الحبس المنزلي الإلكتروني.. عقوبة إسرائيلية حولت منازل الفلسطينيين إلى سجون فعلية

سماح شاهين- مصدر الإخبارية

“لم أتخيل أن يكون الحبس المنزلي الإلكتروني بهذه الصعوبة، مضيت في الحبس عامين ونصف، أثر على حياتي الاجتماعية والاقتصادية بشكل كبير”، بهذه الكلمات عبّر سيف الدين النتشة تفاصيل الحبس المنزلي وعنجهية الاحتلال بحقه.

تهمة دون دلائل كافية

يقول النتشة في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية“، “تعرضت لتحقيق قاسي في سجون الاحتلال، ثم حولوني إلى الحبس المنزلي؛ لعدم وجود دلائل كافية على التهمة الموجهة لي”، لافتًا إلى أنّ الاحتلال اعتقله على خلفية نقل الأموال من تركيا إلى القدس وصرف رواتب للأسرى.

وحول آثار الحبس المنزلي الإلكتروني، اجتاحت الضائقة المالية بيته ما أودى به للانفصال عن زوجته خلال فترة حبسه.

ويضيف النتشة أنه بعد الانتهاء مدته بالحبس، أعاد الاحتلال اعتقاله وحكم عليه لمدة 14 شهرًا بالسجن الفعلي في سجن النقب، وتم منعه من السفر، وتعرض لمضايقات خاصة في قضية الأموال بسبب مهنته في التجارة، ومصادرة سيارته ودهم منزله لسرقة أمواله.

ويتبع الاحتلال سياسة الحبس المنزلي الإلكتروني والمضايقات والانتهاكات العنصرية التي تمارسه بحق الأسير النتشة وعائلته؛ لأنّ شقيقه الشهيد حسن النتشة شارك في اختطاف جندي إسرائيلي في عام 1994، وفق قوله.

الحبس المنزلي الإلكتروني آثاره وانعكاساته

أكد رئيس لجنة الأسرى في القدس أمجد أبو عصب، في حوار خاص مع “شبكة مصدر الإخبارية”، أن الحبس المنزلي الإلكتروني له أشكاله عدّة منها الحبس المؤقت لأيام عدة أو حبس دون تحديد سقف زمني أو خارج الحي الذي يقطن به المعتقل.

وأشار أبو عصب إلى أنّ جزء من هذه الإجراءات يُصاحبها وضع سوار إلكتروني في ساق الشخص، موضحًا أنّه يتم تركيب السوار بشكل مضغوط في قدم الشخص ويتم تصوير ورسم خارطة منزله ومجرد تجاوزه باب منزل يعطي إشارة إلى مكتب الشركة الأمنية وشرطة الاحتلال بأنه تجاوز القرار.

وأفاد “لا يستطيع الجميع استيعاب قرار الحبس المنزلي الإلكتروني، لما له من آثار تنعكس على الإنسان القاطن في منزله؛ لأن حريته مقيدة وحدودها النور من الشباك فقط، ما زيد الضغط النفسي عليه.

وأكد أنّ الحبس الإلكتروني يؤثر بشكل سلبي على الأطفال، حيث عانى بعضهم من الوحدة والعزلة، وجزء أخر أصبح لديهم عدوانية وتبول لا إرادي ومحاولات انتحار واعتداء على الأهل.

وبيّن أبو عصب في ختام حديثه أن اتباع الاحتلال لهذه السياسة يجعل من المنزل سجن فعلي، ويُعد أيضًا عقوبة للطفل والأهل، ويدمر النسيج الاجتماعي.