بصمات إسرائيل موجودة في جميع أنحاء التطهير العرقي في ناجورنو كاراباخ

وكالات- مصدر الإخبارية
لا يزال الأرمن الذين فروا بأعداد كبيرة من ناجورنو كاراباخ يتذكرون السنوات الأولى بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، عندما عانى مجتمعهم من الحرب والمذابح الجماعية، لكنهم يتذكرون أيضًا التاريخ البعيد للإبادة الجماعية التي ارتكبتها الإمبراطورية العثمانية ضد مواطنيهم.
وبالتالي، فإنهم غير راغبين عن حق في الاعتماد على رحمة أجهزة الأمن الأذربيجانية، التي لم تتردد في السنوات الأخيرة في مهاجمة المدنيين الأرمن والأهداف المدنية وارتكاب جرائم حرب في ناغورنو كاراباخ.
وبحسب صحيفة “هآرتس” العبرية، فإنه ابتداءً من العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، ساعدت إسرائيل أذربيجان على ارتكاب جرائم حرب وهزيمة الأرمن في ناغورنو كاراباخ. تتمتع إسرائيل بعلاقة استراتيجية مع الأذربيجانيين تشمل صفقات أسلحة بمليارات الدولارات، نابعة من حرب إسرائيل ضد إيران وحقيقة أنها تشتري جزءاً كبيراً من النفط الذي تحتاجه من أذربيجان.
وفي الماضي، ظلت العلاقات الأمنية بين البلدين سرية، لكن في السنوات الأخيرة، عرضت أذربيجان بفخر أسلحة إسرائيلية متقدمة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات الانتحارية بدون طيار، في عروضها العسكرية.
وكشفت أيضاً عن وجود مصنع ينتج طائرات بدون طيار انتحارية إسرائيلية على الأراضي الأذربيجانية، وأصدرت مرة أخرى مقاطع فيديو رسمية تظهر فيها قواتها وهي تستخدم الأسلحة الإسرائيلية.
في 6 آذار (مارس)، ذكرت صحيفة هآرتس أنه خلال السنوات السبع الماضية، هبطت 92 طائرة شحن أذربيجانية في قاعدة عوفدا الجوية – المطار الوحيد الذي يمكن تصدير المتفجرات منه.
وبالإضافة إلى ذلك فقد تم توثيق طائرة انتحارية إسرائيلية بدون طيار وهي تهاجم بطارية مضادة للدبابات في أرمينيا نفسها. وذكرت صحيفة هآرتس أيضاً أن الصحفيين ونشطاء المعارضة الأذريين قد تم استهدافهم للمراقبة باستخدام برنامج التجسس Pegasus التابع لشركة NSO.
طوال هذه الفترة، لم تكتف إسرائيل بتزويد أذربيجان بالأسلحة. كما أنها ساعدتها على تشويه التاريخ. خلال الإجراءات القانونية في عام 2020، اعترفت وزارة الخارجية بأن رفض إسرائيل الاعتراف بالإبادة الجماعية للأرمن ينبع جزئياً من علاقتها مع الحكومة الأذرية.
وفي الوقت نفسه، تساعد إسرائيل أيضاً الحملة التي تشنها أذربيجان من أجل الاعتراف الدولي بـ “الإبادة الجماعية في خوجالي”، التي يُزعم أن الأرمن ارتكبوها ضد الأذريين.
لا شك أن هناك روايات متضاربة حول ما حدث في معركة خوجالي خلال حرب ناجورنو كاراباخ الأولى في عام 1992.
ولكن هناك شيء واحد يتفق عليه المجتمع الدولي فيما يتعلق بهذه القضية، وهو أنه لم تحدث أي إبادة جماعية هناك، وفقاً للتعريف المقبول لحرب ناجورنو كاراباخ.
ما يحدث في ناجورنو كاراباخ ليس أول حالة تطهير عرقي تحمل بصمات إسرائيل عليها، إن اضطهاد الروهينجا في ميانمار والمسلمين خلال حرب البوسنة ليس سوى مثالين من بين أمثلة كثيرة.
وينبغي على إسرائيل أن تفهم من تاريخ الشعب اليهودي أنه عندما تخلط كميات هائلة من الأسلحة مع تشويه للتاريخ، فإن ذلك يؤدي إلى كارثة.