صلاح أبو حنيدق_خاص مصدر الاخبارية:
خصصت الشابة إكرام أبو حصيرة 22 عاماً برفقة والدتها السيدة مريم من خيمتها في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، مكاناً لصناعة الملابس الصوفية وبيعها، لتوفير قوت يومها ومساعدة عائلتها التي فقدت منزلها خلال الحرب الإسرائيلية على غزة.
ولم ترضخ إكرام للظروف القاسية وتمنعها من تحمل المسؤولية، خاصة وأن ثلاثة من إخوتها معاقين حركياً وبصرياً.
وتبدأ أبو حصييرة يومها بصناعة الملابس منذ الساعة الثامنة صباحًا وحتى الظهيرة، وتتفرغ بعدها لدارستها الجامعية في تخصص الشؤون الاجتماعية، لكنها تعاني من صعوبة تغطية احتياجات أسرتها وتوفير كراسي متحركة لأشقاءها.
وتقول أبو حصيرة إن “وجود ثلاثة من أخوتها من ذوي الاحتياجات الخاصة لم يترك خياراً أمامها سوى الوقوف إلى جانب والديها في توفير احتياجاتهم اليومية التي لا تعقتصر على الطعام والشراب، بل التفرغ لخدمتهم داخل المنزل سابقاً وخيمة النزوح الآن”.
وتضيف أبو حصيرة أن “تعلمها لصناعة الملابس الصوفية جاء بعد توقف عمل والدتها في صناعة المنظفات بسبب أوضاع الحرب القاسية والحصار الاسرائيلي، وموجات الغلاء والمجاعة التي ضربت غزة، ودمار الكراسي المتحركة الخاصة بإخوتها نتيجة إحدى الغارات الاسرائيلية”.
وتشير إلى أن “دمار الكراسي المتحركة قيدت حركة إخوتها داخل الخيمة وحرمتهم من قضاء حياتهم بأسط صورتها وأضافت جهداً إضافياً عليها وعلى والدتها”.
وتلفت إكرام إلى أن “ما تحصله من عملها برفقة والدتها في صناعة الصوف رغم محدوديته يسد خانة رئيسية في المنزل تتعلق في توفير الطعام والشراب”.
فيما تقول والدتها إنها “تعمل جاهدة برفقة ابنتها لتوسيع عملهم إلى خارج المخيم العشوائي الذي ينزحون بداخله على أمل شراء كراسي متحركة لأطفالها الثلاثة وتوفير الرسوم الدراسية لإبنتها”.
وتؤكد السيدة مريم أنه “لا مستحيل في ظل توفر الإرادة فعلى الرغم من عدم استقرار الدخل لدى أسرتها إلا أنها نجحت في توفير احتياجات أبناءها طوال عامين من الحرب، وما تلاها من أوضاع انسانية واقتصادية سيئة، لا تزال مستمرة”.
وتأمل الوالدة الخمسينية، بتبني إحدى الجهات لمشروعها القديم في صناعة المظفات أو الملابس الصوفية في خطوة قد تعيد الفرحة لأسرتها وتجعلها قادرة على العيش بكرامة.
ورغم كل التحديات، تحلم إكرام بمستقبل أفضل، ليس فقط لها، بل لعائلتها، وتقول “أمنيتي مصدر دخلا ثابت لأهلي، وأن تتبنى أي جهة إخوتي وتساعدهم (لأنه الوضع صعب ومالهمش حيلة)”.