المصطلحات ودلالاتها

بقلم-
آن الأوان للتدقيق في عديد المصطلحات المتداولة التي روجها الغرب الاستعماري وبدأنا نرددها نحن الفلسطينيين والعرب دون تفكير .
فمصطلح العلمانية الذي يرتكز أساسا على مبدأ الفصل بين الدين والدولة، يتم استخدامه تجاوزا لوصف الحركة الصهيونية الأشكنازية التي تأسست على فكرة إقامة وطن قومي حصري لأتباع الديانة اليهودية .
ومصطلح الديموقراطية الذي يرتكز على مبدأ تساوي المواطنين أمام القانون أطلق على النظام الصهيوني العنصري منذ إنشاء إسرائيل عام 1948، رغم استثناء مواطني إسرائيل الفلسطينيين الأصليين/غير اليهود/ ووجود منظومة قانونية عنصرية تمييزية ضدهم،تضم أكثر من سبعين قانون يقيد حقوقهم في كافة المجالات.
يوفر الصراع الإسرائيلي الداخلي المحتدم حاليا – تحت شعار إنقاذ إسرائيل العلمانية والديموقراطية – من الخطر الذي يمثله اليمين القومي الديني الذي بات يسيطر على مراكز صنع القرار الإسرائيلي فرصة غير مسبوقة، لقوى التحرر الفلسطينية والعربية واليهودية والعالمية للمراجعة وإعادة تعريف المصطلحات وفقا للمعايير العلمية والموضوعية، وليس الاعتبارات السياسية التي تمليها مصالح الطبقة السياسية الأشكنازية الإسرائيلية وحماتها الأمريكيين والأوروبيين وأتباعهم.
ولعل الأوان قد آن لصحوة اليهود الشرقيين/ السفارديم والمزراحيين / لإدراك حقيقة أنهم مثل الشعب الفلسطيني، ضحايا ذات المشروع الاستعماري الاستيطاني الغربي الصهيوني في فلسطين- الذي وظّف الدين اليهودي لاقتلاعهم من أوطانهم الأصلية التي عاشوا فيها قرونا طويلة بتساوٍ تام مع شعوبها العربية – الإسلامية ، وشكلوا جزءا أصيلا من نسيجها المجتمعي المتعدد الأعراق والاثنيات والعقائد والأديان والطوائف- لتحقيق المشروع الخاص للإمبريالية اليهوديه الأشكنازية في احتكار تمثيل يهود العالم ، عبر منع اندماجهم في مجتمعاتهم الأصلية، وإيجاد مركز جغرافي استيطاني حصري لليهود من مختلف الأعراق والقوميات في فلسطين فوق أنقاض الشعب الفلسطيني الأصيل/ يهودا ومسيحيين ومسلمين / ،يمكنها من الشراكة مع القوى الإمبريالية العالمية، والتحالف معها في تنفيذ المشروع الإمبريالي العام للسيطرة على عموم المنطقة العربية الإسلامية الممتدة .
وربما بات عليهم إدراك حقيقة أنهم بالنسبة للحركة الصهيونية الغربية /الأشكنازية / ولعموم الإمبريالية العالمية، ليسوا سوى أدوات لتنفيذ دور وظيفي محدد، اقتضاه بداية حاجة المشروع الصهيوني للديموغرافيا اليهودية في بداية إنشاء المشروع الصهيوني ، عندما تعذر استجلاب أعداد كافية من المستوطنين اليهود الأوروبيين . وفرضه احتياج المشروع الصهيوني لاستكمال احتلال فلسطين بعد عام 1967 واستيطان الأراضي المحتلة حديثا. وأنهم سيبقون في نظر التحالف الصهيوني- الإمبريالي المأفون بعقدة التفوق العرقي للرجل الأبيض شرقيين من مرتبة أدنى.