كيف تناول الإعلام العبري لقاء المنقوش وكوهين؟

القدس المحتلة- مصدر الإخبارية:

عقبت وسائل اعلام عبرية على نبأ لقاء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، وما نتج عنه من عاصفة سياسية في ليبيا، وإقالة للوزيرة من رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، وهروبها إلى تركيا.

وقال موقع واللا العبري إن “وزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، أُقيلت من منصبها، على خلفية تسريب اللقاء بينها وبين وزير الخارجية إيلي كوهين، رغم أنها شاركت به نيابة عن رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة”.

وأشار الموقع إلى أن “الدبيبة وافق على اللقاء خلال لقاءه رئيس وزراء إيطاليا الشهر الماضي مقابل تشغيل خط طيران من طرابلس إلى روما”.

من جانبه، قال الصحفي الإسرائيلي ايهود يعاري في مقال نشرته القناة 12 العبرية إن “وزير الخارجية الإسرائيلي الموهوب إيلي كوهين يترك الخراب والدمار أيمنا توجه”.

وأضاف يعاري أن “رغبته في الشهرة وميله إلى التسريب يدفعانه إلى تفضيل ما يبدو له أنه مصلحته الشخصية على مصلحة دولة إسرائيل، وهو ما حدث أخيراً من لقاء مع وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش”.

وأشار يعاري إلى أنه “نتيجة لنشر كوهين، اندلعت المظاهرات في العديد من المدن في ليبيا، وسارع رئيس الوزراء عبد الحميد دبيبة، في غرب ليبيا، إلى الإدانة، ودفع المنقوش المؤسف على متن طائرة خاصة إلى الهروب إلى تركيا”.

وتابع: “كل التوفيق لك إيلي كوهين، لقد تمكنتم من إقالة وزيرة خارجية عربية لم يرفع اجتماعها معها شيئاً على أية حال، لقد خدعت المرأة التي تحدثت إليها وكسرت جميع قواعد التقدير المتوقعة منك، وما سيعتقده الإيطاليون عنك هو شأن خاص بهم، ومن المحتمل أن يعلنوا ذلك للعامة”.

ولفت إلى أنه يتوجب التذكير أن ليبيا تسيطر عليها فعليا الميليشيات المسلحة التي تسيطر على صادرات النفط الرئيسية، وأن الحكومتين المنفصلتين في بنغازي وطرابلس بقيادة الدبيبة والجنرال حفتر ليسا على الإطلاق في وضع يمكنهما فيه النظر في أي تقدم نحو التطبيع مع إسرائيل”.

وأردف: “من الجميل جدًا أن تجلس مع وزيرة الخارجية، وهي امرأة لطيفة ولكن غير فعالة، وتريد أن تتصدر عناوين الأخبار بنفسك. ما الذي يهمك أن السيدة طُردت وهربت؟”.

وتسائل: “ماذا عن رئيس الوزراء؟ كان بنيامين نتنياهو يعلم مسبقا أن إيلي كوهين لا يصلح لمنصب وزير الخارجية. لقد مر أقل من عام قبل أن يصبح مزحة في أروقة وزارة الخارجية. عندما نشرنا عمودا هنا حول مقاله السخيف في صحيفة وول ستريت جورنال، والذي دعا فيه إلى سوء فهم كامل لتبني “النموذج الكوري” في الشرق الأوسط، تلقينا عشرات الردود من كبار الدبلوماسيين في الخدمة الخارجية الذين كانوا سعداء بالدبوس الذي علقناه في البالون”.

ونبه إلى أن “نتنياهو يرى ويسمع عن مآثر إيلي كوهين في بلدان حساسة ومهمة مثل أذربيجان والسودان وغيرها، كان بإمكانه على الأقل أن يأمره بالبقاء في إسرائيل ووقف الرحلات الجوية التي لا نهاية لها في جميع أنحاء العالم.”

واكد أن “نتنياهو لا يهتم بذلك، وسوف تستمر الآفة المتسلسلة في حد ذاتها، والتطبيع مع ليبيا؟ لقد تم الآن تأجيل فرصة الوصول إليه”.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، الاثنين، تفاصيل بيان صادر عن مكتب وزيرة الخارجية الليبية الموقوفة عن العمل، نجلاء المنقوش، عقب العاصفة التي أثيرت على خلفية لقاءها بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين.

وبحسب البيان المنقول على موقع الصحيفة فإن “الاجتماع جرى بموافقة رئيس مجلس الوزراء عبد الحميد الدبيبة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “الوزيرة المنقوش فرت إلى مدينة إسطنبول التركية”.

ولفتت الصحيفة عن بيان مكتب المنقوش، إلى أنها ” تملك وثائق كثيرة في حوزتها، ولن توافق على أن تكون الضحية في القصة التي استجابت فيها لطلب الدبيبة في عقد اللقاء”.

وأكد البيان أن “الدبيبة طلب من المنقوش إصدار بيان يفيد بأن اللقاء كان عرضياً تجنباً لإحراج نفسه، وبعد ذلك قام بوقفها عن مهامها”.

من جانبه، قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاسرائيلية إن قرار نشر اللقاء اتخذ من الجانبين.

وبحسب قوله فإن “الاجتماع كان تاريخياً ومهم ويخدم المصلحة الليبية في الحصول على اعتراف الغرب”.

وأشار إلى أنه “قد تمت الموافقة على الاجتماع من قبل كبار المسؤولين في ليبيا وكان من المفترض نشر بيان حوله”.

وعقد الاجتماع السري الذي أدى إلى ردود فعل غاضبة واحتجاجات في ليبيا الأسبوع الماضي، وكان أول اجتماع على الإطلاق بين وزيري خارجية البلدين.

واستنكر حزب العدالة والبناء الليبي، مساء أمس الأحد، ما نقلته وسائل اعلام عبرية عن لقاء وزيرة الخارجية الليلة نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي ايلي كوهين.

وطالبت الحزب في بيان، رئيس الحكومة الليبية بإقالة الوزيرة المنقوش فورًا من منصبها لإقدامها على هذا اللقاء المشبوه.

وأكد أن “اللقاء خطوة مسيئة لمشاعر جميع الليبيين وتقتضي إيضاحًا وافيًا في وسائل الإعلام، وتمثل خطًا أحمر يجب عدم المساس به”.

وكان كوهين قد أعلن عن لقاءه بالمنقوش في إيطاليا في اجتماع هو الأول من نوعه على مستوى البلدين بهدف بحث إمكانية التعاون وبناء العلاقات والحفاظ على التراث اليهودي الليبي.

وقال كوهين في بيان إن “الاجتماع خطوة أولى بالعلاقات بين إسرائيل وليبيا”. مشيراً إلى أن الموقع الاستراتيجي لليبيا يمنحها أهمية بالغة.

وأشار على أن “الاجتماع بحث الإمكانيات الكبيرة للبلدين، وضرورة الحفاظ على تراث يهود ليبيا وترميم الكنائس والمقابر اليهودية”.

اقرأ أيضاً: ليبيا وتونس تتوصلان إلى اتفاق بسأن أزمة المهاجرين العالقين بين حدودهما