في الذكرى الـ17 لعقد الانتخابات التشريعية.. شبان يجددون المطالبة بحقوقهم
خاص- مصدر الإخبارية
يعيش الشاب محمد إسليم (28 عاماً) من مدينة غزة حسرة نفسية شديدة لعدم تمكنه من ممارسة حقه الانتخابي حتى هذه اللحظة، بسبب الظروف السياسية التي فرضها الانقسام على الواقع الفلسطيني.
يقول الشاب إسليم إن الانتخاب واختيار المسؤولين هو حق إنساني كفلته كل المواثيق والشرائع السماوية، وغيابه عن الواقع الفلسطيني لأكثر من 17 عاماً يشكل عائقاً بوجه أي تنمية يمكن أن تتم، كما يزيد من مشكلات الشباب ويعقد فرصة حصول على حقوقهم.
فقدان الحقوق بسبب غياب الانتخابات
ويتابع الشاب خلال حديثه لشبكة مصدر الإخبارية إنه “تخرج من الجامعة قبل نحو 6 سنوات لكنه حتى اليوم لم يحصل على فرصة عمل بمجال تخصصه بسبب غياب الدعم الحكومي والخطط الهادفة لتشغيل الشباب ورعايتهم”، لافتاً إلى أن كل طرف من أطراف الانقسام منشغلاً اليوم في نفسه ويوزع المساعدات والاستحقاقات على المنتمين له دون النظر إلى الأحقية.
وبمناسبة الذكرى الـ17 لعقد الانتخابات التشريعية الثانية التي جرت بتاريخ 25 كانون الثاني (يناير) لعام 2006، يضيف الشاب، “نأمل أن نتمكن بوقت قريب من ممارسة حقوقنا الانتخابية واختيار مجلس تشريعي جديد ومجالس بلدية ورئاسة”، معبراً عن أسفه من استمرار الوضع القائم على حاله طوال هذه الفترة.
تفاصيل الانتخابات التشريعية 2006
وفي يوم الانتخابات بعام 2006 توجه الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية (بما فيها القدس الشرقية) لصناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في المجلس التشريعي الفلسطيني (البرلمان الفلسطيني).
وبدل أن تكون الانتخابات بديلاً وطريقاً للتغيير، تحولت بعد شهور من إعلان نتائجها حيث شهدت فوز حركة حماس لحالة انقسام وتشرذم ومواجهات مسلحة داخلية لا تزال مستمرة حتى اليوم ويعاني المواطنين من آثارها.
وحظيت تلك الانتخابات باهتمام محلي، وإقليمي، ودولي، جسد نفسه من خلال مشاركة المئات من المراقبين الدوليين والعرب والمحللين، فضلاً عن تغطية واسعة من قبل وسائل الإعلام المحلية والإقليمية والدولية، وانتهت بفوز حركة “حماس” بأغلبية مقاعد المجلس.
وفي تلك الانتخابات ف فازت بها حركة حماس بـ76 مقعداً من أصل 132 مقعدا، فيما حصلت منافستها الأولى حركة فتح على 43 مقعداً فقط ما شكّل صدمة في حينه سيما وأن “فتح” سيطرت على السلطة منذ إنشائها عام 1994.
نجحت “حماس” بتشكيل الحكومة برئاسة إسماعيل هنية التي سرعان ما تعثرت طريقها بعدد من العقبات أولها تضارب السلطات وبدأت تتزايد الاشتباكات المسلحة بين أنصار حركتي فتح وحماس بمحافظات الضفة الغربية وقطاع غزة.
لم يمارس حقه الانتخابي أبداً
أما الشاب محمد جودة الذي يسكن في منطقة الزهراء جنوب مدينة غزة، يقول لشبكة مصدر الإخبارية إنه عمره اليوم 32 عاماً ولم يمارس حقه الانتخابي أبداً بحياته.
ويضيف خلال حديثه إلى أن الانتخابات التشريعية الثانية حصلت بينما كان بعمر 15 عاماً، وحينها شاهد المواطنين يقترعون وهم أكبر منهم سناً، وكان حلمه الكبير أن يتقدم بالعمر ليتمكن من ممارسة حقه الانتخابي.
وأكمل قوله: “حركتي حماس وفتح سلبونا حقوقنا بالانتخابات وبالحياة الكريمة ولا يزالون حتى اليوم يتنكرون لكل ما يحتاجه الشباب والمواطنين رغم المطالبات اليومية وتدهور أوضاع الناس لحد لا يمكن أن يطاق”.
من جهتها تقول الشابة شهد أبو هاني من جنوبي قطاع غزة إن “الانتخابات يمكن أن تكون مدخلاً حقيقيا لحل كل المشكلات التي يعاني منها الفلسطينيين بقطاع غزة والضفة الغربية، لأنها الأقدر على فرز الكفاءات وتنصيبهم بمراكز صنع القرار ليتمكنوا من وضع الخطط اللازمة للبناء والتطوير”.
وتضيف وهي طالبة جامعية في عامها الثالث إن “الحكومتين في الضفة الغربية وغزة باتت اليوم شريكتين إلى جانب الاحتلال في تعميق أزمات المواطنين وضياع حقوقهم”.
ولفتت أبو هاني خلال حديثها إلى أن الشباب أيضاً يتحملون جزءاً من المشاكل التي يعانون منهم، لأن الصمت الدائم ولّد عند المسؤولين والحكومات شعوراً بأنهم ضعيفي القدرة على التأثير والتغيير.