نيالك يا شيرين.. رثاء الحب والسلام لروح شهيدة الحقيقة أبو عاقلة

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

أطلقت الفنانة الفلسطينية ماريان حنظل أغنية “نيالك يا شيرين” وفاءً لشهيدة الحقيقة الصحافية شيرين أبو عاقلة في الذكرى الأولى لاغتيالها برصاص الاحتلال الإسرائيلي.

أغنيةٌ حملت في معانيها رثاءً حزينًا للإعلامية الراحلة شيرين أبو عاقلة التي استوطنت قلوب الأجيال بإطلالتها على الشاشة ونقلها الأحداث بكلٍ مهنية وموضوعية.

تقول الفنانة ماريان: إن “شيرين لم تكن مجرد صحافية عادية بل تجاوزت بإنسانيتها حدود الزمان والمكان، وكانت لها بصمة واضحة في كل الميادين الصحافية والخيرية”.

وتضيف خلال تصريحاتٍ خاصة لشبكة مصدر الإخبارية: “منذ استشهاد شيرين، تواصلت مع الشاعر رأفت مصلح وأخبرته برغبتي في تحضير اغنية تليق بالراحلة الإعلامية، وفي اليوم التالي كانت الكلمات جاهزة لديّ”.

وأشارت إلى أن “كلمات أغنية نيالك يا شيرين تُعبّر عن محبة الناس لشهيدة الحقيقة، خاصةً وأنها استطاعت توحيد شعبنا الفلسطيني وإيصال صوت القضية الفلسطينية إلى العالم، وكانت جنازتها أطول جنازة في التاريخ”.

وبيّنت أن “يوم استشهاد شيرين أبو عاقلة كان يومًا قوميًا ولم يكن يومًا عاديًا، وأغنية نيالك يا شيرين هي أقل ما يُقدم لروح شهيدة الشعب الفلسطيني الراحلة بجسدها الباقية فينا بروحها وضحكتها”.

وأكدت على أن “الشهيدة شيرين أبو عاقلة مثّلت أيقونة الإعلام الفلسطيني ابتداءً من القدس حتى جنين، وتنقلت بصوتها بين جميع محافظات الوطن”.

وأشارت إلى أن “الأغنية لاقت رواجًا واسعًا وتناقلتها شاشات الجزيرة ومعا وتلفزيون السلام – نابلس وتلفزيون فلسطين، وتلفزيون هوانا من مدينة الخليل وتبنتها شبكة أجيال الإذاعية ممثلة بمديرها وليد نصّار”.

ولفتت إلى أن “الأغنية من كلمات وألحان رأفت مصلح وتوزيع محمد بدر من مصر، وتم تسجيلها في ستوديو the one بإدارة الموسيقي ثائر عبد الكريم، وأخرج الفيديو كليب رامي خالد”.

وأوضحت أن “التصوير كان متنقلًا ما بين رام الله والقدس، تخلله زيارة المكتب الخاص بالشهيدة شيرين أبو عاقلة في قناة الجزيرة برام الله وكنيسة الروم الأرثودوكس برفقة المصور الصحفي عصام حلواني”.

وأردفت: “تنوعت لقطات تصوير الفيديو كليب الخاصة بالراحلة شيرين وشمل مقبرة جبل صهيون حيث ترقد شهيدة الحقيقة، كما تم تصوير لقطات في ساحات المسجد الأقصى وكنيسة القيامة برفقة المصور عزت جمجوم ومساعدة مجموعة العمل الصحفية روز زرو”.

نيالك يا شيرين

ونوهت إلى أنه “تم الاستعانة بالزي الصحفي للمصور معتصم سقف الحيط لتسليط الضوء على معاناة الصحافيين الفلسطينيين الذين يُواجهون آلة الحرب الإسرائيلية ويتعرضون لجُملة من المخاطر المُحدقة”.

وفيما يتعلق بالصعوبات التي واجهت فريق العمل خلال تصوير الأغنية قالت ماريان حنظل: “لدى التصوير في المسجد الأقصى قُوبلت بالمنع مِن قِبل الاحتلال إلا أن ذلك لم يحول دون دخولي لساحات الأقصى”.

وأضافت: “لم يتسلل اليأس إلى قلوبنا وحاولنا مرة وأخرى حتى استطعنا الدخول من باب السلسلة أحد أبواب الأقصى، بعد ارتدائها لِباس الصلاة ومن ثم دخل فريق التصوير لتسهيل مهمة الوصول لأماكن التصوير داخل المسجد”.

وتابعت: “مشيتُ مرتديةً وشاح شيرين أبو عاقلة انطلاقًا من باب العامود حتى مقبرة جبل صهيون، وكانت تُلاحقني نظرات جنود الاحتلال المتمركزين على الحواجز العسكرية ولم أبالِ بها وأكملت طريقي لإتمام عملي هناك”.

نيالك يا شيرين

وفيما يتعلق بما ستُقدمه الفنانة ماريان حنظل في السنوات القادمة للراحلة أبو عاقلة قالت: “في كل عام سيكون لي عمل متعلق بشيرين كونها باقية فينا إلى الأبد بصوتها، بضحكتها، بإطلالتها، بعملها، بإرداتها، بكلماتها، تركت فينا إرثًا لا يُغيّبه الاحتلال”.

وأردفت: “شيرين لن تموت خاصةً وأن تركت خلفها جيش من الصحافيين الأوفياء الذين يستبسلون بإكمال الدرب الذي بدأته شهيدة الحقيقة وهم مستمرون في تغطيتهم الإعلامية لجرائم الاحتلال”.

ودعت الفنانة حنظل، إلى ضرورة تفعيل دور الاتحاد الدولي للصحفيين للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه بحق الصحافيين بما يُعزز حرية الرأي والتعبير والإعلام في فلسطين”.

وختمت: “الصحفيون هم رأس الحربة في صراعنا مع الاحتلال وهم لا يُبالون بتقدير أرواحهم فداءً لفلسطين ونقل الحقيقة للعالم أجمع، سنظل مستمرون في نقل مظلومية شعبنا للرأي العالمي”.

واغتالت إسرائيل الصحافية شيرين أبو عاقلة بتاريخ 11-5-2022 خلال تغطيتها اقتحام قوات الاحتلال مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، ومنذ ذلك الحِين تُواصل الجهات الدولية تحقيقاتها دون محاسبة قاتليها وتقديم للمحاكمة.