المنخفض الجوي يناصر صيادي غزة ويقاوم الاحتلال

 رؤى قنن – مصدر الإخبارية

في وقتٍ يعاني فيه الصيادون الفلسطينيون منذ أكثر من خمسة عشر عاماً من الفقر والحرمان وانعدامٍ للقدرة على توفير قوت يومهم، جاء المنخفض الجوي كبصيص أملٍ للتخفيف عن معاناتهم، بعد أن خرجت من أعماق البحر أنواع مختلفة من الأسماك الوفيرة بفعل تقلبات الرياح العاصفة والموج الهادر.

الاحتلال يُعرقل عمل الصيادين

ويمارس الاحتلال الإسرائيلي سياسة إذلال الصيادين، في محاولةٍ للضغط عليهم والتلاعب بمصدر رزقهم، فيمنع إدخال معدات الصيد وماكينات القوارب وقطع الغيار، ويقوم بشكل شبه يومي بإغراق العشرات من مراكب الصيد الآهلة بالصيادين، ومصادرة المعدات والأدوات الخاصة بهم.

المنخفض الجوي يُحارب الاحتلال

وخلال الأيام الثلاث الماضية بعد موجة منخفض عنيف، تمكن صيادو غزة من اصطياد أطنانٍ من الأسماك المختلفة والمتنوعة والتي غلب عليها سمك السردين، والذي يشكل موسماً وفيراً في شتاء كل عام.

جاد البحر بأمواجه الهادرة على الصيادين بأسماكه الوفيرة، مُعلناً التحدي لكل الإجراءات الظالمة التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي.

عيد الصيادين

الصياد أبو محمد عياش الذي تحدث مع شبكة مصدر الإخبارية وهو ينقل أسماكه التي اصطادها للبيع للتجار، قال:” هذا ما ننتظره من العام إلى العام، الرياح والأمواج تنقل لنا الأسماك التي يمنعنا الاحتلال من الوصول إليها.”

ويقول أبو محمد وهو من سكان دير البلح:” طوال العام ونحن نحاول الوصول إلى مصدر رزقنا، فإما يطلق علينا النار أو نُمنع أو يُغرق مراكبنا، أو نفقد شباكنا بفعل الاحتلال.”

وتابع” البحر اليوم غضب على الاحتلال وأخرج لنا الأسماك إلي المناطق التي نتمكن من الوصول إليها بدون تدخل الاحتلال.”
مضيفاً فرحاً” نحن اليوم في عيدٍ حقيقي خاص بالصيادين”.

ويؤكد الصياد عيسى أبو جياب على ما قاله أبو محمد في حديث لمصدر الإخبارية، بأنهم يعيشون عيد حقيقي في ظل وفرة الأسماك، قائلا: ” جاءت هذه الأسماك اليوم لتعوضنا عن أشهر طويلة من غياب الرزق والصيد بسبب إجراءات الاحتلال المختلفة، نحن اليوم في ظل البرد الشديد والأمطار نحاول استغلال الموسم إلى أبعد حد، فلا يعلم أحدنا متى يمكن أن تكون الفرصة متوفرة مرة أخرى”.

صيد وفير

وفي حديثنا مع نقيب الصيادين نزار عياش، عن كمية الأسماك التي تم اصطيادها خلال الأيام الماضية، أكد أنّ الصيد كان وفيراً، وأعاد الحياة للصادين، وأنها تُعد الأكبر منذ بدء موسم الصيد الحالي قبل أكثر من شهرين.

وأشار في حديثه لشبكة مصدر الإخبارية، أنّ الأسواق المحلية امتلأت بكميات كبيرة من الأسماك خاصة السردين، حيث انخفضت أسعار الأخيرة ووصلت إلى 12 شيكل للكيلوغرام الواحد.

وذكر “عياش” أن أكثر من 80% من الأسماك التي جرى صيدها كانت من أسماك السردين متفاوتة الأحجام، إضافة لأنواع أخرى، مثل الطرخون، والغزال.

ونوه “عياش” أن أكثر من 4500 صياد يعملون في قطاع غزة في مجال الصيد البحري، موزعين على ستة موانئ صيد في القطاع، ويعيلون أكثر من 60 ألف نسمة.