حماس وأسر الجنود.. بقلم الكاتب مصطفى الصواف

أقلام – مصدر الإخبارية
حماس وأسر الجنود، بقلم الكاتب الفلسطيني القدير مصطفى الصواف، وفيما يلي نص المقال كاملًا كما وصل موقعنا:
مضحك وغريب ما نشرته قناة كان العبرية من أن حماس تُخطط لخطف جندي صهيوني حي، حتى تعمل على تحقيق صفقة تبادل مع الكيان الصهيوني.
الغريب أن هذه القناة خرجت بما قالت عن تخطيط حماس بعد ما نشرته كتائب القسام من شريط مصور للأسير الصهيوني لدى حماس “منغستو”، وكأن هذه المعلومة اكتشفتها القناة اليوم، علما أن حماس كما أسرت شاليط وأسرت نخشون فكسمان من قبل وغيره من قبل ومن بعد حتى وصل عدد الجنود المختطفين على أيدي حماس إلى اثنى عشر جنديًا لازال منهم أربعة يقبعون في الأسر.
المضحك في الخبر أن من يخطط أو أوعز بالخطف هم القائدان إسماعيل هنية وصالح العاروري، وكأن الأمر ليس قرار عاما لدى حماس ومنحصر في القائدين هنية والعاروري وليس هو قرار متخذ ومُعلن منذ عقود، وكل قيادة حماس تُعلنه بلا مواربة ما دام هناك أسير خلف سجون الاحتلال، أو ربما يعملون على وضع تبرير لاستهداف القائدين أو احراج قطر التي يتواجدان على أراضيها.
قالها السنوار يوم مهرجان حماس ومن قبل قادة حماس أن موضوع أسر الجنود هو الوسيلة الأكثر نجاعة التي تُجبر الكيان على تحرير الأسرى الفلسطينيين من داخل سجونها، وإذا كان جنوده الأربعة المأسورين لدى كتائب القسام لا يقنعون قادة الكيان بالتفاوض الجاد لتحقيق صفقة فلا مانع لدى حماس زيادة الغلة من الجنود الصهاينة، وكان لها تخطيط لذلك في معركة سيف القدس ولكن قدر الله أن لا تتم.
ما تحدثت به القناة العبرية مضحك وغريب وكأنها تُحاول خداع الجمهور الصهيوني كما خدعته قيادته السياسية والعسكرية بعد معركة 2014، والتي تم فيها أسر هدار جولدن وشاؤول والذين خدعوا جمهورهم بالكذب والخداع، وقالوا بأن الجنديين هم جثث محتجزة لدى حماس.
الإعلام العبري لازال يُمارس الخداع والكذب ويفبرك الأخبار بما يخدم أكاذيبه في الحديث عن خطط وإيعاز لتنفيذ هذه الخُطط، علمًا أن قادة الاحتلال سياسيه وعسكريه يعلمون أن سياسة أسر الجنود التي أقرها منذ سنوات طوال الشهيد الشيح أحمد ياسين لازالت قائمة، وتعمل عليها حماس حتى يومنا هذه لأن أسر الجنود مطلبٌ إنساني تكلل المسارات التدريبية للمقاومة وأصبح في صُلب عقيدتها القتالية، وهي الوسيلة التي ستُحقق بها حماس والمقاومة الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وإذا لم يقتنع الاحتلال فسيكون للقسام وحماس وسائل أخرى ستُجبر الاحتلال حتى الوصول إلى تحرير كل الأسرى في سجون الاحتلال.
أقرأ أيضًا: هل أوصل ظهور منغستو ما أراده القسام؟