تشكيل ميليشيات مسلحة باللد.. رخصة قتل بالمجان ضد المواطن الفلسطيني

تتبع بن غفير

غزة/سماح سامي

ضاعف قرار بن غفير تشكيل ميليشيات مسلحة من المستوطنين في مدينة اللد بذريعة خفض التوتر في مدن الداخل المحتل مخاوف المواطن الفلسطيني، لشعوره بفقدان الأمن والأمان على حياته وعائلته، جراء استخدامها العنف غير المبرر المفضي للقتل تحت حجج واهية.

وكُشف النقاب مؤخرا عن تدريب وحدة جديدة من ميليشيات المستوطنين ستتبع مباشرة لوزير الأمن الداخلي المتطرف إيتمار بن غفير، في المدن المختلطة بالداخل الفلسطيني المحتل، مركزها بمدينة اللد، استعدادًا لأي أحداث وتوترات قد تطرأ في شهر رمضان المبارك، هدفها قمع الفلسطينيين في المدينة.
والكتيبة التي أعلن بن غفير عن تشكيلها قال إنها “ستكون من يهود يعيشون في مدينة اللد لتعزيز عمل شرطة الاحتلال في المدن التي يسكنها فلسطينيون ويهود”.

وذكرت قناة “كان” العبرية، أنه تم الكشف خلال لجنة الأمن القومي في الكنيست عن تدريب شرطة الاحتلال لهذه الكتيبة، زاعمة أنها ستكون “من المتطوعين المدنيين.

وأفادت القناة بأن المواد التي تلقتها اللجنة البرلمانية التي يرأسها عضو الكنيست “تسفيكا فوغل” من حزب “عوتسماه يهوديت” تظهر أن “الشرطة الإسرائيلية دربت ومولت في الأشهر الأخيرة كتيبة من المتطوعين من مدينة اللد.

ويتوسط أهالي اللد حالة من التوتر الشديد والغضب على خلفية الإعلان عن تشكيل الوحدة المذكورة، وسط تحذيرات من اندلاع مواجهات على غرار ما حدث في فيها، خلال هبة الكرامة بمايو العام المنصرم، والتي كانت اللد شعلتها في أراضي الـ 48.

ويبلغ عدد الفلسطينيين في مدينة اللد 30حوالي ألف نسمة من أصل 76 ألف نسمة هو العدد المجمل للسكان فيها.

وكانت اللد شرارة أحداث هبة الكرامة في مايو عام 2021، التي اندلعت دفاعًا عن المسجد الأقصى، وتنديدًا بالعدوان على غزة وأهالي الشيخ جراح، حيث شهدت مواجهات استشهد فيها الشاب موسى حسونة، وأصيب العشرات.

وعلى خلفية الهبة اعتقل جهازي شرطة الاحتلال و”الشاباك” المئات من شبان المدينة، والآلاف من مدن الداخل، فيما شكلت هبة الكرامة صدمة وصفعة للمشاريع الإسرائيلية التي حاولت “أسرلة” عقول الشبان بأراضي الـ 48 ومحو هويتهم الوطنية الفلسطينية.
تخدم اليمين المتطرف
عبد الكريم زبارقة عضو مجلس بلدية اللد رأى أن تشكيل بن غفير ميليشيات بمدينة اللد بالداخل المحتل خطوة تخدم اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يحاول زيادة توتر الأوضاع خلال الأيام القادمة وصولا لشهر رمضان الكريم، مشددا على أن أحزاب اليمين المتطرف لديهم أهداف سياسية يريدون تحقيقها إزاء تشكيل هذه الميليشيات.

وأكد زبارقة في حديثه لـشبكة مصدر الإخبارية أن اليمين المتطرف يحاول استخدام ميليشيات مسلحة من المستوطنين المتطرفين بهدف إلغاء الوجود الفلسطيني العربي والهوية الفلسطينية بمدينة اللد كذلك محاولة تهويد المدينة، محذرا من امتداد عملهم بباقي مدن الداخل المحتل.

وشدد على رفضهم القاطع لوجود تلك الميليشيات في مدينة اللد وباقي المدن المحتلة، مؤكدا على لجوئهم للشرطة الإسرائيلية التي نفت بدورها أي وجود أو عمل لتلك الميليشيات في مدينة اللد وغيرها من المدن.

وأشار إلى نفي الشرطة غير كاف، حيث عملت تلك الميليشيات في وقت سابق بمدن الداخل، حيث أشعلت فتيل النار من خلال زيادة حدة التوتر وأعمال عنف وانتهاكات واعتداءات وحشية بحق المواطنين في شهر مايو الماضي.

ولفت إلى أن بن غفير وأحزاب اليمين المتطرف يبعثون رسالة مبطنة للمجتمع العربي بالداخل المحتل مفادها أنهم هدف تشكيلهم تلك الميليشيات هو ابعاد الخطر عن المواطن اليهودي، وأن المواطن الفلسطيني مجرم وارهابي يشكل خطر عليهم.
حرب نفسية
من جانبها، أكدت الناشطة السياسية بالداخل المحتل فداء شحادة على زيادة مخاوفهم كمواطنين مدنيين عزل من قرار بن غفير تشكيل ميليشيات مسلحة بمدن الداخل المحتل، مشيرا إلى الوضع الخطير التي ينتظرهم جراء القرار.

وقالت شحادة خلال حديثها لـشبكة مصدر الإخبارية إن القرار بث الرعب والخوف في قلوب المواطنين بمدن الداخل المحتل، حيث بات المواطن ينام ويستيقظ وهو لديه شك بجاره المستوطن أن يرتكب به جريمة قتل”.

وأضافت:” نعيش بحرب نفسية يوميا، يحصد ثمارها المتطرفين من الأحزاب اليمينية التي تتلذذ على عذاب المواطن الفلسطيني بشتى الطرق”.

وأشارت إلى واقعة قتل الشهيد موسى حسونة بدم بارد على يد مستوطن متطرف دون وجود مبرر لقتله.

ولفتت إلى تشكيلهم مجموعات تواصل على واتس أب للتحذير من أي خطر قد يتعرض له المواطنين في مدينة اللد والمدن الأخرى، إضافة لتوعية المواطنين بعدم التواجد فرادى إنما جماعات.
ميليشيات هجومية
بدورها، قالت عايدة سليمان توما النائب العربية في الكنيست الإسرائيلية، إن إعلان وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، عن تشكيل ما أسماه “كتيبة متطوعين” في مدينة اللد المختلطة التي يقطنها عرب ويهود، هو محاولة لتأسيس مليشيات مسلحة تبطش بالعرب في المدن الفلسطينية.

وأضافت توما في بيان، أن القرار هو تطبيق فعلي لمحاولات اليمن الإسرائيلي المتطرف تأسيس مليشيات وعصابات مدنية مسلحة، تحت مسمى الحرس القومي، وهذه المرة تحت غطاء كتائب شرطية تطوعية.

وأكدت توما أن الهدف الحقيقي الذي يسعى بن غفير لتحقيقه من تشكيل هذه المليشيات هو إشعال المدن العربية-اليهودية المختلفة عن سابق إصرار وترصد، فهو من دعا لتسليح المدنيين وعسكرة المجتمع المدني في “إسرائيل” وتحديدا في المدن المختلطة وفي القدس المحتلة وفي الضفة الغربية أيضا.

وتابعت قائلة: “هذه ليست ميليشيات دفاعية إنما هجومية هدفها إشغال الشارع وضرب المواطنين العرب بيد من حديد”.

اقرأ/ي أيضا: البرلمان العربي يطالب بإدراج ميليشيات المستوطنين على قوائم الإرهاب