عملية نابلس تكشف عن بصمات “روح” سياسات بن غفير داخل الشاباك

مقالات – مصدر الإخبارية

كتب: معتز خليل

“صباح يوم الأربعاء الموافق الثاني والعشرين من شهر فبراير هاجمت قوة من عناصر الجيش الإسرائيلي ومعها عناصر من جهاز شاباك وأفراد من الوحدة الشرطية الخاصة البلدة القديمة من مدينة نابلس، وكان الهدف من عملية نابلس بحسب بيان جيش الاحتلال تحييد ثلاثة مطلوبين متورطين في عمليات اطلاق نار في الضفة الغربية والتخطيط لتنفيذ عدد اخر من العمليات في الوقت الفوري ، وأسفرت العملية عن استشهاد عدد من الفلسطينيين وعناصر المقاومة أيضا.
ما الذي يجرى؟
بات من الواضح وعقب عملية نابلس وفي ضود تحليل ما سبقها من عمليات ما يلي:
1- استمرار إسرائيل في هذه العمليات يؤكد أن هناك تحضيرات متواصلة للقيام ببعض من العمليات للمقاومة خلال شهر رمضان ، وتعلم إسرائيل جديا صعوبة إيقاف هذه العمليات تماما ، وبالتالي فإن الحل يتمثل في تنفذي عمليات قتل نوعية ضد العناصر الفلسطينية لتخفيف أي آثار متوقعة يمكن أن تحصل في شهر رمضان جراء العمليات العسكرية الفلسطينية.
2- استمرار الجيش الإسرائيلي والمؤسسات الأمنية التابعة له في تعقب المطلوبين الفلسطينيين واغتيالهم حال مبادرتهم بالدفاع عن أنفسهم.
3- هناك اتفاق ضمني على أن إسرائيل ستواصل عملياتها لتصفية القيادات في جماعتي عرين الأسود أو كتيبة جنين بغض النظر عن أي تداعيات لهذه التصفيات.
4- في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية ، خاضت السلطة الفلسطينية مفاوضات مع إسرائيل ، وهي المفاوضات التي توصلت فيها السلطة إلى بعض من النقاط المتميزة ، ومنها توقف الاستيطان مقابل عمل السلطة جديا على وقف العمليات ، فضلا عن تخفيف الأعباء عن كاهل الفلسطينيين بالسماح لهم بالعمل في داخل إسرائيل.
5- وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل عملياتها العسكرية تواصل بعض من الأطراف الإقليمية وعلى رأسها مصر جهودها من أجل التهدئة ، غير أن استمرار العمليات الإسرائيلية يعني بالنسبة لهذه النقطة تحديدا:
أ‌- عدم اكتراث بعض الأجهزة بالدور المصري والانتباه له، بدعوى أن العمليات الفلسطينية تحصد أرواح الإسرائيليين ، وبالتالي لا صوت يعلو فقوت الصوت الأمني وتقديره العسكري.
ب‌- موافقة مصر أو عناصر أمنية بها على استمرار العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية ، وهي الموافقة التي لا يشترط أن تكون معلنة ، ولكن يكفي عدم التعليق على هذه العمليات والاكتفاء ببيانات من الخارجية للتنديد والشجب.
ج- رغم هذا الموقف المصري تهاجم بعض من الصحف ووسائل الٌعلام الإسرائيلية مصر ، وتحديدا الرئيس عبد الفتاح السيسي وتحديدا برنامجه الاقتصادي تزامنا مع هذا التصعيد ، ومن أبرز من هاجموا الرئيس السفير يتسحاق ليفانون في مقال له بصحيفة معاريف ، وإيهود يعاري المحلل السياسي بالتليفزيون الإسرائيلي (القناة ١٢) ، وحمل الهجوم إهانة شخصية للرئيس ، حيث اتهم ليفنانون السيسي بعدم معرفة الفارق بين المسجد الأقصى وحائط البراق ، فيما أتهم يعاري الرئيس بعدم الإدراك الاقتصادي.
د- الهجوم على الرئيس المصري يأتي في إطار رد إسرائيل على تحركات مصرية محددة تتعلق بالسلام الإبراهيمي ، وتحديدا بين دولة خليجية كبيره وبين إسرائيل ، واكتشفت إسرائيل تفاصيل ما يمكن وصفه بالحنق المصري إزاء عدد من الملفات المتعلقة بالسلام بينها وبين هذه الدولة ، ومن هنا كانت توصية بعض الأجهزة لكتابها المفضلين بالهجوم على شخص الرئيس، والهجوم على مشروعه الرئاسي وهو التطوير الاقتصادي ، وليس أي قضية أخرى.
وقد أعترض رئيس احد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الموجودة في مكتب رئيس الوزراء على هذا التوجه ، واستشهد بأن معايرة المصريين بمشاكلهم الداخلية ستنعكس سلبا عليهم ، رغم أن هذا المسؤول شخصيا لا يحب الدور المصري ولا يثق في جهوده كثيرا .
واستشهد هذا المسؤول بما جرى في عهد الرئيس مبارك ، وحديثه لاحد قادة إسرائيل الآمنين بأن لدية كثيرا من المشاكل الداخلية والأزمات ، وأن القضية الفلسطينية والتجاذب مع إسرائيل يسببان الكثير من القلق له ، وأعرب الرئيس المصري الراحل مبارك عن ترحمه على يتسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل ، وهو ما حصل في لقاء مع مسؤول أمني إسرائيلي كبير .
غير آن قيادات من شاباك لم تكترث لهذه التوصية واعتبرتها مجرد سرد سياسي.
تقدير استراتيجي
بات من الواضح أن إسرائيل لا تكترث بأي تحركات إقليميه ، وترد على الفلسطينيين والمصريين وأي طرف بدون أي تدخل منه. اللافت آن الشاباك وبهذه السياسات الأمنية التصعيدية ينتهج نفس ذات السياسات التي يدعو إليها وزير الأمن الإقليمي بن غفير ، ورغم التشاحن والخلافات بين قيادات شاباك وقيادات الجيش والمخابرات من جهة مع بن غفير ، إلا أن الواقع العملي على الأرض يشير إلى أن روح السياسات التي ينادي بها بن غفير عقب كل عمليه فلسطينية ، وعقب أي تصعيد تحصل على الأرض ، وبات الشاباك بن غفيري في سياساته ، الأمر الذي بات واضحا مع هذا التصعيد.
عموما بات من الواضح إن إسرائيل تمتلك بنكا استراتيجيا لأهداف ستقوم بها ، وهي الأهداف التي تواصل القيام بها من خلال عملياتها المتواصلة التي لا تهدأ في الضفة الغربية ضد الفلسطينيين”.

اقرأ أيضاً: عدوان نابلس: وحشية تخفي تخبّط الاحتلال.. ودخول متأخّر لغزة على خط النار