الكونغرس الأميركي يعتزم منح أنظمة دفاع جوي للمقاتلين الأكراد في العراق

ترجمة حمزة البحيصي-مصدر الإخبارية

يتطلع المشرعون في الكونغرس الأميركي إلى وضع أنظمة الدفاع الجوي في أيدي مقاتلي “البشمرجة” الأكراد في شمال العراق، بعدما تعرضت المنطقة لسلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات المسّيرة من قبل إيران وتركيا.

وصادق مجلس النواب الأربعاء على تعديل من قبل عضو الكونغرس الأميركي الجمهوري دون بيكون، من شأنه أن يدعم نقل أنظمة الدفاع الجوي إلى “البيشمرجة” الكردية العراقية.

وقال بيكون في تصريحات لموقع “ميدل إيست آي” إن الإجراء حظي بـ”دعم قوي من الحزبين”، مضيفاً أنه “سيوجه الإدارة الأمريكية لإعداد وتنفيذ خطة عمل لتدريب وتجهيز قوات “البشمرجة” الكردية وقوات الأمن العراقية للدفاع ضد هجمات الصواريخ والصواريخ الإيرانية.

و”البشمرجة” هم مقاتلون في كردستان العراق يعملون مع قوات الأمن العراقية ويتلقون أسلحة ومساعدات مالية من الولايات المتحدة كجزء من حملة واشنطن لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

ويعتبر إقليم كردستان العراق مستقرا نسبياً، لكن المنطقة شهدت العام الماضي تصعيداً للعنف، حيث شنت إيران وتركيا ضربات جوية ضد الجماعات الكردية العاملة في المنطقة.

اقرأ/ي أيضا: الكونجرس الأمريكي يوقف حزمة مساعدات مالية للفلسطينيين بقيمة 75 مليون دولار

واستهدف الحرس الثوري الإسلامي مجموعات المعارضة المسلحة الكردية الإيرانية في أواخر عام 2022، عندما كانت طهران تكافح للسيطرة على الاحتجاجات الجماهيرية التي أشعلتها وفاة شابة كردية خلال حجزها لدى الشرطة.

وقال جوناثان لورد، رئيس برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الأمن الأمريكي الجديد، لموقع “ميدل إيست آي” إن “البشمرجة الكردية تتلقى بالفعل حوالي 20 مليون دولار شهرياً على شكل رواتب من وزارة الدفاع الأمريكية”.

وحذر من أن توفير أنظمة دفاع جوي لـ”البشمرجة” يمكن أن “يتعارض مع قيود الإمداد”، حيث يتنافس حلفاء الولايات المتحدة على التسلح.

وأوضح لورد لموقع “ميدل إيست آي” أن “هناك طلبا كبيرا على أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية”.

وأضاف: “أوكرانيا ودول الخليج وحكومة إقليم كردستان وكل دولة أو منطقة تشكل فيها الصواريخ الإيرانية تهديداً، هي مكان يتطلع إلى تعزيز قدراته الدفاعية الجوية”.

وانتهت المهمة القتالية الأمريكية في العراق في كانون الأول (ديسمبر) 2021، لكن ما يقرب من 2500 جندي موجودون في البلاد، بشكل رئيسي في الشمال وبغداد، ويقدمون المشورة والمساعدة من خلال اتفاق مع حكومة العراق.

ويتمركز حوالي 900 جندي أمريكي في شمال شرق سورية يعملون إلى جانب القوات الكردية.

ويشعر المشرعون بالقلق من أن تركيا قد تستغل الانسحاب الأمريكي لشن هجوم على المسلحين الأكراد الذين تعتبرهم “إرهابيين”، بينما تعتبرهم الولايات المتحدة حلفاء.

ويبدو أن أحد المخاوف الرئيسية بين المشرعين الأميركيين هو كيفية تأثير الحرب في أوكرانيا على قدرة واشنطن على تسليح أقرب حليف لها في الشرق الأوسط.