكون لنا بشكلٍ مجاني.

الجميع يدفع الثمن

يقول بائع الخضروات محمود الطهراوي، إنّه يتابع بكل ثانية ردود فعل الناس سواء من تعابير وجوههم أو كلماتهم ومنهم من يدعي على نفسه بالموت بسبب عدم قدرتهم على الشراء، فالبعض يضطر لشراء أقل كمية من الخضار لسد احتياجاته.

ويؤكّد الطهراوي ل”شبكة مصدر الإخبارية” أنّ ارتفاع الأسعار لم نحددها نحن، بل حسب توفر الخضروات لعدم قدرة المزراعين الذهاب إلى أراضيهم، خوفًا من استهدافهم من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ويضيف: “الوضع صعب جدًا على الجميع ولا أحد ينجو من هذه الأسعار فالبائع والمستهلك يدفعون الثمن، فتخيل أن يصل سعر كيلو السوق إلى 70 شيكلًا وصار لالي 4 أشهر لم أتذوقه حتى اللحظة”.

ويعرب محمود عن أمله بأنّ يسمح الاحتلال بعودة المزراعين لأراضيهم، لتوفير الخضروات في الأسواق لتعود الأسعار إلى طبيعتها.

اقرأ/ي أيضاً: مجزرة الطحين.. دقيق معجون بدمِ الشهداء