الخان الأحمر.. هدف بين عينيْ الاحتلال وتاريخ معرّض للاقتلاع من جذوره

خاص – مصدر الإخبارية

أرضٌ بتاريخ فلسطيني خالص تتعرض منذ سنوات لمحاولات اقتلاع تاريخها من جذوره، فلماذا يضع الاحتلال عينه على قرية الخان الأحمر ويصر على تهجير سكانها؟

هي بناء عثماني يعود للقرن السادس عشر تقع على بعد 15 كم شرقي القدس المحتلة، كانت مزاراً للتجار على الطريق القديم الذي يربط ضفتي نهر الأردن حيث كانوا يتوقفون للاستراحة وإطعام الخيول.

ترجع أصول أهالي القرية لقبيلة الجهالين البدوية، التي طردها الاحتلال من النقب عام 1952، واحتُلّت القرية عام 1967 وكانت واحدة من 46 تجمعًا بدويًا فلسطينيًا في الضفة المحتلة.

عام 1977 أقيمت على أراضيها مستوطنة “معاليه أدوميم” ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية، ومنذ 13 عاماً، يعيش قرابة 200 فلسطيني أكثر من نصفهم من الأطفال خطر هدم مساكنهم وترحيلهم عن أرضهم ومصدر رزقهم فيها.

عام 2009 بُنيت المدرسة الوحيدة في القرية، من مواد الطين والإطارات؛ بسبب قيود الاحتلال على البناء الإسمنتي أو الكرفانات في المنطقة.

تستهدف سلطات الاحتلال الخان الأحمر لتنفيذ مشروعها الاستيطاني “E1″، والذي يهدف للسيطرة على الأراضي الممتدة من شرق القدس وحتى البحر الميت وتفريغ المنطقة من الفلسطينيين، كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة عن وسطها، وعزل القدس عن باقي أنحاءها.

صدر أول قرار عن الإدارة المدنية للاحتلال بهدم الخان الأحمر في مارس 2010، ليلجأ الاهالي للالتماس ضد القرار والحصول على قرارات تأجيل للهدم

من جديد.. قررت سلطات الاحتلال في مايو 2018 هدم القرية وتهجير سكانها، لتفشل بسبب صدور قرار من المحكمة الجنائية الدولية، يحذر الاحتلال من تهجير أو هدم القرية والتجمعات المحيطة بها معتبراً ذلك مثابة “جريمة حرب”، عدا عن الموقف الحاسم من الأهالي أنفسهم الرافض للتعاطي مع أية حلول سوى الاعتراف بالقرية.

في أكتوبر 2018 صوت المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينيت” على مقترح رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تأجيل هدم الخان الأحمر، لتعود قضيتها للواجهة من جديد منذ مطلع العام 2013، في ظل تهديد وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير بإخلاءها رداً على إخلاء بؤرة استيطانية عشوائية أقيمت في نابلس مدعياً سيادة القانون على الإسرائيليين والعرب.

46 تجمعا بدويا معرّض لخطر الترحيل القسري وسط الضفة، يسكنه قرابة خمسة آلاف فلسطيني يواجهون ظروفا معيشية قاسية في الخدمات الأساسية، ويقع 26 تجمعا منها في محافظة القدس، ويسكنها قرابة 5 آلاف فلسطيني يواجهون ظروفا معيشية قاسية على صعيد الخدمات الأساسية، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية (أوتشا).

ضغط دولية متوقعة

مدير الخرائط بجمعية الدراسات العربية خليل التفكجي أكد أن مخطط إخلاء الخان الأحمر يأتي ضمن برنامج يطلق عليه الاحتلال اسم “القدس 2050”.

وفي تفاصيل المشروع، قال التفكجي في حديث لشبكة مصدر الإخبارية إن المشروع يقضي بإقامة أكبر مطار بالقرب من الخان الأحمر في “إسرائيل”، لاستقبال 12 مليون سائح ومسافر وهي منطقة رؤية لفنادق وتوسيع مستوطنات.

وتابع: “ما يعيق المشروع ليس الخان الأحمر فقط، حيث يسعى الاحتلال لتطهير المنطقة من الخان الأحمر وحتى البحر الميت بشكل كامل، حتى يشعر أي سائح يأتي من لتل أبيب أو القدس أنه في إسرائيل”.

في الوقت نفسه يرى التفكجي أن الضغوطات الدولية سواء كانت أمريكية أو أوروبية ستمنع إخلاء الخان الأحمر من جديد، وأنه ليس من السهولة إخلاءه رغم كل التهديدات الإسرائيلية الحالية وتصريحات المسؤولين ومنهم المتطرف بن غفير فهي مجرد كلام.

اقرأ أيضاً: الجهالين: الصمود الفلسطيني في الخان الأحمر أفشل مخطط بن غفير