القوى الوطنية والإسلامية تعقب على مشاركة السلطة في اجتماع شرم الشيخ

خاص مصدر الإخبارية – أسعد البيروتي

عقّبت القوى الوطنية والإسلامية على مشاركة السلطة الفلسطينية في اجتماع شرم الشيخ المقرر خلال الأيام المقبلة.

ولاقت تصريحات حسين الشيخ أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتأكيد مشاركة السلطة في اجتماع شرم الشيخ تنديدًا فصائليًا واسعًا في الشارع الفلسطيني.

وترى القوى الوطنية والإسلامية في مشاركة السلطة تأكيدًا على مُضيها في طريق التنازل عن ثوابت الشعب الفلسطيني واستمرار في تفردها بالقرار الفلسطيني بعيدًا عن الإجماع الفصائلي.

بدورها قالت حركة (حماس): إن “إعلان السلطة الفلسطينية مجدداً عزمها المشاركة في اجتماع أمني آخر بمشاركة الاحتلال يُعدّ استهتاراً بدماء شعبنا الفلسطيني المُستباح على يد جيش الاحتلال ومستوطنيه الفاشيين”.

محاولة لضرب الحالة الثورية
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم: إن “اجتماع شرم الشيخ يُمثّل محاولةً إسرائيلية لضرب الحالة الثورية المستمرة والمتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة”.

ودعا قاسم خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، السلطة الفلسطينية إلى العُدول عن قرارها في المشاركة بهذا الاجتماع الذي لا يخدم إلا أجندة الاحتلال في تعزيز سطوته وسيطرته على أرضنا”.

وطالب السُلطة بوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال وعدم المراهنة على سراب الوعود الأمريكية.

وأكدت على “ضرورة الإنحياز إلى الإجماع الوطني وإرادة شعبنا الفلسطيني في المقاومة حتى دحر الاحتلال الفاشي عن كامل ترابنا الوطني، وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس”.

محاولة تجميل اللقاءات الأمنية
من جانبه قال تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن “مشاركة السلطة الفلسطينية في الاجتماع هو محاولةٌ تجميل اللقاءات الأمنية من خلال الادعاء بأنها تحمل آفاقًا سياسية واهية، هي في الواقع لقاءات تهدف إلى توفير غطاء سياسي للمجازر المُرتكبة بحق شعبنا”.

وأضاف المتحدث باسم التيار ديمتري دلياني، أن “مع اقتراب القمة ارتكب العصابات الإسرائيلية مجزرة جديدةً في جنين، ارتقى خلالها ثلاثة شهداء بدمٍ بارد”.

وتابع خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية: “كان متوقعًا أن تتخذ دوائر صنع القرار الرسمي السلطة الفلسطينية موقفا صارماً وحازماً بالامتناع عن حضور هذا اللقاء وأي لقاءات أمنية أخرى لكنها تُصِرْ على سياسة التفرد”.

وأكد على أن “المطلوب من السلطة هو رفض الواقع الذي فرضه الاحتلال عليها عمليًا بحصرية علاقته معها على الجانب الأمني فقط مع انعدام أي أُفق سياسي”.

ودعا دلياني قيادة السلطة إلى “القيام بواجبها المُلزم بتنفيذ قرارات المجلس الوطني والمجلس المركزي المتعلقة بالعلاقة مع الاحتلال، ووقف التنسيق الأمني بشكلٍ عملي وحقيقي”.

مُراهنة على الوهم
قالت حركة الجهاد الإسلامي: إن “تأكيد السلطة على مشاركة بقمة شرم الشيخ، يعد استمرار لسياستها في المراهنة على الوهم، والتي تأتي في ظل ضُغوط أمريكية وحتى مِن قِبل أطرافٍ عربية”.

وأضاف القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “السلطة لا تملك قرار نفسها خاصةً وأن مشاركتها لا تخدم مصالح القضية الفلسطينية وشعبنا المكلوم”.

واعتبر أن “مشاركة السلطة في قمة شرم الشيخ المرتقبة يُشكّل غطاءً للاحتلال الإسرائيلي لارتكاب المزيد من جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني”.

ودعا السلطة الفلسطينية للعُدول عن “قرار مشاركتها بالقمة الأمنية كونه لا جدوى منها وستأتي بنتائج عكسية تصب في صالح العدو الصهيوني”.

الوحدة والمقاومة الطريق الأمثل لإنهاء الاحتلال
قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: إنها “رفضت سابقًا مشاركة السلطة الفلسطينية في اجتماع العقبة وتُجدد رفضها المُطلق لمشاركتها في قمة شرم الشيخ المرتقبة”.

وأضاف القيادية في الجبهة الشعبية مريم أبو دقة، أن “الاحتلال الإسرائيلي تنصل بشكلٍ واضح مما تم التوافق عليه خلال اجتماع العقبة، فما الفائدة المترتبة على قمة شرم الشيخ؟”.

وتابعت: “في أعقاب كل لقاء ترتكب قوات الاحتلال مجزرة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في مُدن الضفة الغربية والقدس المحتلتين”.

وأردفت: “كيف للسلطة الذهاب لقمة شرم الشيخ والأسرى في سجون الاحتلال يتعرضون للموت ويستعدون لخوض إضراب الكرامة لانتزاع حقوقهم المسلوبة؟”.

وأكدت خلال تصريحاتٍ لمصدر الإخبارية، على ضرورة “إنهاء الانقسام بشكلٍ فوري وتعزيز وِحدة الصف الفلسطيني لمواجهة الاحتلال وزواله عن الأراضي الفلسطينية”.

وأشارت إلى أن “الاحتلال الإسرائيلي يضرب بالقانون الدولي والاتفاقات المُوقعة عرض الحائط، في سبيل تحقيق هدفهم المنشود وهو القضاء على المقاومة وإنهاء القضية الوطنية الفلسطينية”.

ولفتت إلى أنه “آن الأوان للتمسك بالوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة وترتيب البيت الفلسطيني الداخلي باعتبارها الضربة القاسمة للاحتلال ومشاريعه التصفوية”.

وشددت على ضرورة “تجاوز لغة الادانة والاستنكار في ظل تواطؤ المجتمع الدولي، والتمسك باتفاق أوسلو البالي الذي جلب الدمار لشعبنا الفلسطيني”.

ودعت إلى ضرورة “استعادة اللُحمة الوطنية على أساس برنامج وطني قائم على المقاومة لأن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة ولا شيء سواها”.

استمرارٌ في سياسة التفرد
من ناحيتها قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: إن “ذهاب السلطة إلى قمة شرم الشيخ يعني الاستمرار في سياسة التفرد وإدارة الضهر للإجماع الوطني الفلسطيني المُتعلق برفض المشاركة في القمة المرتقبة”.

وأضاف عضو اللجنة المركزية للديمقراطية محمود خلف، أن “الرفض الشعبي جاء بعد سلسلةٍ من الإعدامات الميدانية والإجراءات الإسرائيلية المختلفة التي أُرتكبت خلالها مجازر عديدة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني”.

وأشار خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، إلى أن “الجبهة الديمقراطية طالبت السلطة الفلسطينية بشكلٍ رسمي بالعُدول عن المشاركة بهذه القمة لما تحمله من مخاطر سلبية على القضية الفلسطينية والأحداث الميدانية”.

واعتبر خلف، أن “المشاركة في قمة شرم الشيخ يعني العمل على تبييض صفحة الاحتلال الإسرائيلي الذي يُمعن في إجراءاته الإجرامية بحق شعبنا الفلسطيني”.

وأضاف: “كان من الأولى أن تلتزم السلطة بما تم التوافق عليه في اجتماع المجلسين المركزي والوطني بوقف العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي وسحب الاعتراف به ووقف العمل بجميع الاتفاقات الثنائية كردٍ عملي على جرائمه المتواصلة”.

خيانة لدماء الشهداء
قالت لجان المقاومة الشعبية: إن “السلطة الفلسطينية تُخالف خَيار الشعب الفلسطيني المُجمع عليه وهو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لدحره عن أرضنا المُحتلة”.

وأضاف عضو اللجنة المركزية علي الششنية: “في الوقت الذي يُسطّر فيه شعبُنا أروع صور الصمود والتحدي تُصِرْ السلطة على المُضي في تفردها وهيمنتها على القرار الفلسطيني”.

وتابع: “السلطة تُواصل التنقل من مؤتمر لآخر، بهدف إفشال وطأة المقاومة وحِدة المواجهة مع الاحتلال التي تشهد تصاعدًا ملحوظًا في مُدن الضفة والقدس المحتلتين”.

وتساءل خلال تصريحاتٍ لشبكة مصدر الإخبارية، “من قمة العقبة إلى قمة شرم الشيخ ماذا فعلت السلطة وماذا جنيت لشعبنا الفلسطيني، وما هو دورها التي تُقرر القيام به خلال الأيام المقبلة؟”.

واعتبر أن “مشاركة السلطة في قمة شرم الشيخ يُعد فعلًا مجرمًا ومتآمرًا ضد شعبنا الفلسطيني ومقاومته وبالتنسيق مع الاحتلال الصهيوني، في ظل تضاعفها وتمددها في ساحة الضفة والقدس المحتلتين”.

وأردف: “السلطة تُدرك أن المؤتمرات لن تُجلب لشعبنا إلا الخَراب والدمار، وأن هدف القِمم الأمنية المُنعقدة هي ضرب جميع أشكال المقاومة في فلسطين”.

ودعا الششنية إلى ضرورة “فضح المشاركين في قمة شرم الشيخ، باعتبارهم متآمرين على شعبنا الفلسطيني وحقه في مقاومة الاحتلال”.

وطالب بضرورة “استحضار قوة العمل الجماهيري ضد كل من تُسول له نفسه بالعبث بوحدة العمل المقاوم ولُحمة الشعب الفلسطيني في كل الميادين”.

ورأى أن “مشاركة السلطة في مؤتمر شرم الشيخ يُمثّل خيانةً لدماء الشهداء المُراقة في ميادين العِزة والكَرامة وطعنةً في خاصرة شعبنا الفلسطيني ونضاله المستمر ضد الاحتلال”.

وختم: “كيف تُصِرْ السلطة على التفرد بقرار المشاركة بقمة شرم الشيخ على حساب قرارات فلسطينية مُجمع عليها من جميع الفصائل والقوى الوطنية؟”.