إسرائيل تفضل حسين الشيخ خلفا لعباس

يوني بن مناحيم- موقع ون نيوز العبري
ترجمة- مصدر الإخبارية

أطلقت حماس حملة إعلامية ضد حسين الشيخ، الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بعد مقال نشر قبل أيام في صحيفة فورين بوليسي، وصف فيه حسين الشيخ بأنه “رجل إسرائيل في رام الله”.

تمت ترجمة المقال إلى العربية وأصبح حديث اليوم في الشارع الفلسطيني وعلى الشبكات الاجتماعية، يتمتع حسين الشيخ بشعبية منخفضة جدا في الشارع الفلسطيني ويعتبره العديد من الفلسطينيين فاسدا ومتهم بالتحرش الجنسي.

وينفي شركاء حسين الشيخ الاتهامات الشعبية المنسوبة إليه، ويزعمون أن مصدر الافتراء هو المسؤولون الفلسطينيون الذين يتنافسون ضده في ميراث السلطة الفلسطينية. ومع ذلك، يؤكد كبار المسؤولين الإسرائيليين أنه من حيث المستوى السياسي والأمني، فإن حسين الشيخ هو المرشح المفضل لإسرائيل ليصبح خليفة عباس بعد رحيله عن الساحة السياسية.

ويقول مصدر أمني رفيع إن حسين الشيخ هو أهون الشرين في إسرائيل، وأن المشكلة الرئيسية هي كيفية ضمان انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية في الانتخابات العامة في الضفة الغربية وقطاع غزة. لن يوافق الفلسطينيون على أي خليفة لمحمود عباس دون أن يتم انتخابهم بشكل قانوني في الانتخابات العامة، وبالتالي لا بديل عن إجراء انتخابات عامة حتى يحصل خليفة محمود عباس على الشرعية الفلسطينية والدولية.

رسميا، تدعي إسرائيل أنها لا تتدخل في ميراث السلطة الفلسطينية وأنها شأن فلسطيني داخلي، لكن كل طفل فلسطيني يعرف أنه لا يمكن لأي شخصية فلسطينية أن تصبح رئيسا للسلطة الفلسطينية دون موافقة إسرائيل الواضحة. وفي هذا الصدد، فإن وضع حسين الشيخ جيد، ويتمتع بدعم كبير من إسرائيل ومن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.كما أن دولا عربية مثل مصر والأردن والمملكة العربية السعودية وقطر تدعمها أيضا.

لدى حسين الشيخ علاقات وثيقة مع رئيس الجيش الإسرائيلي، مثل مستشار الأمن القومي تساحي هنجبي، ورئيس الشاباك، ومنسق العمليات في المناطق، الجنرال غسان عليان، بالإضافة إلى علاقات وثيقة مع وكالة المخابرات المركزية.

حسين الشيخ مقرب من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وهو جزء من الجماعة الفاسدة المحيطة به، والتي يطلق عليها اسم “سحيجة” باللغة العربية.

وقال مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى إن حسين الشيخ شخص معتدل ومكر جدا ومتخصص في العلاقات العامة وفي تملق الأقوياء، ويفضل الحوار مع إسرائيل على المواجهة العسكرية معها. في الأشهر الأخيرة، عمل حسين الشيخ بقوة على جميع المستويات وبطرق مبتكرة لمنع انهيار السلطة الفلسطينية، وهو ما يراه في تحقيق إنجاز وطني فلسطيني.

التنافس مع مروان البرغوثي

ووفقا لمسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية، فإن الخصم الرئيسي لحسين الشيخ في صراع فتح هو مروان البرغوثي، الذي يقضي 5 أحكام بالسجن مدى الحياة في سجن إسرائيلي بتهمة قتل إسرائيليين، بين الاثنين هناك منافسة كبيرة منذ أن هزم حسين الشيخ مروان البرغوثي في الانتخابات لمنصب الأمين العام لفتح قبل سنوات عديدة. ويقود البرغوثي استطلاعات الرأي العام الفلسطيني باعتباره المرشح المفضل للفلسطينيين ليكون خليفة محمود عباس.

وتزعم السلطة الفلسطينية أن حسين الشيخ ساعد محمود عباس في منع إطلاق سراح مروان البرغوثي من السجن في صفقة شاليط في عام 2011. يدعي مسؤول كبير في السلطة الفلسطينية أنه حتى اليوم يعمل حسين الشيخ على نسف إطلاق سراح مروان البرغوثي في إطار صفقة تبادل الأسرى الجديدة مع حماس.

وتعارض القيادة السياسية في إسرائيل إطلاق سراح مروان البرغوثي في أي صفقة لتبادل الأسرى لأنه يعتبر مهندس الإرهاب في الانتفاضة الثانية.

في الأسابيع الأخيرة، عملت زوجة مروان البرغوثي على إطلاق سراح زوجها من السجن الإسرائيلي، والتقت مع كبار المسؤولين العرب والمسؤولين الدبلوماسيين في الولايات المتحدة وأوروبا وطلبت منهم العمل من أجل إطلاق سراح زوجها، وقالت إن لديها وعدا من قيادة حماس بأنها ستطالب بإطلاق سراحه من إسرائيل كجزء من صفقة تبادل الأسرى المقبلة.

وهي تحاول كسب دعم دولي لزوجها حتى يرأس السلطة الفلسطينية بعد أن يغادر محمود عباس الساحة السياسية. وكما ذكرنا، فإن إسرائيل تعارض بشدة إطلاق سراحه، مما يعزز وضع حسين الشيخ كخليفة مفضل لإسرائيل.