سباق التسلح في الشرق الأوسط: هكذا تبدو خريطة التهديدات الجديدة

أقلام – مصدر الإخبارية

إن سباق التسلح العالمي لا يغيب عن الشرق الأوسط. حيث تبحث إيران، السعودية، سوريا ولبنان وحتى مصر عن تكنولوجيا عسكرية جديدة من أجل تعزيز قدراتها. من جانبها، تستعد إسرائيل للتهديدات الجديدة، مثل الصواريخ فرط صوتية، التي تدعي إيران تطويرها، وأيضًا للتكنولوجيا التي تعتبر تقريبًا “قديمة” – مثل الطائرات بدون طيار والصواريخ الدقيقة.

في الأسبوع الماضي، قدمت أنظمة رفائيل ردها على الصواريخ فرط صوتية التي أعلنت إيران أنها تقوم بتطويرها. في الواقع، نشرت طهران صورة للصاروخ، لكن إسرائيل لا تعتقد أن لديها تلك التكنولوجيا بالفعل، الأمر الذي لا يمنعها من تسليح نفسها بناء على ذلك.

في الوقت نفسه، في منطقة الخليج العربي، تطلب المملكة العربية السعودية من الولايات المتحدة بالالتزام بصفقات السلاح، والسماح لها بتطوير أسلحة نووية مدنية، وكذلك ضمانات أمنية تجاه إيران. إن إظهار إيران لأمر تطوير الصواريخ والطائرات بدون طيار التي يتم تجربتها بالفعل في أوكرانيا، إلى جانب مطالب السعودية، يقود أيضًا قطر، الإمارات العربية المتحدة ومصر إلى التسلح لما يبدو أنه سباق تسلح على قدم وساق في الشرق الأوسط . النجوم هم: إيران وإسرائيل، لكن الدول المحيطة بهم أيضًا يستعدون لذاك اليوم.

إيران تسلح المنطقة:

قال الجنرال يوسي كوبرفاسر، رئيس شعبة البحث في أمان سابقًا وباحث في المركز اليروشلمي للشؤون العامة والدولة، لصحيفة إسرائيل اليوم أن “هناك سباق تسلح كبير في المنطقة، وأبرز من يقوده إيران، التي تنتج بنفسها معدات قتال على أساس التكنولوجيا التي حصلت عليها من جهاد خارجية. إنهم يبذلون جهدًا كبيرًا في مجال التسلح بالصواريخ المتطورة، ولذلك فإن مدى الصواريخ التي يطورونها واسع للغاية، وهناك أيضًا اهتمام روسي بالتسلح بهذه الصواريخ. لقد أظهر الإيرانيون قدرة على إنتاج صواريخ كروز وحسنوا من مستوى الدقة مع الوقت – هذا تهديد لا يجب الاستهانة به”.

إن التسلح الإيراني يمتد حتى حزب الله في الشمال، الذي بحوزته عشرات الآلاف من الصواريخ إيرانية الصنع، وأيضًا هناك محاولة حالية لجعلها أكثر دقة. إن الأنشطة التي تنسبها الجهات الأجنبية إلى إسرائيل في سوريا الهدف منها، من بين جملة أمور، إلى منع جهد التسلح هذا، والذي بحسب كوبرفاسر، يجب أن “يقلق إسرائيل كثيراً”.3

وأشار الباحث إلى أنه إلى جانب سباق التسلح الإيراني (ولم نذكر كلمة واحدة عن السلاح النووي بعد)، فإن الدول التي تعتبر براغماتية تعمل أيضًا في هذا الاتجاه: “السعودية، مصر، الإمارات وقطر”. إنهم يبذلون جهود تسليح متسارعة غير موجهة ضدنا، ولكن بالنظر إلى أفق الاستقرار والتغيير المحتمل، يجدر بإسرائيل في هذه الحالة أن تُبدي قلقًا”.

كما حذر دكتور يهوشع كاليسكي، باحث في معهد دراسات الأمن القومي، من زيادة التسلح من حولنا: حيث قال “السعودية تمتلك اليوم طائرات استطلاع متطورة، وهي تطالب بالمزيد. يمكن لهذه القبائل أن تتشاجر فيما بينها، لكن ما يوحدهم في النهاية هو كراهيتهم لإسرائيل “.

وقد قسّم دكتور كاليسكي جهود التسلح من حولنا إلى عدة مستويات: التقليدية، وشبه التقليدية وغير التقليدية – النووية.
التهديد الذي سرعته تفوق سرعة الصوت: بالنسبة للصواريخ فرط الصوتية، فقال دكتور كاليكسي أن ” أي شخص يراقب ساحة القتال في أوكرانيا يرى أن هذا السلاح فعالًا وأن له ضررًا كبيرًا وإمكانية تخويف كبيرة. هذا في الواقع صاروخ يمكن أن يصل إلى إسرائيل من إيران في 3-4 دقائق، إنه مرعب”. اليوم فقط روسيا والصين لديهما مثل هذا الصاروخ بشكل مؤكد، أما بالنسبة لوجوده في أيدي إيران، فإن الآراء مختلفة.

وذكر كوبرفاسر أنه بالنسبة للصواريخ فرط الصوتية – فإن الكونجرس الأمريكي يحاول فرض قيود دولية أو حتى معاهدة بخصوصها. أما بالنسبة لإيران، فمن الصور التي نُشرت حتى الآن فيبدو أنه هذه ليست صواريخ فرط صوتية، لكن يجب أن نبقى دائمًا متيقظين ولا نستهين بهذا الأمر. حتى لو لم يكن ذلك حقيقيًا، فالعدو لديه قدرات. إيران قوة صاروخية، وحتى إذا لم ينجح هذا الشيء في الوقت الحالي، يجب أن نتعامل مع هذا التهديد بشكل جدّي “.

تسلح أم ردع؟

فيما يتعلق بمسألة الردع الإسرائيلي تجاه حزب الله، يقول كوبرفاسر أنه “في هذه المرحلة حزب الله مردوع عن شن هجوم عسكري واسع النطاق، لكن هل هو مردوع عن الإجراءات المقيدة مثل إمكانية السماح للفلسطينيين بالاستمرار في تسليح أنفسهم؟ نحن ندفع ثمن التردد الذي أظهرناه في اتفاقية الغاز مع لبنان. لقد كانت هذه خطوة عززت شعور حزب الله بالقوة.

وأضاف أن “حزب الله يمتلك ما بين 120 و 150 ألف صاروخ، جزء كبير منها دقيق. هذا احتمال خطير. لبنان هو وكيل إيراني سيكون جاهزاً للتصرف عندما يُطلب منه ذلك. من ناحية أخرى، لا تًشكل سوريا تهديداً كبيراً لأنها مقسمة وجيشها غير مطور ومحدث “.

أما بالنسبة للمعلومات الصاروخية الموجودة في غزة والضفة الغربية أيضًا، قال دكتور كاليسكي أن “المعرفة الصاورخية في قطاع غزة هي معرفة إيرانية وصلت إلى هناك عن طريق التهريب والخبراء، ويتم إنتاجها في داخل مخارط”. قد نرى بالتأكيد اتجاه صواريخ نحو العفولة والمستوطنات في الشمال. لم تكن تحدث مثل هذه الأشياء من قبل.

من أبرز مجالات التسلح مجال الطائرات بدون طيار. فالإيرانيون يطورون أنواعًا متنوعة، تشتريها روسيا من أجل الحرب في أوكرانيا. وبحسب كوبرفارسر، “لقد أثبت الإيرانيون بالفعل قدراتهم في هذا المجال من خلال الهجمات على المنشآت النفطية السعودية في عام 2019. في هذا الموضوع لدينا إجابة جيدة – تطورات الليزر وآليات الاعتراض المتقدمة “.

سيناريو واقعي:

وبحسب أرئيل كارو، نائب مدير التسويق وتطوير الأعمال في رفائيل، فإن التطورات الإسرائيلية مطلوبة من طرف الدول الأوروبية، التي ترى ساحة المعركة قريبة من أراضيها: “إن الحرب الروسية الأوكرانية أكدت أن سيناريو الحرب على الأراضي الأوروبية واقعي، وأن لديهم ثغرات عملياتية. إنهم بحاجة الميزة التكنولوجية التي تتمتع بها إسرائيل، وهناك زيادة كبيرة في الطلب عليها”.

المصدر: “إسرائيل اليوم”

اقرأ/ي أيضاً: المخدرات دمار شامل فاحذروها.. بقلم مصطفى الصواف