في الذكرى الـ47 ليوم الأرض.. هل تبقى مساحة لإقامة دولة فلسطينية؟
صلاح أبو حنيدق- خاص مصدر الإخبارية:
يصادف اليوم الخميس 30 آذار (مارس) الذكرى 47 ليوم الأرض في وقت يواصل الفلسطينيون نضالهم ودفاعهم عما تبقى من أرضهم في ظل التغول الاستيطاني الذي التهم أكثر من مليونين و380 ألف دونم منها منذ عام 1967.
وجاء يوم الأرض بعد هبة جماهيرية قادها الفلسطينيون في الداخل المحتل عام 1948، على خلفية سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على قرابة ألفين دونماً من أراضي الجليل المحتل عام 1967 وتفريغ سكانها الأصلين منها، ما أسفر عن استشهاد ستة فلسطينيين وجرح 47 أخرين، واعتقال أكثر من 300.
وقاد سكان الجليل المحتل والمثلث في ذلك الوقت إضراباً عاماً، أغضب الاحتلال الإسرائيلي، واندلع على إثره مواجهات كبيرة بين الطرفين.
وقال الخبير في شؤون الاستيطان والجدار صلاح الخواجا إن ” يوم الأرض نموذجاً شكل منذ انطلاقه في عام 1967 نموذجاً لنضال وكفاح الشعب الفلسطيني ورفض سياسات الاحتلال الإسرائيلي القائمة على التهجير والقتل والسيطرة بالقوة على الأراضي”.
وأضاف الخواجا في تصريح لشبكة مصدر الإخبارية أن “يوم 30 آذار 1967 سجل عملية أكبر عملية مصادرة لأراضي فلسطينية منذ عام 1948، ومع كل أسف تتجدد اليوم الذكرى بعمليات استيطان وضم يومية في الضفة الغربية والقدس المحتلتين”.
وأوضح الخواجا أن “ثاني عملية استيطان كانت في منطقة البحر الميت في عام 1998 وطالت آلاف الدونمات، وتلاها تشييد جدار الفصل العنصري في عام 2022 والذي التهم قرابة 12% من أراضي الضفة الغربية المحتلة”.
وأشار الخواجا إلى أن “الاستيطان أخذ أشكالاً جديدة فعلى سبيل المثال في العام 1967 لم يكن هناك أي مستوطن أو مستوطنة في القدس الشرقية وكان عدد الفلسطينيين 76 ألفاً، وفي عام 2022 وصل عددهم إلى 375 ألفاً مقابل 267 مستعمر ومستوطن ما يدلل على التسارع الاستيطاني والنهب للأراضي”.
وتابع الخواجا أن ” تسارع الاستيطان بدأ مع إطلاق رئيس وزراء إسرائيل أرئيل شارون خطة الهجوم في عام 2002 من خلال إزالة منطقة الخطر الأخضر وتشييد جدار الفصل العنصري، ما أسفر عن عزل 145 ألف فلسطيني خارج أسواق البلدة القديمة، وتعزيز عدد المستوطنين ليصل عددهم في القدس وغلافها إلى 400 ألف”.
واستطرد أن “الاحتلال عمد على استكمال مشروعه الاستيطاني من خلال السيطرة على 42% من مساحة الضفة و68.7 من مساحة المنطقة ج، وعززت سيطرتها الكاملة عليها من خلال ربطها بالجدار والحواجز العسكرية والطرق الرابطة بالمستوطنات”.
ورأى الخواجا أن “الهدف الإسرائيلي من الاستمرار في الاستيطان تحويل الضفة إلى 167 كانتون ومعزل وفقاً لرؤية قادة الاحتلال لأي دولة فلسطينية مستقبلية”.
وبين أن “المستوطنين يتوزعون 13 مستعمرة في القدس و274 في الضفة بعدد إجمالي يتجاوز 850 ألف مستوطن ومستوطنة”.
وأشار إلى أن “عزم الاحتلال تأسيس الحرس الوطني بقيامة المتطرف إيتمار بن غفير ورصد موازنة له بقيمة 9 مليارات شيكل يهدف لتأمين النشاطات الاستيطانية وضمان توسيعها وتوفير الحماية لها”.
ولفت إلى أن “أبرز أشكال الاستيطان الجديدة في الضفة، مسمى البؤر الرعوية وبلغ عددها خلال الثلاث سنوات الأخيرة فقط 83% تتوزع على 7% من المنطقة ج”.
وأكد الخواجا على أن “حكومة الاحتلال مستمرة في مشاريعها الاستيطانية خاصة في ظل تركيبتها اليمينية المتطرفة، وكان أخر المشاريع الإعلان عن 7 آلاف وحدة استيطانية الأسبوع الماضي”.
وشدد على أن “استمرار الاستيطان سيدفع الفلسطينيين نحو طريق مسدود سيقودهم للانفجار بوجه الاحتلال، وهو ما ظهر جلياً في الضفة الغربية خلال الأشهر الأخيرة من عمل مقاوم لاسيما في جنين ونابلس”.
ونوه إلى أنه “يتوجب على الفلسطينيين تفعيل أدوات جديدة خاصة وأن المساحة الحالية غير صالحة لإقامة دولتهم المتسقلة من خلال خلق رأي عام ضاغط على محكمة الجنايات التي تعتبر الاستيطان وتهجير أصحاب الأرض جرائم حرب، والتأسيس لانتفاضة مدنية تشكل كامل الأراضي المحتلة”.
بدوره، كشف رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان أن الاحتلال أقام 12 بؤرة استعمارية جديدة في العام الماضي وحده، بينها 26 ألف دونم من أراضي المزارعين الفلسطينيين.
وقال شعبان لمصدر الإخبارية، إن “الاحتلال عزز نشاطاته الاستيطانية من خلال إخطارات الهدم لمنازل الفلسطينيين والتي بلغ عددها العام الماضي وحده 1220 إخطاراً”.
وأضاف شعبان أن “استمرار الاحتلال في بناء جدار الضم والتوسع من شأنه عزل وتشجيع مصادرة 560 كيلو متر مربع من أراضي الفلسطينيين في الضفة”.
وأشار إلى أن” الظروف السياسية القائمة ووصول اليمين المتطرف إلى سدة الحكم في إسرائيل ساهم بتعزيز الاستيطان خاصة مع تعطيل عملية السلام مع الفلسطينيين”.
وأكد على أن “الاحتلال يهدف لجعل المدن والقرى الفلسطينية مفككة ومنقطعة الأوصال للقضاء بشكل نهائي على حلم الدولة الفلسطينية”.
اقرأ أيضاً: في الذكرى 27 يوم الأرض الاحتلال استولى على 2.3 مليون دونم من أراضي الضفة