الكاتب جمال زقوت يُشهر كتابه الجديد غزاوي سردية الشقاء والأمل

غزة – مصدر الإخبارية
أشهر الكاتب الفلسطيني القدير جمال زقوت، الثلاثاء، كتابه الجديد “غزاوي سردية الشقاء والأمل” الصادر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية في بيروت و رام الله.
ووقّع الكتاب الجديد لزقوت خلال حفل أدبي أُقيم في مؤسسة القطان وسط مدينة غزة، حضره العشرات من النخب والشخصيات الاعتبارية والكتاب والشعراء والصحافيين والحقوقيين والمثقفين والقيادات الشبابية والطلابية.
وفي التفاصيل، فقد أشاد الأديب عبد الكريم عاشور بالكتاب وعنوانه ودلالاته وفصوله، التي تمزج بين السيرة الذاتية والمذكرات واليوميات.
فيما استعرض الكاتب زقوت بعض المحطات، التي أثرّت في حياته، وتناولها في الكتاب، ومن بينها وعيه الأول لمكانة المخيم ودوره وأوضاعه في صقل شخصيته اللاحقة و وعيه الوطني، حيث عاش طفولته وشبابه في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، واستشهاد شقيقه الأكبر بشير عوض زقوت.
كما أشار إلى محطة أخرى مهمة في حياته تمثلت في اندلاع الانتفاضة الشعبية الأولى (1987 – 1993)، ومشاركته في تأسيس القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة، واعتقاله وابعاده إلى جنوب لبنان.
ولفت زقوت إلى بعض المواقف بطريقة نقدية، خاصة اللقاءات التي جرت مع عدد من القادة الفلسطينيين، من بينهم الرئيس الراحل ياسر عرفات، والأمين العام للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين نايف حواتمة وغيرهم.
وأثنى على شخصية صلاح خلف أبو إياد الذي استقبل زقوت وعدد من المبعدين في اجتماع طويل كان خلاله الشهيد أبو إياد يسأل ويدقق ويستمع لمعرفة تفاصيل التطورات الهائلة التي ولدتها الانتفاضة.
ورغم أن زقوت عمل في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية، إلا أنه كما قال تناول اتفاق أوسلو وبعض المحطات بطريقة موضوعية ونقدية، وختم الكتاب دون الخوض بتجربة السلطة وبنيتها و دورها.
حيث افتقدت منذ تلك النشأة غياب أي فلسفة للحكم في مرحلة بان التداخل والترابط بين الوطني والديمقراطي بصورة لا يمكن اطلاقاً الفصل بينهما ، لا بل أن الفشل في أي منهما سيؤدي إلى تيه عارم في الآخر ، مشيرا. إلى أن هذا الأمر هو أكثر ما يوضح أسباب الانقسام والتفكك الجاري في بنية السلطة وفقدان بوصلتها .
ولفت زقوت إلى أن كتابه لا يتضمن كل الحقائق المتعلقة بأي قضية أو محطة تناولها، بل عبّر عن تجاربه الشخصية في السياق الوطني والاجتماعي، ورؤيته وتأثره بها في حينها.
من جانبه، قدم عددٌ من الحاضرين مداخلات مهمة وملاحظات حول الكتاب والأوضاع العامة وتطورات القضية الفلسطينية، التي تناول زقوت عدداً من محطاتها في كتابه.
فيما عبّر زقوت عن شكره وسعادته للنقاش حول الكتاب وعنوانه ومضامينه ومحاوره ومحطاته، مُرحبّا بأي ملاحظات نقدية للطبعة الأولى من الكتاب، كي يتم تضمينها في الطبعة الثانية.
يُذكر أن جمال زقوت هو سياسيٌ وناشط فلسطيني ولد في مخيم الشاطئ غرب غزة في كنفِ أسرة لجأت من بلدة اسدود جراء نكبة 1948.
اعتُقل عدة مرات، وأبعدته سلطات الاحتلال، سنة 1988، إلى خارج فلسطين بتهمة المشاركة في تأسيس القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الأولى، اعتُقلت زوجته، نائلة عايش، أكثر من مرة، وكذلك طفلهما الذي أمضى مع أمه ستة أشهر في المعتقل.
عاد إلى قطاع غزة عام 1994، وشغل عدداً من المواقع السياسية وله المئات من المقالات السياسية والأدبية التي أثرت المكتبة الوطنية الفلسطينية.