العدادات مسبقة الدفع ترهق جيوب الغزيين.. ماذا ترى شركة الكهرباء؟

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

“تمر علينا أيام لا نستطيع شحن كرت عداد كهرباء الدفع المسبق فينقطع عنا التيار الكهربائي لأيام ما جعلنا نعيش حياتنا في ظلام” بهذه الجملة لخص المواطن أشرف غبن جانبًا من تفاصيل حياته مع بدء فرض شركة توزيع الكهرباء عدادات مسبقة الدفع.

وفرضت شركة توزيع الكهرباء بمحافظات غزة مؤخرًا، تركيب عدادات مسبقة الدفع لجميع فئات المشتركين ولكافة أنواع الاشتراكات، وذلك بعد أن انتهت من المرحلة التجريبية الأولى وهي تركيب العدادات في عدد من المحلات والمنشآت التجارية والمؤسسات الخاصة.

ويقول غبن لـ”شبكة مصدر الإخبارية” وفي صوته مرارة: إن “شركة توزيع الكهرباء فرضت العدادات دون أن ترى أوضاع المواطنين داخل منازلهم، فأنا عاطل عن العمل ونجلي الوحيد كذلك عاطل عن العمل، فنضر للبقاء بدون الكهرباء أحيانًا لمدة تصل لـ4 أيام”.

ويضيف أن المشروع “ليس في صالح المواطن” بل حرم العديد منهم من توفر الكهرباء في منازلهم، في ظل صعوبة شحن العدادات الذكية مسبقة الدفع بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

وبحسب غبن فإنه لم يقتصر الأمر على الجانب المادي والاقتصادي في الأمر، بل تسبب بخلافات عائلية بسبب اشتراك أكثر من شخص في عداد واحد، لافتًا إلى أن الطواقم الفنية للشركة تذهب إلى المنازل برفقة أفراد الشرطة حتى لا يستطيعون الاعتراض مع موظفيها.

ويناشد شركة الكهرباء بمراعاة المواطنين الذين يعانون من أوضاع اقتصادية صعبة، بإعفائهم من العدادات والعودة إلى العدادات القديمة.

ترقب وانتظار

حال أشرف غبن لا يختلف كثيرًا عن المواطن محمد مقداد الذي يتخوف من قدوم شركة الكهرباء لفرض عدادات ذكية مسبقة الدفع في منزل عائلته نظرًا لوضعهم الاقتصادي، إذ يوفر لقمة العيش لأفراد العائلة.

بكلمات يتهكم فيها على واقع الحال يقول مقداد لـ “شبكة مصدر الإخبارية“: “نحن لا ندفع لا مياه ولا كهرباء ولا ينبغي علينا ذلك، وظفوا أولادنا أولًا، وأعطونا حقوقنا ثم طالبونا بدفع الفواتير”.

غياب الدخل جعله عاجزًا عن تسديد ديون فاتورة الكهرباء، وهو يتخوف الآن أن تؤدي العدادات الذكية لزيادة العب عليه بشكل “لا يستطيع تحمله”.

ويطالب شركة الكهرباء بمراعاة الظروف ووضع العدادات لمن يستطيع الدفع، وليس للعائلات الغير قادرة على توفير قوت يومهم وعاطلين عن العمل، مشيرًا إلى أن معظم العائلات تعيش على المساعدات ومخصصات الشؤون الاجتماعية.

وباتت قضية تركيب العدادات الذكية تؤرق نسبة كبيرة من العائلات الغزية خاصية خصوصًا فئات ذوي الدخل المحدود والعاطلة عن العمل.

مراقبة الاستهلاك

المتحدث باسم شركة توزيع الكهرباء في محافظات غزة محمد ثابت، من ناحيته يوضح أنه تم تدشين حملة منذ شهر رمضان الماضي لنهاية الشهر الجاري، للأسر المستفيدة من مخصصات الشؤون الاجتماعية وهي تركيب العداد الذكي مجانًا ودفع 50 شيكل لكل شهر لمدة عام كامل.

ويشير ثابت لـ”شبكة مصدر الإخبارية“، إلى أن بعض العائلات تتقدم بكتاب رسمي لشركة كهرباء لعدم مقدرتها على شحن كرت جديد، فيقوم الفريق ببحث ميداني لدراسة أوضاعهم، فتقوم الشركة بدفع 50 شيكلًا كرصيد إقراض لـ6 أشهر.

ويبيّن أن هناك مخاطبات مع الجهات الرسمية والحكومية من أجل إيجاد حلول للأسر غير القادرة على الشحن من خلال صندوق وطني يتم المساهمة فيه من قبل الشركة والحكومة ووزارة المالية، لافتًا إلى أن البرنامج لم يكتمل حتى هذه اللحظة، وأن هناك جهود جادة لترتيب هذا الملف.

ويلفت ثابت إلى أن العدادات تتيح لشركة كهرباء غزة مراقبة الاستهلاكات والتحكم بها عن بعد عبر “الفصل والشحن والعمليات الفنية” من خلال غرفة عمليات مركزية.

ومنذ عام 2006، يُعاني قطاع غزة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية من عجز مستمر في وصول التيار الكهربائي لمنازلهم إذ تصل ساعات وصلها 8 ساعات مقابل 8 فصل، وأرغمت الشركة معظم المشتركين على فصل عدادات قياس سحب التيار وتحويلها إلى أخرى ذكية مسبقة الدفع؛ لتسديد الديون المتراكمة عليها.