ما خيارات جيش الاحتلال لوقف عمليات الضفة؟

صلاح أبو حنيدق- خاص شبكة مصدر الإخبارية:

في الوقت الذي تتعالي الأصوات في إسرائيل، للذهاب إلى خيارات أقسى وأبعد لكبح جماح عمليات المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية من خلال توجيه ضربة قاسية إلى حركة حماس في قطاع غزة، أو حزب الله في لبنان، ووكلاء إيران في سوريا، يستبعد محللون وخبراء في الشأن الإسرائيلي إقدام تل أبيب على مثل هذه الخطوات.

وخول المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية” الكابينيت”، أمس الثلاثاء، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يؤاف غالانت باستهداف المقاومين الفلسطينيين ومرسليهم.

ويقول المحللون والخبراء، إن الاحتلال الإسرائيلي لا يمكنه حالياً فتح جبهات جديدة خارج الضفة الغربية، لأن ذلك سيفتح الباب واسعاً أمام مواجهة عسكرية كبيرة، لا تتلاءم مع الانقسام الداخلي في إسرائيل، وقدرة الجيش على تحقيق ردع حقيقي.

ويرى المحلل سامر عنبتاوي أن “جميع التهديدات الإسرائيلية بنقل العمليات إلى خارج الضفة يأتي فقط في إطار محاولة إرضاء الجمهور الداخلي في ظل تصاعد المقاومة، والتلويح باستعمال القوة”.

ويقول عنبتاوي في تصريح خاص لشبكة مصدر الإخبارية إن “جيش الاحتلال يفقد قوة الردع تدريجياً سواء في التعامل مع الضفة الفلسطينية أو جبهتي غزة ولبنان”.

ويضيف عنبتاوي أن “الجيش يعاني أيضاً من حالة ترهل داخلي وتراجع في الثقة بفتح الجبهات منذ حرب تموز 2006 وما تلاها من حروب مع غزة، كونه فشل في فرض أي شروط، أو تحقيق أهداف، وفي كل مرة كانت تخرج المقاومة أقوى من قبل”.

ويشير إلى أن “الاحتلال يعي أنه لا يستطيع فتح أي جبهة خاصة في ظل تكتيك محور المقاومة الجديدة بأن فتح أي جبهة بشكل جدي سيعني إشعال كل الجبهات وصولاً إلى حرب إقليمية”.

وينوه إلى أن “غضب قادة الاحتلال يتزايد نتيجة الفضل كذلك في وقف عمليات الضفة رغم كل الإجراءات الأمنية والدفع بكتائب الجيش إلى نقاط الاحتكاك”.

ويلفت إلى أن “الاحتلال يواجه مشكلة في التعامل زمانياً ومكانيا مع العمليات في الضفة ومع نوعيتها، خاصة وأن من يقومون بها غير معروفين لدى أجهزة أمنه، ويعتمدون على سرية العمل وأساليب جديدة في التكتيكات”.

ويؤكد أن “قادة الاحتلال عندما يقولون سنتعامل بقوة يقصدون فرض العقوبات الجماعية والضغط على الحاضنة الشعبية عبر الاغلاقات والاجتياحات وهدم البيوت والاعتقالات”.

من جانبه، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي حسن لافي، إن ما نتج عن مخرجات اجتماع الكابينيت، وما تلاها من تهديدات ما هو إلا إبراز للأزمة السياسية والأمنية في إسرائيل.

وأضاف لافي، في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “اسرائيل لا تمتلك استراتيجية متكاملة وشاملة لإدارة التحديات الامنية خاصة في الضفة الغربية”.

وأشار إلى أن الدعوة لتنفيذ عمليات عسكرية لمواجهة تنامي المقاومة في الضفة يأتي للخروج من زاوية الفشل المتهم بها الجيش والأمن، من قبل الجمهور الإسرائيلي والمستوطنين.

وأكد أن “جميع الأدوات التي استخدمها الجيش على مدار العاميين الماضيين من اغتيالات وحروب وعمليات واسعة كان أخرها البيت والحديقة في مخيم جنين لم تحقق أي نتائج ولم تحد من عمليات المقاومة، بل على النقيض فإنها تتوسع وتتزايد”.

وشدد لافي على أن تنفيذ عمليات اغتيال أيضاً ولو كانت لقيادات الخارج على الرغم من حساسية الجغرافيا فلن يغير شيئاً من الأوضاع الأمنية في الضفة، وستمنح فقط نتنياهو شعبية قليلة سرعان ما ستتلاشى فور تنفيذ عملية فدائية جديدة.